انتهاء حقبة حكم القواسم و رأس الخيمة تصبح في قبضة الغرير
بتاريخ الاثنين، 1 نوفمبر 2010
| أكتب تعليقا
بوفاة الشيخ صقر القاسمي يسدل الستار على حكم القواسم في إمارة رأس الخيمة وتحول الحكم بشكل تدريجي وسلس إلى عائلة اخرى مدّت نفوذها بشكل مخيف في إمارات الدولة من خلال خطط تجارية وسياسية ومصاهرات انتهت جميعها الى بسط نفوذهم وفق أجندة تم التخطيط لها بشكل متقن.
ولا يخفى على الجميع ما فعلته عائلة الغرير في رأس الخيمة من خلال مشاريع انهكت المواطن الخيماوي وجعلته مثقلاً بالديون و ضنك العيش وها هي اليوم تستولي على مقاليد الحكم كما استولى بنك المشرق (الغرير) على إمارة رأس الخيمة بعد مصادرة أملاك المواطنين من بيوت و مزارع و أراض و أموال سائلة و غير ذلك مقابل تلك اللعبة اللعينة المتمثلة في القروض . و أصبح المواطن المغلوب على أمره بين ليلة وضحاها يجد نفسه خالي الوفاض إلا من دعاء إلى ربه بالتعويض و الستر و الاحتساب على من تسبب له في ذلك ، و تشردت العديد من العائلات في الشوارع بما يشبه النكبة ، بينما تشتد قبضة الغرير أكثر و أكثر على أعناق هؤلاء الضحايا .
أصبحت الشوارع التجارية ملكيات خاصة لهذه العائلة و نادرا ما توجد قسيمة تجارية لمواطن بين تلك المساحات الشاسعة التي يمتلكها أفراد عائلة الغرير و أقربائهم و المقربين منهم . و أقيمت الأسوار العالية لتحجب الشواطئ العامة التي أصبحت أيضا من أملاك هذه العائلة الخبيثة ، و امتدت الأسوار لتشمل المناطق السياحية في الرمال و الجبال و المناطق السكنية ، كما شمل الاغتصاب معظم المناطق الصناعية التي أقيمت عليها مشاريعهم الخاصة .
مسافي أجمل مناطق الإمارة من حيث وفرة المياه و الزراعة و الجبال و الأمطار كانت الضحية الكبرى لأطماع الغرير. اعتمد قاطني هذه المنطقة من سكان الإمارة على الزراعة كمورد رئيسي للرزق نسبة لتوفر المياه العذبة إلى أن حلّت عليهم لعنة الغرير ، حيث أقامت هذه العائلة الجشعة مصنعا للمياه المعبأة فاستنزفت مخزون المياه الجوفية بالمنطقة و تسببت بأشد الأضرار لمزارع المواطنين التي لم تصمد طويلا فتيبست أشجارها من العطش . حاول المواطنون إيصال رسالتهم لحاكم الإمارة كي يتخذ موقفا عادلا ينصفهم من الظلم الذي تعرضوا له من قبل هذه العائلة ، فكان أن حول الأمر إلى البلدية لتتخذ الأمر المناسب ! البلدية التي يتولى رئاستها سعود شريك أخواله الغرير في مصنع مسافي للمياه ! فما كان منه إلا القيام بمصادرة مزارع المواطنين الذين تجرؤا بالتظلم لدى الحاكم كيما يرفع عنهم الحيف .
و هكذا أصبح مشروع مسافي التابع للغرير يتوسع بشكل كبير و أصبحت منتجاته تصدر للكثير من دول العالم ، و أصبحت مياه الإمارة ملك هذه العائلة و دفع المواطن ثمن ولائه لولاة أمره . لقد اصبحت منطقة مسافي بشكل شبه كامل من أملاك الغرير بعد أن ألحق بالمصنع مناطق شاسعة من الأملاك الحكومية إضافة إلى أملاك المواطن المصادرة و بعضها ما تم وضع اليد عليه بسبب قروض بنك المشرق .
على الجهة الأخرى و من ضمن حيلهم الخبيثة التي احتالوا بها على الحكومة ، هي القروض التي أمدوا بها الحكومة لمشاريع مصانع الإسمنت ، حيث تم وضع أسهم الحكومة كرهن لتلك القروض النارية . لم يمهل الغرير الحكومة كي تسدد ما عليها من قروض فكان الإخوان الغرير دائمي الإلحاح على الحاكم لتسديد تلك القروض . و لأن المشاريع كانت في طور التنفيذ و الحكومة لا تملك المصادر المالية للتسديد فلم يكن بوسعها إيفاء الدين قبل أن تعوض المشاريع رؤوس أموالها من الإنتاج ، و رضخ الحاكم تحت المضايقة الشديدة الملحة إلى ذلك الأمر المؤلم فقام بتسليم بنك المشرق حصة الحكومة من أسهم المشاريع الصناعية مع أرباحها التي استولوا عليها من الأراضي
التجارية و السكنية و الزراعية.
أصابت الكارثة الإمارة و أصبحت تحت الحاجة الملحة للمال لإدارة شئونها في الوقت الذي قامت فيه عائلة الغرير ببيع أسهم الحكومة في سوق المناخ بالكويت في أوج ازدهاره ، حيث كانت الأسعار عالية جدا حينها ، فتضخمت خزينة البنك و أفلست خزينة الحكومة . لقد كانت مؤامرة متقنة!
سقط الحاكم نظرا لثقته العمياء في هذه العائلة الإيرانية في حبال مؤامراتهم اللعينة و حيلهم الخبيثة التي يتقنونها
جيدا للاستيلاء على الإمارة ومواردها و التحكم بأرزاق أهلها .
أصيب ماجد الغرير الأخ الأكبر بمرض الجنون و بقي على هذا الحال فترة من الزمن قبل أن يفارق الحياة ، و أكمل الأخوين سيف و عبدالله الدور من بعده و الآن يعاني الإثنان من الأمراض الخبيثة و نوبات الجنون المتوارثة في العائلة . سيفارقان الحياة تماما كما حدث لوالدتهم و أخيهم الأكبر بمرض الجنون و هذا جزء من عقاب الدنيا ، أما عقاب الآخرة فالله وحده يعلم حجمه و لكننا نتخيله فقط من خلال ما جاء ذكره في الكتاب الحكيم في عقاب الظالم و الآبق و المرابي و الخائن و..و..و....
بعد أن سقطت هذه الإمارة في يد تلك العصابة الآثمة أصبحت هي و أهلها ضحية تعبث بها يد سعود و عصابته أيضا الذي يمارس أدوار أخواله و جده بكل إجرام في حق الوطن و المواطن
