كعب أُخيل

بتاريخ الجمعة، 25 نوفمبر 2011
| أكتب تعليقا

 

أيام و تتجدد ذكرى اغتصاب جزرنا الحبيبة طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى من قبل إيران ، إنها الذكرى الأربعين و الموضوع لا يزال مكانك سر . نرى دولتنا وهي تسعى لتتطاول في البنيان و تحاول أن تكتب لها حضورا في المحافل الدولية سواء في سباق التسلح أو احتضان وكالة الطاقة الذرية الدولية إيرينا أو بناء مفاعل نووي أو دخول مسابقات جينيس العالمية كأكبر مزهرية و أعلى برج و أطول شطيرة و أضخم علم و..و..و .. ولكن ..

ماذا عن قضية جزرنا المحتلة التي روت دماء شهدائها أرضها الطيبة ، أربعون عاما و نحن لا نسمع سوى مطالبات عقيمة بالحل السلمي و أين هو ؟ لا زالت لإيران الحظوة في الوجود على أرض هذه الدولة سواء باستثماراتها التجارية أو اتفاقاتها الأمنية أو بتعداد المقيمين على أرضنا من الجنسية الإيرانية إلى جانب العديد من المرافق الإيرانية كالمستشفيات و المدارس و الحسينيات و البنوك و الشركات و الكثير الكثير مما لا يتسع المجال لحصره و اختصاره.

أما إمارة رأس الخيمة ، المتضرر الأكبر من الوجود الإيراني باحتلالها لأراض تابعة لها فقد فتحت المجال على مصراعيه للتدخل الإيراني ، و قد تناولنا كثيرا خطورة هذا التواجد المريب على أرض الإمارة التي لم يتردد جهاز مخابرات إحدى الدول بوصفها إمارة تابعة للحرس الجمهوري الإيراني و تدار من قبله ! كيف لا و قد أصبح لهذا الحرس موانئه الخاصة و آلاف الشركات المسجلة في المنطقة الحرة و انتعشت مهنة تهريب الأسلحة و المخدرات عبر موانئ الإمارة من و إلى إيران و انتشرت الحسينيات الخاصة بالإيرانيين حيث تعقد اجتماعاتهم التي تدير خلاياهم النائمة ، و كم من مرةتم و يتم مصادرة أسلحة مخزنة في الإمارة قادمة من إيران إما عبر موانئ رأس الخيمة أو حتى مطارها ، ناهيك عن الرحلات الدائمة من و إلى جزيرة كيش و نمو حجم التبادل التجاري و الصناعي المطرد بين الإمارة و إيران . لقد اطمئنت إيران إلى وجود عميلها على رأس السلطة الأمر الذي سهل عليها التدخل و التواجد المطبوع بختم رسمي .

في خضم ثورات الربيع العربي التي وصل تردد صداها إلى البحرين و القطيف و الكويت كان واضحا جدا الأثر الإيراني في اختلاق الأزمة في هذه البلاد و إشعال الفتنة و تصعيدها على الأرض و في تصريحات المسئولين الإيرانيين .. يأتي هذا ضمن خطة استراتيجية بعيدة المدى وضعتها إيران للهيمنة على الخليج العربي و احتلاله مستقبلا ، ترى هل ستكون إمارة رأس الخيمة " كعب أخيل " في تقويض أركان هذه الدولة ؟ مخطئ من لا يعتقد في حدوث مثل هذا الأمر ، فإيران لمست واقعا ضعيفا في موقف الدولة من جزرها المحتلة على امتداد عقود من الزمن و اليوم تحتل إيران إمارة من إماراتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى سواء بالتواجد المباشر أو عن طريق علاقاتها التجارية و الصناعية أو من خلال عميلها الذي يوقع لها الصكوك الرسمية لشرعنة ما تقوم به حتى أصبحت كالسرطان منتشرا في هيكل الإمارة و يعمل على نخر عظامها فتهوي عند أول دفعة. لم يكن الحضور الإيراني في البحرين أو القطيف أو الكويت كما هو في رأس الخيمة و لكن إيران استغلت سذاجة البعض بتوجهها الطائفي البغيض فحدث ما حدث وها هي الأجواء اليوم في تلك البلاد تنبئ بعواقبها الوخيمة و ربما تتجه البوصلة قريبا من المسمى العربي لهذه الدول التابعة للخليج العربي إلى دويلات تتبع نظام إيران الطائفي ، و لكن الوضع في رأس الخيمة لن يحتاج لكل ذلك الجهد كي تسقط الإمارة و بسرعة البرق فتسقط معها دولة كانت تسعى لأن تكون مميزة على الواجهة العالمية . أقول قولي هذا و أفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة