سياسة ( الأسد و الضبع ) في الرد الإيراني
بتاريخ السبت، 15 مايو 2010
| أكتب تعليقا
ليس أقسى من أن نكلم جرحاً ناغراً وقوياً كجرح الجزر المغتصبة ، والأكثر قسوة هو أننا طيلة أربعين عاماً لم نجد الوسيلة الفاعلة التي تجعل الجانب الإيراني يستجيب لمطالبنا في التخلي عن احتلال الجزر ولم تكن تحركات الدولة ومنذ تأسيسها تحركات جادة لاستردادها وكانت ولا زالت سياستنا الخارجية تعاني من التردد والتعامل مع القضية بمستويين فالمستوى الأول كان معلناً يتضمن مطالبات تظهر بين مدة وأخرى ولكنها تظهر على استحياء وسرعان ما كانت تخفت و المستوى الثاني هو أن جميع لقاءات المسئولين الإماراتيين بالجانب الإيراني لم تكن ضمن أجنداتها أي ذكر لهذه القضية أو أي محاولة لطرحها ولو من باب ذر الرماد في العيون في أي لقاء يجمع أقطاب البلدين بل كانت جميع الاجتماعات المشتركة تعلن عن أن العلاقة القوية بين دولة الإمارات و إيران بعهديها الشاهنشاهي والجمهوري لا تشوبها شائبة وليس عنّا ببعيد اليوم الذي قلّد فيه وزير خارجية الإمارات السفير الإيراني وسام الاستقلال نيابة عن رئيس الدولة وهو يعد أرفع وسام في دولة الإمارات.
هذا السفير المكرّم ليس سوى حميد رضا آصفي الشخصية الإيرانية اللامعة الذي تكلم بإسم دولته قبل عامين كمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحافي إن (هذه الجزر جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية وستبقى كذلك إلى الأبد) ، إن تصريحات المسئولين الإيرانية سوف تنكأ قضية لا نزال نغض الطرف عنها . فهل يعقل أن يكرم شخصا تفوه بمثل هذه المغالطات التاريخية و بنبرة تهديد قاسية بتقليده وسام الاستقلال من الدرجة الأولى !
كان التراخي من قبل السياسة الخارجية الإماراتية في طرق المطالبة باستعادة الجزر المغتصبة رغم أن الأدلة القوية التي تقنع المجتمع الدولي بعربية هذه الجزر وعائديتها الإماراتية، الأمر الذي يجعل الجانب الإيراني غير مهتم بسماع هذه المطالبات وكما أن السياسة الخارجية الإماراتية ومنذ تشكّل الاتحاد لم تضع على رأس أولوياتها قضية استعادة الجزر رغم أن تأخر انضمام إمارة رأس الخيمة للإتحاد كان لإضافة قضية استعادة الجزر إلى إعلان قيام الاتحاد بين إمارات ساحل عمان المتصالح ورأس الخيمة هي صاحبة الحظ الأوفر في فجيعة اغتصاب الجزر ولتصبح هذه الإمارة فيما بعد مرتعاً لنفوذ الحرس الثوري الإيراني وكأنما كان احتلال الجزيرتين مقدمة لاحتلال أوسع كان عبر تغلغل نفوذ خلايا الحرس الثوري وبمساعدة متنفذين في هذه الإمارة سهلوا لهذا التواجد الإيراني طرق الدخول والاحتيال على قوانين الدولة ودستورها.
كانت عدة محاولات إيرانية لإجبار إمارة رأس الخيمة بالتوقيع على اتفاقية تتنازل فيها عن سيادتها على جزيرتي طنب الكبرى والصغرى ومن خلال عملاء إيران "عائلة الغرير" الذين حاولوا استغلال قربهم من حاكم الإمارة الشيخ صقر بن محمد القاسمي وكانوا يجتهدون في إقناعه بالتوقيع على اتفاقية مجحفة بحق رأس الخيمة إلا أن فطنة الشيخ وانتباهه لنوايا الغرير الذين لا يهمهم من الأمر سوى ما يدخل في جيوبهم وما ينتفعون به فالغرير لم يدخروا جهداً لإرضاء أبناء جلدتهم الإيرانيين في تحقيق أهدافهم ورغم أدوارهم القذرة في اختراق الأمن الوطني الإماراتي واستغلالهم لمواقعهم القريبة من العديد من مشايخ الدولة إلى أن اكتملت ثالثة الأثافي في جعل الغرير رئيساً للسلطة التشريعية في دولة الإمارات فهل يعقل أن يتم تنصيب مثل هذا الشخص كمؤتمن على صوت الشعب؟! بماذا يمكن أن نفسر وجود أفراد عائلة معروفة بأصلها الفارسي ودورهم السلبي في قضية الجزر وأخذهم لدور الوسيط الإيراني سوى أن هناك خضوع غير معلن للسياسة والرغبة الإيرانية !
ان التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير خارجية الإمارات كانت تصريحات متأخرة نظراً لكون الصراع الإيراني انتقل من صراع إقليمي خليجي إلى صراع مع القوى الكبرى حيث إن إيران لم تعد قانعة بدور إقليمي أو أن تستعيد دورها القديم في أن تكون شرطي الخليج ، وحين جاءت هذه التصريحات كانت نتيجة قراءة خاطئة للأحداث حيث إن إيران في صراعها مع أمريكا وخشيتها من أن تتعرض إلى ضربة عسكرية مفاجئة نجدها تضع نفسها في حالة نفير غير مسبوقة منذ نهاية حربها مع العراق.
كما إن إطلاق تصريحات قوية تعلن ببدء حرب باردة يجب أن لا يأتي بمجرد تحريك اللسان بل تسبقه استعدادات خاصة لتحمل عواقب التصريحات وما تفضي إليه ، وبما إن دولة الإمارات العربية المتحدة غير قادرة على خوض حرب من أي نوع سواء كانت باردة أم ساخنة، لم يعقب هذه التصريحات أي تحرك إماراتي يعتبر ذا جدوى في تحريك قضية الجزر المحتلة بل جاءت الأمور بعكس ما تشتهي دول الخليج وأثار لديها المخاوف من اتساع حدة الصراع وتحوله إلى صراع عسكري لا العالم ولا دول المنطقة لها القدرة على تحمل نتائج هذا الصراع فقد أثارت هذه التصريحات الجناح المتشدد في الحكومة الإيرانية وكانت الردود الإيرانية شديدة اللهجة وتنذر بعواقب وخيمة ووصل الأمر إلى أن تحمل التصريحات الإيرانية إشارات واضحة إلى إن إيران لن تكتفي باستدعاء القائم بالأعمال الإماراتي حيث تم من خلاله إيصال رسالة يمكننا أن نعتبرها أنها من أشد ما تعرضت له الدبلوماسية الإماراتية من تنكيل .
للموضوع بقية في الحلقة القادمة .. فانتظرونا
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube