السمكة الخايسة تخيس السمك كله
بتاريخ الجمعة، 30 أكتوبر 2009
| أكتب تعليقا
صفعة قوية على وجه الإمارات ، قامت بها محكمة نيويورك بإصدار قرارها الذي يمنع مشاركة الفريق الأمريكي لسباقات اليخوت من الذهاب إلى رأس الخيمة . جاء هذا القرار بعد النظر في الدعوى التي رفعها فريق الأوراكل ضد متحديه فريق الألينغي الذي اختار إمارة رأس الخيمة المكان الأمثل للسباق ، بينما ورد في نصوص الدعوى المقدمة من قبل فريق الأوراكل تقارير أمنية تصف رأس الخيمة بالبقعة الساخنة لعمليات التهريب إلى إيران ، خاصة التكنولوجيا التي تدخل في صناعة المفاعل النووي ، إضافة إلى احتضانها لخلايا إرهابية ترتبط بالقاعدة و بعض المنظمات الإرهابية .
كما ورد أيضا في نصوص الدعوة تقارير قامت بنشرها صحف عالمية استنادا لما ورد من تقارير حول وضع رأس الخيمة بصفتها مؤجرة على إيران و تقوم بتهريب البضائع منها و إليها خاصة نشاط تجارة السلاح ، كان آخرها تقرير الصحيفة الكندية نقلا عن رئيس شعبة مكافحة التهريب و انتشار الأسلحة النووية بجمارك كندا الذي اكتشف كميات من البضائع المهربة التي تدخل في صناعة المفاعل النووي كانت في طريقها إلى رأس الخيمة و منها إلى إيران .
كتبت السي إن إن تقريرا حول حيثيات الحكم الصادر من محكمة نيويورك نقتطع منه هذه الفقرة :
(( سي إن إن ) – الألينغي بطل كأس أميركا لسباقات اليخوت يرد بغضب يوم الثلاثاء على قرار المحكمة العليا بنيويورك الذي لم يؤيد قرار اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة للسباق الأكثر تميزا في العالم. ))
الإشارة هنا إلى دولة الإمارات و ليس رأس الخيمة ، و هو ما يفسر أن ما يحدث في الجزء ينطبق على الكل ، فهذا الموقع الإخباري الأكثر شهرة في العالم لم ير الموقع على اعتبار رأس الخيمة جزءا منفصلا عن دولة الإمارات بل اعتبر المكان هو دولة الإمارت ذاتها ، و هو المنطق الطبيعي في العرف العالمي .
المثل الشعبي الإماراتي يقول : ( السمكة الخايسة تخيس السمك كله ) و هذا ما يحدث بالضبط اليوم.. فرأس الخيمة تم التعامل معها عالميا كدولة الإمارات و ليست تلك الإمارة المارقة حتى على قوانين دولتها ، و تلك السمعة السيئة التي لصقت بها من جراء ما يقوم به سعود و عصابته و جعل من الدولة كلها و ليس الإمارة وحدها مقبرة للأمن و الأمان ، السبب الذي اتكأ عليه فريق الأوراكل في حججه القانونية .
النقطة الثانية في الموضوع ، هي ما يختص بقيمة الإنسان و كرامته و حقوقه على دولته و وفاء دولته بتعهدها تجاهه ، الأمر الذي نفتقده كليا في دولة الإمارات حيث لا قيمة للإنسان و أمنه على أرضها و لا وفاء بتعهدات قطعها ولاة الامر على أنفسهم تجاه شعوبهم و غياب مطلق لأحكام الدستور و القانون .
الولايات المتحدة ، الدولة الديمقراطية التي تحافظ على أمن شعبها و حمايتهم حيثما كانوا ، أصدرت حكمها من خلال محكمة نيويورك ، القاضي بمنع ذهاب فريقها لمنافسة المتحدي السويسري على مياه دولة الإمارات ـ لأن ذلك يعرضهم للخطر بسبب انتهاك الأمن بالدولة المضيفة من جراء ما يحدث على أرضها من تنامي الروابط الوثيقة مع إيران سرا و علنا ، سواء عن طريق العلاقات السياسة و التجارية المعلنة أو الأخطر منها عمليات التهريب السرية التي تمارس من خلال موانئها و مطاراتها ، إضافة إلى تنامي النفوذ الإيراني على أرض الدولة في صورة تأجير إمارات منها و استغلالها لتدريب خلاياها النائمة التي تتربص فرص انقضاضها لهدم هذه الدولة .
المؤسف في الأمر أن حكومة دولة الإمارات تعاملت مع رأس الخيمة بشكل منفصل ، فغضت الطرف سهوا أو عمدا عما يجري على أرضها من إختراق للقانون و الأمن و سمحت لسعود و عصابته بالتآمر على سيادتها و أمنها و مواطنيها ، و كلما تعالت صرخات استغاثة المواطن علت قهقهات الحكومة الاتحادية استهزاء به ، أو بالانتقام منه بتجويعة و إفقاره و زجه في السجون إن حاول النطق بما يدور في إمارته من انتهاك صارخ لحقوقه و حقوق وطنه .
الآن و قد بلغ السيل الزبى ، و أصبحت رأس الخيمة الموضوع الدسم في الصحافة العالمية و في التقارير الاستخباراتية نظرا لما يحدث فيها ، و تمرغت سمعتها في وحل الإرهاب و التهريب ، فقد بدأت الموجة تتسع لتشمل الدولة ككل في خطوة أقل ما يقال عنها بداية حجب الثقة عن دولة الإمارات و ربما عدم اعتبارها الحليف المخلص الذي يحفظ الأمن على أرضه و يعمل على تطبيق قانون حقوق الإنسان .
مقارنة بسيطة حول التعامل مع مباديء حقوق الإنسان في دولة الإمارات و الدول المتقدمة الأخرى ، نلمسها من خلال تعامل الولايات المتحدة مع فريقها الرياضي و حرصها على أمنه و سلامته في تقدير لأهمية الفرد كبشر و الراعي مسئول عنه أينما وجد ، بينما الإنسان في دولة الإمارات يأتي في ذيل قائمة الاهتمام بالنسبة لولاة أمرنا ـ أولئك الذين عاهدناهم على الوفاء و الإخلاص و عاهدونا على المحافظة على أمننا و كرامتنا و حقوقنا و سيادة وطننا ، فأخلصنا العهد و خانوه ، و الآن نقطف ثمار ذلك الصلف و الغرور من خلال تعامل العالم معنا و نظرته إلينا.
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube