سعود يستقبل القنصل الإيراني الجديد في فندق بأبوظبي
بتاريخ الثلاثاء، 25 مايو 2010
| أكتب تعليقا
في خضم التجاذبات السياسية التي تمر بها دولة الإمارات و إيران و جنوح إيران إلى أساليب التهديد و الوعيد المبطن ردا على تصريح وزارة الخارجية التي اعتبرت أن احتلال إيران للجزر العربية طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى لا يختلف عن احتلال إسرائيل لأراض عربية ، تفاجئنا وام كالعادة بنشر خبر مثير للريبة و الاشمئزاز :
سعود الذي يقيم منذ أكثر من شهر في فندق بأبو ظبي يستقبل القنصل الإيراني الجديد في هذا الفندق! هذا القنصل الذي اختار أول زيارة تعارف له أن تكون لعميل إيران الرسمي في دولة الإمارات و في عقر دار إمارة أبو ظبي بالذات عاصمة الدولة و كأن الزيارة تأتي كرسالة إيرانية على التصريحات الإماراتية الأخيرة الصادرة من وزير الخارجية الظبياني، هذه الزيارة جاءت لتؤكد متانة الروابط التي تربط سعود بإيران .
حين كنا نتحدث عن العلاقة الآثمة بين سعود و النظام الإيراني ممثلا بحرس الثورة الإيرانية الذي يتخذ من رأس الخيمة مقرا له ، خرج لنا من يصف مقالاتنا بأنها إثارة للفتنة و التلفيق غير المبرر و ما إلى ذلك من النعوت التي لا تدل سوى على عقول خاوية و رؤوس تُدفن في رمال صحرائنا المتحركة كي لا ترى العين و لا تبصر بما يدور من مؤامرات تحاك في هذه الإمارة لبسط النفوذ الإيراني و تهيئة الدولة بكاملها للحظة تحقيق الحلم .
لماذا يا ترى تأتي زيارة القنصل الإيراني لأحد رسميي الدولة في هذا الوقت الحرج ؟ أو لنقل لماذا يأتي قنصلا جديدا الآن في حمى المزايدات اللفظية بين الدولتين ؟ و ما الذي يختبئ خلف النوايا الإيرانية لمستقبل العلاقة بينها و بين دولة الإمارات؟ هذه الزيارة لم تأتِ عبثا أو بدون قصد ـ فنحن برغم ما خلقه تاريخ العلاقة المتوترة مع إيران و موقفنا منها إلا أننا لا نستطيع أن نصفها إلا بما هي عليه ، فهذه الجمهورية التي استطاعت تحدي الظروف العالمية و حرب الثمان سنوات مع العراق في بداية تكوينها ، لم تظهر يوما بموقف الضعيف أو الخاضع للإرادة العالمية بل استطاعت أن ترفع الصوت عاليا في وجه كل من انتقدها أو قاطعها أو اتخذ منها موقفا سلبيا . بل أنها استطاعت التحدي بخلق ترسانة تسلح قوية و تجنيد الملايين من شعبها ليوم الوقيعة الذي تنتظره .
لقد كان طموحها في امتلاك مفاعلات نووية قويا و معلنا و استطاعت اختراق العقوبات الأممية عليها مستغلة عملائها في العديد من الدول و تأتي دولة الإمارات على قائمتها و رأس الخيمة على قائمة إمارات الدولة ممثلة بعميلها الرسمي سعود بن صقر . و تعلم إيران جيدا مدى قدراتها النووية و ما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل لذا نجدها لا تأبه لتلك التحديات الدولية بفرض العقوبات الاقتصادية و مناشدات أصدقائها بحل الأزمة سلميا تجنبا لحرب محتملة قد تشنها الولايات المتحدة و إسرائيل معا و ربما ستحظى بتأييد المجتمع الدولي حينها .
جمهورية إيران تعرف كيف تخطط مستقبلها تماما و قد أعدت العدة ليومها المنتظر و قامت بتعبئة شعبها ضد جميع المخاطر التي ستواجهها و في نفس الوقت لم تستسلم لحرب الثمان سنوات أو المقاطعة العالمية لها فبنت اقتصادا قادرا على تحدي الأزمات و وضعت خططها التوسعية بل وقامت بتنفيذها .
إن دولة الإمارات ليست خارج المعادلة الإيرانية الاستعمارية بل هي لب الموضوع و ها نحن نرى كيف أنها أغرقت الدولة بالسلاح و المخدرات و استغلت أجزاء منها كنقاط تهريب ساخنة و ملاذا لخلاياها النائمة .
إذاً زيارة القنصل لسعود في هذا الوقت جاءت لتبرهن على أن إيران ذاهبة في مخطط السيطرة إلى أبعد الحدود و أنها إذ تقوم بتلك الخطوة فإنما تريد أن توجه رسالة إلى أصحاب القرار في الدولة بأنها تمسك بخيوط اللعبة و أن لها من بين ظهرانيهم من تأتمن له و تثق به فكانت باكورة زيارات القنصل له باعتباره المخلص الوفي و الحارس الأمين لمصالحها التي تتمثل في خروقاتها لأمن و سيادة الدولة بأكملها . هذه الزيارة دليل ساطع حتى لأولئك الذين يفضلون البقاء في العتمة بان إيران تعرف أين تضع قدمها على درجات السلم و هي مطمئنة بأنها لا تخطئ الصعود .
يذكرنا التاريخ دائما بأن نهايات الأمم تأتي من خيانة القائمين على أمرها ، فهل يا ترى نشهد الآن نهاية دورة تاريخية و بداية أخرى بتكرار الموقف ؟ ليت قومي يعلمون !
الحلقة الثالثة: أسطورة ظهور المهدي في الفكر الخميني
بتاريخ الأحد، 23 مايو 2010
| أكتب تعليقا
على مر العصور و الأزمنة لم يخلو عصر من أدلجة المفاهيم و الطموحات السياسية و استلاب أخيلة البشر بوعود براقة و تصوير الخروج عنها كنوع من العصيان يعاقب عليه الرب بأخذ القرى أخذ عزيز مقتدر .
و تاريخنا الإسلامي يزخر بمثل تلك الأمثلة الدالة على زمن الحروب و التصفيات و ابتداع الفتنة بين صفوف المسلمين و خلق الروايات التي ليس لها آخر مستغلين الدين ستارا ينضوي تحت لوائه البسطاء من القوم إضافة إلى التأثير في الرأي العام و تعبئته لخدمة هدف سياسي و مصالح شخصية يدفع الناس أرواحهم ثمنا لها بينما تنحصر لمصلحة طبقة فئوية من الساعين للهيمنة و بسط السلطة بأي شكل من الأشكال. لقد دل تنوع العصور الإسلامية و انتقالها من عصر إلى آخر إلى خضوع المعاصرين في تلك الحقب من التاريخ إلى عمليات غسيل أدمغة خلقت منهم مسيرين باللاوعي في طاعة خليفة مسلمين أو أمير مؤمنين أو ملك المشرقين و المغربين و ما إلى ذلك من ألقاب التفخيم و التبجيل .
و قد سعى المنتحلين لصفة الدين و خدمة السلطان و الهدف إلى ربط عناصر التحقق من مرضاة الإله بالوقوف إلى جانب فكر ما يتمثل في شخص ما بصفته ولي الأمر الذي لا تشق له عصا الطاعة . و في عصرنا الحديث تنوعت فرق الدين و المذاهب كما لم تكن يوما ، و دخلت في ملف الصراعات العالمية و أشعلت نيران الفتن في الشعوب الإسلامية حتى أصبح الأخ قاتلا لأخيه بدم بارد .
تبرز إيران كوجه رئيسي في استثمارها لغفلة الشعوب الإسلامية لتحقيق أهدافها السياسية و أطماعها القطرية بأدلجة تلك الطموحات و ربطها بالرواية الأشد تأثيرا في قلب كل مسلم على أرض الله. ومما لا شك فيه فإن تفاقم الإحباطات و سياسات الاضطهاد التي يعاني منها الشعبين العربي و المسلم تجعلهم متشبثين بأمل الإنقاذ الذي يرون فيه روح التخلص من تراكمات الإذلال و الفقر و عروش الحكام الظالمين الصامدة منذ عقود من الزمن لم يزدهم منها إلا بلاء و ظلما.
إيران أجادت اللعب على وتر الرواية القديمة المتجددة بظهور المهدي الذي سوف يملأ الدنيا عدلا بعد ملئت ظلما ، و بعيدا عن تحفظنا على معنى الرواية و تفسير الحديث الشريف الخاص بها ، إلا أننا سوف نركز على المدى الذي وصلت إليه الجوقة الخمينية في عملية غسيل أدمغة العرب و المسلمين.
يقول محمد باقر خرازي :
إيران الكبرى من أفغانستان حتى فلسطين !
فقد دعا أمين عام حزب الله الإيراني محمد باقر خرازي إلى إقامة ما أسماه بـ«إيران الكبرى» التي ستحكم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، و حذرت مصادر سنية إيرانية من خطورة تلك الدعوة ووجوب أخذها على محمل الجد. وأشارت تلك المصادر في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن حزب الله الإيراني متورط في اغتيال عدد كبير من أئمة أهل السنة في إيران.
وقال خرازي إن «إعلان إيران الكبرى سيمهد لظهور الإمام المهدي»، موضحاً ان " إقامة ولايات متحدة إسلامية يشكل هدفاً جوهرياً لحزب الله الإيراني". وأعرب عن أمله في ان يحقق ما دعا إليه إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، مشيرا إلى أنه يفكر في «إيران كبرى» تمتد من أفغانستان إلى فلسطين.
تصريحات خرازي التي قال فيها أن «الولايات المتحدة الإسلامية ستكون مدخلاً لتشكيل القرية العالمية للمضطهدين تمهيداً للحكم العالمي للإمام المهدي» نشرتها صحيفة «حزب الله» المقربة من التيار المحافظ في إيران
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=30500
لقد أخطأ و يخطئ من ظن أن إيران حملا وديعا يمكن الوثوق به و ائتمان جانبه و لجأ لسياسة الحوار و التفاهم معها ، فهذا الكيان الاستعماري التوسعي لن يهدأ له بال حتى يتمكن من استعادة أمجاد امبراطورية فارس البائدة . فإيران باختلاف عصورها و ملوكها لم تألُ جهدا في ترسيخ عقيد بناء عرش كسرى من جديد بعد أن تهدّم و تلاشى على يد المسلمين بقرار إلهي سماوي ، فهاهي الآن تعيده بأسطورة من الدين الإسلامي مفصلة بالطريقة التي تشاؤها لخدمة هذا الهدف اللعين . إيران هذا اليوم تعيد الضربة للعرب و المسلمين مستغلة يدهم ذاتها التي هزمت عرش امبراطوريتهم ، و للأسف هناك من يصدق قولها و يسير خلفها أعمى البصر و البصيرة و نظرته بأنها المنقذ الذي سوف يفتح أبواب الجنان العادلة على هذه الأرض التي سيورثها للـ ( المهدي المنتظر ) كما يرونه هم لا كما يعرفه المسلمون كافة .
لذا وجدنا في ردها المتعجرف على التصريح الإماراتي بحق الجزر نبرة تهديد ووعيد ، فهي لن تسمح اليوم و بعد أن أصبحت بهذه القوة من التأثير الأيدلوجي في الشعوب المسلمة المنتهكة حقوقها من قبل حكامها ، من يأتي ليتفوه بحق مغتصب له هنا أو هناك ، على اعتبار أن المنطقة بأكملها تقع ضمن محيط سيطرتها و خارطتها التي ستمهد بها ظهور المهدي كما تزعم .
إن التغلغل الإيراني في دول المنطقة عامة و دولة الإمارات بشكل خاص يخلق لديها من الثقة ما تستطيع أن تلجم به ألسنة المطالبين أو حتى المتفوهين بقول الحقيقة ، و كيف لا و نحن نرى ما يحدث على أرض الواقع من انتهاك لأمن هذه الدولة حتى أصبحت رأس الخيمة على سبيل المثال، بوابة التهريب الرئيسية لإيران التي استطاعت من خلال عمليات التهريب تلك من بناء مفاعلها النووي الذي كما صرح أحمدي نجاد يوما بانه سيكون لخدمة ( المهدي المنتظر) . بل أصبحت الإمارة بمجملها في خدمة الهدف الإيراني البغيض و تم تسليم إدارتها لثلة من الحرس الثوري الإيراني الذي لم يضيع الفرصة في تجنيد خلاياه الإرهابية و إغراق الدولة بالسلاح و المخدرات عن طريق بواباتها البحرية و الجوية في رأس الخيمة .
إيران لن تكون سوى إيران ، و هي الآن على وشك امتلاك سلاحها النووي إن لم تكن قد امتلكته فعلا و الذي سوف يكون موجها في بداية أمره إلى دول المنطقة و على رأسها دولة الإمارات حتى يتسنى لها الاستيلاء السهل و الفعلي على البلد الذي جهزته و هيئته للحظة الانقضاض القاتلة في سلسلة الاستيلاءات التي تليه كي ترسم حدودها كما تقول من افغانستان وحتى فلسطين . إن العرب كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق موشي دايان يوما ، العرب لا يقرأون ، و إذا قرأوا لا يفهمون , و إذا فهموا لا يطبقون ، و إذا طبقوا لا يتقنون .. و للأسف هذا هو حالنا اليوم أكثر من أي يوم مضى .
تابعونا .. للموضوع بقية
الحلقة الثانية :- إيران لا تكتفي بالرد تصريحا ، فماذا في جعبتها يا ترى؟
بتاريخ الاثنين، 17 مايو 2010
| أكتب تعليقا
لقد أثارت تصريحات وزير خارجية الإمارات ردود فعل غاضبة من قبل الطرف الإيراني على جميع المستويات ، فقد أعرب مسئولا في الحكومة الإيرانية عن دهشته لمثل تلك التصريحات التي وصفها بأنها تثير التقزز على حد قوله مضيفا بأنه ربما تكون قد سيء فهمها و أن وزير الخارجية قد تعرض إلى تاويل لأقواله حيث أنه لا يمكن أن يكون ناطقا بمثل تلك التصريحات . ربما لا نستغرب دهشة المسئول الإيراني إذا ما عدنا قليلا إلى الوراء و تذكرنا الموقف الذي حدث قبل عدة أشهر حين أقام القائم بالأعمال الإماراتي ببندر عباس احتفالاً بمناسبة العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وتم في الحفل توزيع مطبوعات تتحدث عن دولة الإمارات وخرائط مدرجة فيها الجزر الإماراتية المحتلة مما تسبب إلى امتعاض إيراني شديد اضطرت حينها الخارجية الإماراتية إلى تقديم اعتذار رسمي وتم سحب المطبوعات التي احتوت الخريطة .
لقد ذهب المسؤلون الإيرانيون بعيدا في سياسة التهديد و الوعيد حين صرح مسؤول رفيع المستوى بأن دولة الإمارات تعلم حجم الجالية الإيرانية الموجودة على أرضها . تهديد ديبلوماسي يخفي في ثناياه نوايا شريرة قد تقدم عليها إيران في حالة تمادي دولة الإمارات في استفزازاتها اللفظية تجاه الجمهورية الإيرانية . و لعل تفكيك الخلايا الإرهابية التابعة للحرس الجمهوري أو المدججة بالسلاح الإيراني التي نفاجأ بأخبارها بين فينة و أخرى و التي تخطط لاستهداف مؤسسات حيوية بالدولة لهو دليل واقع على مدى الثقة الإيرانية في امتداد أذرعها التخريبة في إمارات الدولة و أن خلاياها النائمة برهن إشارة الولي الفقيه لتنفيذ أوامره .
وبعد ذلك بفترة وجيزة وفي حمّى الموقف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمقاطعة إيران نفاجأ بوزير خارجية الإمارات في زيارة لطهران لتوقيع عدة اتفاقيات أمنية و اقتصادية بين الدولتين ! أمر يثير الدهشة فكأنما دولة الإمارات التي تعاني من احتلال أراضيها من قبل هذه الدولة المعادية تريد أن تثبت للعالم أنها تسير بعكس التيار ضاربة بعرض الحائط الموقف الدولي ضد إيران.
سبق ذلك بسنة على الأقل تصريح لوزير الخارجية أيضا و حاكم دبي حين أعلنا بأن العلاقات بين دولة الإمارات و إيران هي علاقات تاريخية عريقة وتربطهم وشائج الجيرة و المصالح المشتركة و أن حكومة دولة الإمارات لا تملى عليها أوامر أو رغبات خارجية و لن تستجيب لمطالب الدول الكبرى بخصوص المقاطعة .
رأس الخيمة البوابة الشمالية لدولة الإمارات التي وصفتها وكالة غربية بأنها مؤجرة لإيران و تديرها ثلة من الحرس الجمهوري يتحكم بشأنها عميل إيراني خائن للوطن و الأمانة ، حيث جعل مرافئها مشرعة لعمليات التهريب من و إلى إيران . هذه الإمارة المنفذ الآمن للطموح الفارسي لإغراق الدولة بأنواع الأسلحة و المخدرات التي يتم تخزينها لساعة الصفر التي تنتظرها إيران في حالة حدوث أي تحرك دولي عسكري ضدها .
للموضوع بقية .... فانتظرونا
سياسة ( الأسد و الضبع ) في الرد الإيراني
بتاريخ السبت، 15 مايو 2010
| أكتب تعليقا
ليس أقسى من أن نكلم جرحاً ناغراً وقوياً كجرح الجزر المغتصبة ، والأكثر قسوة هو أننا طيلة أربعين عاماً لم نجد الوسيلة الفاعلة التي تجعل الجانب الإيراني يستجيب لمطالبنا في التخلي عن احتلال الجزر ولم تكن تحركات الدولة ومنذ تأسيسها تحركات جادة لاستردادها وكانت ولا زالت سياستنا الخارجية تعاني من التردد والتعامل مع القضية بمستويين فالمستوى الأول كان معلناً يتضمن مطالبات تظهر بين مدة وأخرى ولكنها تظهر على استحياء وسرعان ما كانت تخفت و المستوى الثاني هو أن جميع لقاءات المسئولين الإماراتيين بالجانب الإيراني لم تكن ضمن أجنداتها أي ذكر لهذه القضية أو أي محاولة لطرحها ولو من باب ذر الرماد في العيون في أي لقاء يجمع أقطاب البلدين بل كانت جميع الاجتماعات المشتركة تعلن عن أن العلاقة القوية بين دولة الإمارات و إيران بعهديها الشاهنشاهي والجمهوري لا تشوبها شائبة وليس عنّا ببعيد اليوم الذي قلّد فيه وزير خارجية الإمارات السفير الإيراني وسام الاستقلال نيابة عن رئيس الدولة وهو يعد أرفع وسام في دولة الإمارات.
هذا السفير المكرّم ليس سوى حميد رضا آصفي الشخصية الإيرانية اللامعة الذي تكلم بإسم دولته قبل عامين كمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحافي إن (هذه الجزر جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية وستبقى كذلك إلى الأبد) ، إن تصريحات المسئولين الإيرانية سوف تنكأ قضية لا نزال نغض الطرف عنها . فهل يعقل أن يكرم شخصا تفوه بمثل هذه المغالطات التاريخية و بنبرة تهديد قاسية بتقليده وسام الاستقلال من الدرجة الأولى !
كان التراخي من قبل السياسة الخارجية الإماراتية في طرق المطالبة باستعادة الجزر المغتصبة رغم أن الأدلة القوية التي تقنع المجتمع الدولي بعربية هذه الجزر وعائديتها الإماراتية، الأمر الذي يجعل الجانب الإيراني غير مهتم بسماع هذه المطالبات وكما أن السياسة الخارجية الإماراتية ومنذ تشكّل الاتحاد لم تضع على رأس أولوياتها قضية استعادة الجزر رغم أن تأخر انضمام إمارة رأس الخيمة للإتحاد كان لإضافة قضية استعادة الجزر إلى إعلان قيام الاتحاد بين إمارات ساحل عمان المتصالح ورأس الخيمة هي صاحبة الحظ الأوفر في فجيعة اغتصاب الجزر ولتصبح هذه الإمارة فيما بعد مرتعاً لنفوذ الحرس الثوري الإيراني وكأنما كان احتلال الجزيرتين مقدمة لاحتلال أوسع كان عبر تغلغل نفوذ خلايا الحرس الثوري وبمساعدة متنفذين في هذه الإمارة سهلوا لهذا التواجد الإيراني طرق الدخول والاحتيال على قوانين الدولة ودستورها.
كانت عدة محاولات إيرانية لإجبار إمارة رأس الخيمة بالتوقيع على اتفاقية تتنازل فيها عن سيادتها على جزيرتي طنب الكبرى والصغرى ومن خلال عملاء إيران "عائلة الغرير" الذين حاولوا استغلال قربهم من حاكم الإمارة الشيخ صقر بن محمد القاسمي وكانوا يجتهدون في إقناعه بالتوقيع على اتفاقية مجحفة بحق رأس الخيمة إلا أن فطنة الشيخ وانتباهه لنوايا الغرير الذين لا يهمهم من الأمر سوى ما يدخل في جيوبهم وما ينتفعون به فالغرير لم يدخروا جهداً لإرضاء أبناء جلدتهم الإيرانيين في تحقيق أهدافهم ورغم أدوارهم القذرة في اختراق الأمن الوطني الإماراتي واستغلالهم لمواقعهم القريبة من العديد من مشايخ الدولة إلى أن اكتملت ثالثة الأثافي في جعل الغرير رئيساً للسلطة التشريعية في دولة الإمارات فهل يعقل أن يتم تنصيب مثل هذا الشخص كمؤتمن على صوت الشعب؟! بماذا يمكن أن نفسر وجود أفراد عائلة معروفة بأصلها الفارسي ودورهم السلبي في قضية الجزر وأخذهم لدور الوسيط الإيراني سوى أن هناك خضوع غير معلن للسياسة والرغبة الإيرانية !
ان التصريحات الأخيرة التي أطلقها وزير خارجية الإمارات كانت تصريحات متأخرة نظراً لكون الصراع الإيراني انتقل من صراع إقليمي خليجي إلى صراع مع القوى الكبرى حيث إن إيران لم تعد قانعة بدور إقليمي أو أن تستعيد دورها القديم في أن تكون شرطي الخليج ، وحين جاءت هذه التصريحات كانت نتيجة قراءة خاطئة للأحداث حيث إن إيران في صراعها مع أمريكا وخشيتها من أن تتعرض إلى ضربة عسكرية مفاجئة نجدها تضع نفسها في حالة نفير غير مسبوقة منذ نهاية حربها مع العراق.
كما إن إطلاق تصريحات قوية تعلن ببدء حرب باردة يجب أن لا يأتي بمجرد تحريك اللسان بل تسبقه استعدادات خاصة لتحمل عواقب التصريحات وما تفضي إليه ، وبما إن دولة الإمارات العربية المتحدة غير قادرة على خوض حرب من أي نوع سواء كانت باردة أم ساخنة، لم يعقب هذه التصريحات أي تحرك إماراتي يعتبر ذا جدوى في تحريك قضية الجزر المحتلة بل جاءت الأمور بعكس ما تشتهي دول الخليج وأثار لديها المخاوف من اتساع حدة الصراع وتحوله إلى صراع عسكري لا العالم ولا دول المنطقة لها القدرة على تحمل نتائج هذا الصراع فقد أثارت هذه التصريحات الجناح المتشدد في الحكومة الإيرانية وكانت الردود الإيرانية شديدة اللهجة وتنذر بعواقب وخيمة ووصل الأمر إلى أن تحمل التصريحات الإيرانية إشارات واضحة إلى إن إيران لن تكتفي باستدعاء القائم بالأعمال الإماراتي حيث تم من خلاله إيصال رسالة يمكننا أن نعتبرها أنها من أشد ما تعرضت له الدبلوماسية الإماراتية من تنكيل .
للموضوع بقية في الحلقة القادمة .. فانتظرونا
الغرير ـ الحلقة الرابعة بنك المشرق ـ الحوت الذي ابتلع الوطن و المواطن
بتاريخ الأربعاء، 5 مايو 2010
| أكتب تعليقا
بدأت عائلة الغرير في تثبيت أقدامها بشدة على أرض الإمارة و غرس سهامها الغادرة في ظهور المواطنين ، و لعب بنك المشرق ( عمان سابقا ) دورا قذرا في مصادرة أموال المواطنين الذين خدعتهم التسهيلات الكبيرة التي قدمها إليهم .
في بداية الثمانينات نشطت تجارة سوق الأراضي في الإمارة و أصبحت من مغريات الثراء الفوري للكثير من العائلات ، و دخل الكويتيون على الخط لتنشيط هذه التجارة الملغومة . قدم بنك المشرق حينها تسهيلات في القروض الممنوحة للمواطنين كي يتمكنوا من شراء الأراضي و بيعها لتوفير الربح الوهمي السريع و في مقابل ذلك يقوم هذا المواطن المغرر به برهن ممتلكاته جميعها إلى بنك المشرق كي يتمكن من الحصول على القرض اللازم .
لجأت عائلة الغرير إلى حيلة خبيثة في استدراج المواطنين للاقتراض من بنك المشرق فعينت سماسرة لها تقوم بإقناع المواطن بصحية القرض و ضمان الربح و تسهيل العملية في نظره بحيث يستطيع أخذ ما يحتاجه من المال لشراء تلك الأرض التي سيبيعها بسعر مضاعف يسدد منه القرض و يحصل على الربح الخيالي . ارتفع سوق الأراضي بشكل خيالي و تهافت الناس على الشراء و الاقتراض من هذا البنك المشبوه ، و لكن سرعان ما تهاوى ذلك السوق الذي كانت تتلاعب به إيدٍ خفية تماما كما يحدث بأسواق الأسهم الآن ، فمثلا يشتري أحدهم أرضا يبيعها بسعر يبلغ الضعف لعميل متآمر معه وبهذا ترتفع الأسعار بشكل كبير و تستمر عملية النصب حتى بلغت القروض من بنك المشرق حدا لا يصدق ، و حينها بدأ العملاء التلاعب بأسعار الأراضي عن طريق البيع العكسي . يقوم العميل المدسوس ببيع الأرض بسعر منخفض للعميل الآخر و هكذا في غضون أيام انحدر سوق بيع الأراضي إلى ما دون السعر الحقيقي بكثير .
الآن يأتي دور بنك المشرق في استنزاف جيب المواطن المغدور ، فقام بالاستيلاء على أملاكه التي رهنها مقابل القرض وبيعها بثمن بخس لاستراد أصل المبلغ بالأرباح المركبة حتى أن بعض الأموال المقترضة وصلت حين التسديد إلى أضعافها مما يعجز المواطن عن الوفاء بالدين . و هكذا استولى بنك المشرق على كل ما يملكه المواطن المستضعف بحجة إيفاء الدين . لم تشهد أيا من إمارات الدولة و ربما حتى العالم كله مثل تلك التعاملات الغير قانونية في عملية القروض و التسديد بتلك الطريقة الجشعة ، لكنها حدثت في رأس الخيمة بالذات .
و هكذا أصبح بنك المشرق من البنوك الرئيسية في الدولة برأس مال ضخم و أصبحت هذه العائلة الإيرانية من أكبر تجار الدولة و أثراهم ، مستغلين وضعهم المقرب من الحاكم لتنفيذ سلطتهم في الاستيلاء غير القانوني على أموال مواطني رأس الخيمة . و من عجائب القصص التي تروى عن أساليب بنك المشرق في الاستيلاء على أملاك المواطنين ، هو قيامهم بتوفير مولدات تعمل على الديزل لضخ المياه للمزارع و أيضا عن طريق سماسرة معينين أشهرهم هو ناصر عبد اللطيف السركال ، و الكثير من هؤلاء الناس تأخر تسديدهم لقروض المولدات فتم الاستيلاء على مزارعهم ! مزرعة مقابل مولد ـ لم تحدث في تاريخ البشرية قبلها و لكنها حدثت فقط في رأس الخيمة من قبل بنك المشرق .
أما المواطن الذي اقترض لبناء مسكن له و عائلته فقد فقدَ المسكن و الأرض و كل ما يملك مقابل ذلك القرض الذي بنى عليه آماله , و أصيب العديد منهم بانهيارات عصبية وصلت إلى حد الجنون و الأزمات القلبية خاصة و هو يرى أنه و عائلته أصبحوا في لحظة من القدر يفترشون الشارع أو يأويهم أحد أقاربهم الذي لم يلدغ بأنياب بنك المشرق و انقلبت الحياة في هذه الإمارة من الاستقرار العائلي و رفاهية العيش إلى التشتت و الضياع و الانحدار إلى ما دون مستوى خط الفقر بينما تنامت ثروة عائلة الغرير بشكل خيالي و صنفت ضمن قائمة أشهر أثرياء العالم .
نعود في حلقة قادمة لاستكمال موضوع بنك المشرق و مصنع مياه مسافي ... فانتظرونا
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube