الإمارت الأولى عالميا في أسعار المشتقات البترولية !

بتاريخ الجمعة، 23 يوليو 2010
| أكتب تعليقا

الشعب يترنح تحت وطأة ارتفاع الأسعار و الدولة لا تقدم دعما للسلع الضرورية بل تفاجئه كل يوم بزيادة أسعار الوقود و الغاز ... عودة إلى الحياة البدائية أيها الناس فلا مفر لكم مما تواجهون !

هكذا وقع علينا هذا الخبر كصاعقة من نار :

قررت شركات توزيع المنتجات البترولية في الدولة رفع أسعار ليتر البنزين بأنواعه المختلفة 20 فلساً، إعتباراً من يوم الخميس المقبل الموافق 15 يوليو الجاري في جميع محطات الوقود بالدولة، وذلك في إطار تحرير الأسعار وزيادتها تدريجياً.

وقالت الشركات في بيان،اليوم، إن "الزيادة المعلنة في أسعار البنزين تأتي في إطار المساعي الرامية الى الحد تدريجياً من الخسائر المتراكمة والمتزايدة التي تتعرض لها شركات توزيع المنتجات البترولية، والناتجة عن إرتفاع تكلفة المنتج بشكل مستمر".

يذكر أن شركات توزيع المنتجات البترولية رفعت في أبريل الماضي أسعار لتر البنزين 15 فلساً.

يعني الزيادة كانت قبل شهرين و تتكرر اليوم مرة أخرى ! و هاتين ليستا المرتين الوحيدتين في رفع أسعار البترول حيث شهدت الأعوام الثلاثة الماضية زيادات مطردة و متكررة في سعر البترول في هذه الدولة المنتجة للنفط و التي أكدت وكالة الطاقة الدولية إن احتياطيها المؤكد من النفط والذي يقدر بنحو 98 مليار برميل ويشكل حوالي 8% من الاحتياطي العالمي يمكن أن يكفي لمدة 92 عاماً إذا استمر الإنتاج بالمعدلات الحالية.

و نقرأ على الجانب الآخر خبرا من أندونيسيا يقول :

تعتزم الحكومة الاندونيسية زيادة أسعار البترول للاغنياء سعيا لتخفيف عبء الدعم المتصاعد فى ميزانية الدولة. وقال وزير الطاقة والموارد المعدنية دارون زاهدى إن الحكومة تعتزم تحديد استهلاك البترول المدعم للسيارات الخاصة التى تم تصنيعها بعد عام 2005 التى صنف فيها أصحاب المركبات كمجموعة غنية. وقالت وزارة المالية إن استهلاك البترول المدعم فى الاشهر الخمسة الاولى بلغ 4,15 مليون كيلو لتر أو بنسبة 1 ,42 فى المائة من حصة هذا العام . وأضافت الوزارة إن هناك إمكانية لبدء الخطة فى سبتمبر . 

( وكانت الحكومة قد خصصت أكثر من 90 تريليون روبيه أو ما يقرب من 9. 95 مليار دولار أميركي بالنسبة لدعم البترول والغاز. ) واعتزمت الحكومة تخفيض الاعتماد على وقود البترول والتحول الى استخدام الطاقة المتجددة. ويعتبر الدعم الضخم واحداً من الاعباء التى تواجه الدولة فى محاولة تعزيز الاستثمار.

المصدر :

http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1277243004977&pagename=Albayan/Article/FullDetail

نحن هنا نعقد مقارنة غير منصفة بين دولة غنية جداً و يعتبر الننفط أهم مصادر الدخل فيها و تبلغ نسبة مواطنيها عدة مئات من الآلاف لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، و دولة فقيرة جداً و يتعدى عدد مواطنيها مائة مليون نسمة ! و قد صنفت دولة الإمارات الأولى عالمياً في سعر المنتجات النفطية المكررة ، و لا تقدم أي دعم لهذه السلع كي تحد من مستوى الغلاء و التضخم في المجتمع و تجنب مواطنيها حالات الانهيار الاقتصادي و الاجتماعي لتصبح شريحة واسعة منهم تحت خط الفقر و تثقل كواهلهم ديون البنوك التي تكبل حياتهم و حياة أبنائهم و تقض مضاجعهم و ترسم رؤية ضبابية قاتمة حول مستقبل الأبناء و استقرار المجتمع .

و لكن في المقابل نشاهد بذخاً غير طبيعياً و هدراً للمال العام يمارسه بعض أفراد العوائل الحاكمة في الصرف على الأهواء و الملذات و شراء الذمم و الرشاوى و التفاخر و التملك وغير ذلك ، بعيداً عن مصلحة الوطن و المواطن و كأنما الشعب خراف تعتاش على مزابل هذه العائلات التي يحق لها الوطن و ما حوى باطن أرضه و احتوى عليه جوه و جباله وبحاره وكل ذرة رمل فيه . و حين يتم إقامة مشروع لخدمة أي إمارة فيه نسمع قصائد المديح و الدعاء لصاحب المنة و العطية أن تفضّل على هذا الوطن بشارع أو مدرسة أو مستوصف مما امتدت به يداه من كرم أغدقه على غرباء الأرض و الوطن الذين لا يرى لهم حق في خيرات وطنهم بل أنه يراهم شحاذين على مآدب فضله .

لقد بلغ السيل الزبى و فاض بالناس ما يعانونه من جحود و إهمال و ظلم و لعل سكان إمارة رأس الخيمة يأتون على قائمة المظلومين في هذه الدولة و يعانون الأمرّين، الدولة من جهة و الإمارة من الجهة الأخرى، و قد بلغ بهم الإحباط نتيجة الظلم و التعسف و ما يمارسه سعود بحقهم و حق إمارتهم من سرقة لأموال الإمارة و التعدي على ممتلكاتهم الخاصة و تدمير بيئتهم و اجتثاث جبالهم و حجز شواطئهم و استغلال موانئهم في الأعمال الخارجة عن القانون الحد الذي دفعهم لتنظيم مظاهرات و مسيرات سلمية للفت انتباه الدولة لحالة التردي و الفقر التي يعانونها و العجز المادي عن الإيفاء بمتطلبات حياتهم الضرورية ، و جاء ذلك بعد تلك الزيادة الأخيرة في أسعار البترول .

كان يفترض أن لا تتدخل الشرطة الاتحادية و الأمن العام كما تعودنا دائما في هذه الإمارة التي يمارس فيها سعود و عصابته كل أنواع الجرائم و الخروج عن القانون فلا تتحرك أجهزة الدولة لوقفه عن هذه الممارسات ، لكن ما حدث بالنسبة لهذه المسيرة السلمية المفترضة للتعبير عن الرأي الشعبي أن كشرت هذه الأجهزة عن أنيابها السامة لقمع حرية التعبير عن الرأي فقامت بإلقاء القبض على بعض العناصر الذين اشتبهت في تنظيمهم لهذا الحدث الذي يعتبر عالمياً حدثاً حضارياً يدل على ديمقراطية الدولة .

هذه الأجهزة و من ورائها اعتبروا التعبير عن حرية الرأي إرهاباً و جريمة يعاقب عليها القانون بشتى أنواع العاقب التي يراها صاحب الشأن و ليست التي ينص عليها الدستور الذي يكفل مثل هذه الحريات التي تفيد المجتمع و لا تسعى لإفساده و خرابه . لكنهم في الوقت نفسه لا يعتبرون من يخطط لعمليات إرهابية في الدولة و من يقف ورائهم خطرا على أمن الدولة .. ويا للعجب ! فكل ما يقوم به سعود و عصابته من بيع الوطن للأعداء و التجارة المحرمة و انتشار المفاسد من ربا و قمار و رقيق أبيض و تصنيع المخدرات و الاتجار بها و إقامة مصانع الخمور و العمل على انتشارها وممارسة التهريب بشتى أنواعه ، و توفير الجو الملائم و الآمن للخلايا الإرهابية النائمة، كل هذا لا تعتبره حكومة الدولة خطراً على أمنها و سيادتها و عروش عائلاتها الحاكمة ، بينما مسيرة سلمية للتعبير عن الرأي تنبهت لها قبل قيامها لتري الشعب بأن أعين الحكومة دائما مفتوحة عليه و بالطبع ليس على مصلحته بل على حريته !

هل يعقل أن تكون أسعار النفط في هذه الدولة الغنية بالنفط هي الأغلى عالمياً و لا تحظى بدعم الحكومة بينما تقوم الجارة عمان و التي لا تعتبر من الدول المنتجة للنفط بدعم أسعار النفط على أراضيها و يضطر سكان دولة الإمارات الذين يعيشون على الحدود مع الدولة الشقيقة كالعين و البريمي إلى الذهاب إلى عمان لتعبئة سياراتهم بالوقود ! أليس هذا الأمر معيبا يا دولة الإمارات و عار يسجل على صفحات تاريخ هذه الدولة ؟ هل يعقل أن تقوم دولة الإمارات ببناء مشاريع ضخمة في دول أجنبية كالموانئ و المطارات مقابل كسب تأييدهم لإقامة مقر إيرينا في أبوظبي بينما لا تقوم بدعم السلع الضرورية لهذا المواطن الكادح ! ما الذي تضيفه إيرينا لشعب الإمارات من رخاء و رفاهية و ما الذي سوف ينقص من ثراء الدولة إن هي قامت بدعم السلع الضرورية لهذا الشعب و اعتبرته صاحب الأرض و له حق في ثرواتها ! إن من يرى حالة البؤس و التردي في الإمارات الشمالية و الفقر الذي يعاني من المواطن فيها لا يمكن أن يخيل له أنها جزء من دولة غنية جدا بالنفط، فأين يذهب ريع تلك الموارد يا ترى ؟ سؤال مؤلم و الإجابة عليه أكثر إيلاماً و الله المستعان !

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

" سبعة فراشين" يدرّسون طلبة مدرسة خاصة في رأس الخيمة !

بتاريخ الجمعة، 16 يوليو 2010
| أكتب تعليقا

http://www.emaratalyoum.com/local-section/accidents/2010-06-12-1.254505

لا أعلم حين نقرأ هذا الخبر هل نضحك أم نبكي أم تعصرنا الحسرة على ما يدور في هذه الإمارة ، أم أن هذا الخبر ينضوي تحت معنى المثل القائل " شر البلية ما يضحك"

الخبر المنشور في جريدة ( الإمارات اليوم ) بتاريخ 12 يونيو 2010 ـ لاحظوا التاريخ هو نهاية العام الدراسي ،، يقول :

(( ضبط قسم التفتيش في وزارة العمل سبعة مراسلين (فراشين) يدرسون طلبة مواد مختلفة في مدرسة خاصة في رأس الخيمة، منذ بداية العام الدراسي الجاري. وذكر مدير إدارة التفتيش في وزارة العمل في دبي عيسى الزرعوني، أن وزارة العمل أوقفت ملف المنشأة، وحولت القضية إلى وزارة التربية والتعليم، باعتبارها الجهة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة، فضلاً عن كتابة تقرير مفصل بالواقعة. وقال الزرعوني إن بطاقات عمل الفراشين صدرت قبل بداية العام الدراسي، ما يعني أنهم استمروا في تدريس هذه المواد للطلاب منذ بداية العام الدراسي، مؤكداً أن الوزارة أصدرت بطاقات عمل لهم بناء على طلب المدرسة، وهو أمر لا يحتاج إلى موافقة وزارة التربية، غير أن عملهم في التعليم يُعد مخالفاً لقوانين الدولة، وقوانين وزارة العمل، ووزارة التربية والتعليم. وقال إن قسم التفتيش في الوزارة يتابع القضية، ولم يستبعد إحالة المسؤولين عنها للنيابة العامة.))

صح النوم يا قسم التفتيش ، انتظرتم حتى نهاية العام الدراسي كي تفاجئوا الطلبة و أولياء أمورهم باكتشافكم المذهل هذا !

أي نكسة قد حلت بالقطاع التعليمي أكثر من هذه المهزلة .. و لماذا دائما يبرز إسم إمارة رأس الخيمة في كل المخالفات القانونية؟ و هل أصبحت حياة مواطنيها و مستقبل و مصير أبنائهم بهذا القدر من اللامبالاة ؟ لكن الجواب الذي يمكن أن يستنتج من هذه الواقعة و ما شابهها هو أنه إذا فسدت الرأس فسد الجسد كله . فكيف لنا أن نتوقع صلاح حال هذه الإمارة و أن من يجلس على كرسي القرار فيها هو سعود بن صقر الذي يمثل الفساد بأبشع أشكاله ! فكيف لصاحب مدرسة أن يردعه ضميره عن ارتكاب مخالفة من هذا النوع إذا كانت الإمارة بكل مرافقها الحكومية تمارس المخالفات الخطيرة في كل لحظة و حين ؟ من تراه الذي يستحق أن يحال إلى النيابة العامة للتحقيق ، هل هو صاحب المدرسة أم صاحب الإمارة الذي يفترض أن يكون قدوة للآخرين ؟

إذا كانت الإمارة قد أصبحت مرتعا لكل المخالفات و اللهو و الخمور و القمار و الدعارة و التهريب و المخدرات و جميعها برعاية سعود حيث تأخذ كل تلك المخالفات الخطرة و المدمرة للمجتمع والوطن طابعا رسميا ، فلا عجب أن يرتكب فردا في هذا المجتمع مخالفة قانونية بحجم هذه الجريمة التي نحن بصدد الحديث عنها . و لا نستغرب أيضا إهمال الوزارة لمثل هذا الأمر ووزير التربية حميد القطامي الذي كان وزيرا للصحة قبل أن يكون وزيرا للتربية و كان عضوا في مجلس إدارة شركة جلفار لتصنيع المخدرات الذي أثيرت حوله فضيحة كبيرة تجاوزت حدود الدولة لتصبح جريمة عالمية بعد أن توفى عدة أشخاص في الولايات المتحدة بسبب تلك المخدرات المسمومة التي تم تصنيعها بشركة جلفار للأدوية ، عفوا للمخدرات .

هذا الوزير الذي كان يستحق أن يقدم هو باقي أعضاء مجلس الإدارة و على رأسهم سعود إلى النيابة العامة صونا لدستور و قانون و أمن الدولة ، لكن ما حدث هو أن بقي جميع الأعضاء يمارسون الدور نفسه و يحظون بحماية الدولة بدلا من العقاب و أوكل لهذا الوزير مهمة تربية الأجيال بعد أن عهد إليه منصب وزير التربية و التعليم . فأي نكسة مُنيت بها مؤسسات الدولة الحيوية و كم هي الجرائم التي ترتكب بحق هذا الشعب المسالم ؟

إن تردي الخدمات العامة في هذه الإمارة و من ضمنها قطاع التربية و التعليم يعود في الأساس إلى اعتبار القائمين عليها أنها ملك خاص لهم و لعصابات النهب التي تخصهم و هي مسخرة فقط لممارسة جرائمهم المختومة بالختم الرسمي أما من يعيش على أرضها فلا حق لهم و لا لمستقبل أبنائهم فهم عالة على الأرض التي أنجبتهم و التخلص منهم هو مطلب أساسي لهؤلاء المجرمين الذين يسعون لإحلال الغريب في مكانهم و ترحيلهم أو التخلص منهم بالموت أو المرض الناتج من غبار الكسارات أو بنقص العلاج في المستشفيات الحكومية أو تهالك البنية التحتية التي يخسر فيها الشباب أرواحهم نتيجة للحوادث اليومية أو تحت عجلات الشاحنات المحملة إما بصخور جبال رأس الخيمة أو بالمواد المعدة للتهريب.

و من ضمن خطط الإفساد و ضياع مستقبل الجيل أن يصبح حال التعليم لا سابق له فيتولى الفراش مهمة التعليم ، و يحرم الشباب من فرص العمل لتصبح البطالة في أعلى معدلاتها منذ استوطن البشر هذه الأرض و ترتفع معدلات الفقر بين المواطنين و تنهش القروض جيوبهم و قلوبهم التي تتوقف في لحظة عدم القدرة على تدبير الأمر و توفير لقمة العيش للأبناء . و حتى تكتمل المأساة يعيش ساكني الإمارة حالة أشبه بعصر ما قبل ظهور النفط حيث لا يصلهم التيار الكهربائي إلا فيما قل و ندر لأنه وبكل بساطة يحول إلى تشغيل مصانع سعود و عصابته ، أما المياه فقد اقتطعت حصة الإمارة من الدولة لسقاية مشاريع سعود التجارية كالجولف و الجزيرة الحمرا .

بنظرة تحليلية لموضوع الفراشين / المعلمين ، نرى أن هذا الأمر هو شكل مصغر لما يحدث في الإمارة بمعنى أن يتولى إدارة عملية ما من هو ليس بكفؤ لها و غير مؤهل لإدارتها ، فإذا كانت إمارة رأس الخيمة قد وضعت تحت إدارة فاسد تاجر مهرب للسلاح و المخدرات جعل منها بؤرة موبقات ـ فلا يحق لنا أن نعجب من مدير مدرسة يوظف فراشين للقيام بمهمة التعليم في وزارة لا يمتلك وزيرها مؤهلات يستحق بها هذا المنصب الحساس .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

لسانك حصانك .. إن صنته صانك و إن هنته أهانك

بتاريخ السبت، 10 يوليو 2010
| أكتب تعليقا

 

 

هذا المثل العربي لم يأت عبثا أو قيل دون إدراك بل هو وصف دقيق لحالة تسوق صاحبها إما للاحترام أو للاحتقار ـ و لأن العربي مرتبط ببيئته فأتى التشبيه بالحصان رمز الفخر و التباهي العربي الذي رسم فصول النصر في الحروب و الغزوات و ما إلى ذلك . كما إن للإنسان أو المكان شكل داخلي و آخر خارجي ، فنحن لا نرى باطن الأرض و لكننا نألف قشرتها التي نراها و نمر بالمنازل لا نعلم داخلها و أهلها و لكننا نرى واجهاتها ، فإن كانت جميلة عبرنا عن إعجابنا بها و إن كانت قبيحها عبرنا عن اشمئزازنا منها . و الشيء نفسه ينطبق على الإنسان ، فننظر إلى هندامه و مظهره و هذا ما نعرفه عنه من النظرة ( الخارجية ) و لكننا لا نعلم ما بـ ( داخليته ) إلا إن اقتربنا منه و تجاذبنا أطراف الحديث و ربما ينكشف الداخل إثر موقف معين قد يمر به هذا الإنسان فتظهر فيه حقيقته عارية .


هذان المسميان ( خارجية ) و ( داخلية ) تمت استعارتهما لمؤسسات سياسية داخل نظام الدولة فأوكلت للخارجية مهمة إبراز الوجه المشرف للدولة بين الدول ، و أوكلت للداخلية مهمة الحفاظ على أمن الدولة الداخلي و حمايتها من أي عدوان محتمل على أراضيها عن طريق أساليب أمنية معينة لملاحقة المخربين و الخائنين و المتهاونين ..
حسنا .. بعيدا عن الخوض في اللغة و التراث العربي نحن اليوم بصدد أمور تتكرر كثيرا في وزاتي الداخلية و الخارجية بدولتنا .. فالأمن الذي هو من اختصاص وزارة الداخلية يمر بأسوء حالاته منذ تأسيس الاتحاد حيث أصبحت الدولة هذا اليوم بؤرة فساد و انعدام أمني و منطقة جذب لغسيل الأموال و تجارة المخدرات و السلاح و التهريب و الخلايا النائمة و الرقيق الأبيض و النصب و الاحتيال ... الخ . الأمر الذي يعني أن وزارة الداخلية عاجزة عن أداء مهمتها في حفظ الامن و الاستقرا و هو الأمر الذي يقلقنا كثيرا ، خاصة و أن رأس الخيمة أصبحت وجبة شهية على موائد الصحافة و التقارير الإخبارية و الاستخبارية ووصفت بأنها بوابة التهريب من و إلى إيران حيث سخرت فيها المنافذ البحرية و الجوية لممارسة هذه التجارة المحرمة الأمر الذي دفع أحد أجهزة الاستخبارات بوصفها مؤجرة لإيران .


أما وزارة الخارجية المنوط بها إبراز الوجه المشرف للدولة نجدها تتخبط في سوء التخطيط و التصريح و الفعل و الفعل المضاد ، و لا تحتكم لعقل أو حنكة أو دراية مما جعلنا نواجه سيلا من رسائل الاحتقار من قبل المسئولين الإيرانيين . فقبل فترة صرح وزير الخارجية بأن احتلال إيران للجزر لا يختلف عن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينة ، و هذا ما اعتبرته إيران نوعا من التطاول عليها ، خاصة و أن الظرف اليوم لا يسمح بعقد مقارنة بين هاتين الدولتين اللتين تتبادلان العداء و تتربصان ببعضهما لإزالة أحدهما الأخرى عن الخارطة العالمية ـ لذا جاء الرد الإيراني على تصريح وزير خارجية الإمارت قاسيا و مهينا فوصف بالتصريح ( المقزز ) و طالب بعض النواب في المجلس الثوري بضرورة تعليم الإمارات درسا في أسلوب التخاطب مع دولة بحجم إيران ، بل ذهب أحدهم إلى اقتراح إقامة ما يشبه الامبراطورية الفارسية تشمل المناطق المطلة على الخليج الذي يسمونه بالخليج الفارسي و أن تكون جزيرة أبوموسي العاصمة السياحية لهذا الإقليم الفارسي .


اليوم تتكرر الحادثة بشكل أسوء من سابقتها ، فقد صرح سفير دولة الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة ، بأنه يويد ضرب المفاعلات النووية الإيرانية حيث ذكرت صحيفة واشنطن تايمز أن سفير الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة ذكر " في لقاء عام بمدينة أسبين في ولاية كلورادو الأمريكية قوله : " إنه من منطلق تحليل المنفعة فإنني أعتقد أنه بالرغم من الحجم الكبير للتجارة بين الإمارات وإيران التي تقترب من 12 مليار دولار فإنه سيكون هناك عواقب لمثل هذا الهجوم وردة فعل ومشكلات مع أناس يحتجون على ذلك وأعمال شغب واستياء شديد لأن قوة خارجية تهاجم دولة مسلمة، لكننا ليس بمقدورنا العيش مع إيران النووية". ونسبت شبكة Fox News في موقعها الإلكتروني إليه القول "إن فوائد شن هجوم عسكري على برنامج إيران النووي تتجاوز التكاليف قصيرة المدى التي قد يكلفها مثل هذا الهجوم".


تلقت إيران هذا التصريح بالكثير من الاستياء فجاء الرد سريعا و قاسيا على لسان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي و السياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي كاظم جلالي ، الذي وصف تصريحات السفير الاماراتي في أمريکا حول ملفها النووي بـ " السخيفة" من "بلد صغير وعديم التاريخ " و طالب باعتذار رسمي و فوري من دولة الإمارات على تصريح السفير فما كان من دولة الإمارات إلا أن نفت دقة التصريحات التي نسبت إلى سفيرها في الولايات المتحدة، مبررة أنها كانت في لقاء غير رسمي و أخرجت من سياقها.


هكذا تتكرر الإهانات الإيرانية لدولتنا نتيجة تصريحات غير مدروسة يقوم بها من هم غير أهل لتحمل المسئولية ، فوزير الخارجية و سفير أي دولة يعتبر لسانها الناطق في العالم و لذا تحرص الدول المتحضرة على مراعاة اختيار من يشغل هذه المناصب بكل دقة و حرفية و اعتمادا على معايير دقيقة تحسبا لأي هفوة قد تصدر من هؤلاء ممن يحملون هذه المسئولية فلا تدفع دولهم ثمن أخطائهم و جهلهم .


إن هذه التصريحات العنترية لم تقدم عليها دولة كبيرة بحجم الولايات المتحدة التي أعلنت أنها لا ترغب في اتخاذ الخيار العسكري ضد إيران لذا لجأت إلى الخيار البديل و هو العقوبات الاقتصادية التي سوف تضيق الخناق على حكومة الملالي لصرفهم عن هذا الطموح المدمر ، ولكن دولة الإمارات اتخذت نهجا خارج السياق فاختارت الحرب الكلامية و هي نوع من الحرب الباردة ، غير أن هذا اللفظ لا ينطبق على وضع دولة الإمارات التي لا تمتلك أيا من مقومات الحرب سواء العسكرية أم الكلامية . و لا نريد الخوض في تحليل القدرة العسكرية الإماراتية لأن الموضوع سوف يكون صادما للقارئ خاصة في هذه الظروف المتوترة بين الدولتين برغم العدة و العتاد الذي يفوق تعداده أعداد مواطني الدولة من نساء و رجال و شيوخ و أطفال ـ و لكن .. !


إن معرفة إيران التامة بمقدرتنا العسكرية المتواضعة في التصدي لأي هجوم أو ردع لأي اعتداء هو ما يجعل من ردودها على أي تصريح إماراتي تتصف بهذا الكم من العنجهية و الرفض و الإهانة و نعت تلك التصريحات بل الدولة بأكملها بأسوء النعوت العدوانية و التقليل من شأن هذه الدولة و احتقارها ، فكيف لا و هي التي تزرع و تربي خلاياها بين ظهرانينا حتى تحين ساعة الصفر . يبدو من تصريح سفير الإمارات في واشنطن أنه على علم بما قد تجره الحرب على إيران من وبال و لكنه في المقابل يبدي استعداده ، نيابة عن دولته بصفته الناطق باسمها ، لقبول الخيار العسكري مهما كلف الأمر حيث يعتقد بأن حسابات الربح ستفوق حسابات الخسارة في هذه الحرب المنظورة .


عجيب أمر هذه الدولة ، فمن جهة تفتح الباب على مصراعيه للتجارة مع إيران و إقامة جميع أشكال العلاقات التجارية و الاقتصادية و السياسية ، و من جهة أخرى يطلق مسئوليها تصريحات نارية تتناقض مع هذه السياسة الانفتاحية الغير مشروطة . فمثلا في إمارة رأس الخيمة وحدها توجد الآلاف من الشركات الإيرانية التابعة للحرس الجمهوري مسجلة في المنطقة الحرة كشريك لراكيا التي يملكها سعود و هي تعمل تحت غطاء العمل التجاري و تحظى بالدعم الرسمي و الحماية كي يتسنى لها كسر العقوبات الدولية التي تحظر تصدير المواد التي تدخل في مكونات التصنيع النووي إلى إيران ، بينما تستغل الأخيرة مسمى تلك الشركات الوهمية باستيراد هذه المواد على أساس أن وجهتها دولة الإمارات و منها تقوم شركة راكيا بإعادة تهريبها إلى إيران !


أما كان الأجدر و الأسهل بدولة الإمارات ، قبل أن يطلق كل من وزير خارجيتها أو من يمثلها في الخارج هذه التصريحات النارية ، أن تقوم بتطهير المنطقة من النفوذ الإيراني و إيقاف تلك الشركات الوهمية التي تساعد في دعم البرنامج النووي الإيراني ؟ إن الحديث عن تأييد ضربة عسكرية لإيران ليس دردشة مجالس و مزحة عابرة ، بل أن تردداته سيكون لها ما يكون من ردود فعل معاكسة من الجهة المضادة و ربما تتجسد على واقع الدولة فنرجوا الله أن يجيرنا مما قد تجره لنا تلك التصريحات من بلاء.
السياسة تعني الكياسة !

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

كيكة عيد الميلاد !

بتاريخ الجمعة، 2 يوليو 2010
| أكتب تعليقا

في رأس الخيمة تجد كل عجيب و غريب ، ولكن في هذه الغرائب هناك ما يندرج تحت مسمى الطرائف أو النودار أو العجائب . لكن العجيب و الغريب هذه المرة يندرج تحت توصيف المستهجن و الغباء النادر...!

تفاجئ الزائر لهذه الإمارة تورتة أو كيكة كما نسميها باللهجة المحلية من عدة أدوار منتصبة على أحدى الدوارات و تعلوها صورة لسعود! لقد تعودنا أن نرى مثل هذه الكيكات الطبيعية في أعياد ميلاد الأطفال و الأعراس لكن أن نراها على أحد شوارع المدينة و تعلوها تلك الصورة فهو الأمر المضحك المستهجن فعلا .

المناسبة هي احتفال سعود بمناسبة توليه المنصب هذا في العام 2003 فمن ذلك العام و حتى اليوم يحتفل لوحده كل عام بهذه المناسبة التعيسة التي لا يشاركه فرحته فيها أحد من مواطني الإمارة الذين يشربون كؤوس المر و الظلم و الخراب منذ ذلك التاريخ .

و لا يحتفل حاكم أو ولي عهد في جميع إمارات الدولة بمناسبة اعتلائه منصبه في إمارته فلا تقام الاحتفالات و لا تزرع الميادين العامة بصورهم و لا توضع لهم مجسمات من كيك و خلافه للتذكير بهذه المناسبة ـ غير أن سعود يحرص كل عام لتذكير أهالي الإمارة بحجم المأساة التي تعيشها إمارتهم . و كثيرا ما كانت صوره هذه تتعرض للتخريب و تكتب عليها عبارات الشتائم و السباب كما لا يتواني البعض عن طليها بمخلفات البشر ! لكن برغم كل ما يحدث بها فإن سعود يصر على عرضها .

و لتحليل سبب هذا الإصرار فإنه يتضح أن هذا الشخص يعلم أنه يشغل منصبا لا يمكن أن يليق به أو بمن هم على شاكلته و يعلم تماما مدى نظرة الإزدراء و الاحتقار و مشاعر الكره التي يكنها له شعب رأس الخيمة بسبب تماديه في الظلم و سرقة المال العام و الخاص و المتاجرة بالوطن و تسليمه للأعداء ، و هو إذا يحاول أن يتخلص من هذا الشعور و عقدة النقص يحاول أن يفرض نفسه بالظهور في وسائل الإعلام في مناسبات أقل ما يقال عنها لا يليق بذي مركز أن يعلن عنها ، كأن يذهب لمناسبة غداء أو عشاء عند أحد أصدقائه أو باستعراض صوره في الشوارع العامة أو زيارة مدرسته الخاصة أو التصريح حول مشروع وهمي لتغطية عمليات غير قانونية و غير ذلك .

لا نسمع بمثل هذه الأخبار و التصرفات و التصريحات من أيٍّ من مسئولي الدولة ممن يتمتعون بمناصب و مراكز حساسة لسبب واحد و هو أنهم يثقون في أنفسهم و يحترمونها و كذلك يثقون في ولاء أبناء شعوبهم لهم فلا يرون بأنه من اللائق أن يفعلوا ما يفعله سعود الذي يفتقد لكل ذلك .

هذه الكيكة الملونة في الشارع العام لهي دليل على إفلاس هذا الشخص من كل شيء بدءا من إحترامه لنفسه و مرورا باحترام الناس له و انتهاءا بعدم ثقته بما ينتظره من أقدار .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة