سر السيارة الحمراء ....!
بتاريخ الأربعاء، 9 ديسمبر 2009
في العام 2005- 2006 نشرت الصحف المحلية بدولة الإمارات خبرا صرح به مصدر مسئول في شرطة دبي ، جاء فيه :
شاحنة محملة بالرمال تنحرف عن مسارها في الطريق العام بين رأس الخيمة و أم القيوين .
بينما كانت الشاحنة تحمل حمولتها من الرمل متجهة من رأس الخيمة إلى الشارقة إذ بها تنحرف عن مسارها على الطريق العام ، فما كان من سائق الشاحنة إلا أن استنجد بشرطة أم القيوين كي تساعده في إعادة الشاحنة إلى المسار الصحيح. قدمت دورية من شرطة أم القيوين و لكن ربما لعجزها عن تنفيذ المهمة قامت بالاستنجاد بشرطة مرور دبي حيث حضرت آليات سحب الشاحنة ، و هنا تحدث مفاجأة غير متوقعة يذهل لها فريق الشرطة !
بينما كانت الآليات تحاول إعادة الشاحنة إلى المسار انزاح الرمل إلى جانب صندوق التحميل و ظهر لون أحمر أثار فضول الشرطة لمعرفة ماذا يخفي الرمل .. فإذا بهم يفاجأون بسيارة رياضية فخمة من تلك التي يتعدى سعرها مليوني درهم مخفية تحت الرمال . أبلغ الفريق إدارته بما رأى فأشار عليه بالتحفظ على السائق و الشاحنة و السيارة الحمراء .
عند التحقيق مع سائق الشاحنة أجاب بأنه استدعي لقيادة الشاحنة و توصيلها لورشة تصليح سيارات بالشارقة ، فذهب إلى مكان وجود الشاحنة و هو خلف مصنع سيراميك رأس الخيمة و من هناك اقتادها في طريقه إلى الورشة و لكن حدث ما حدث في الطريق . يقول المتحدث بإسم شرطة دبي أنه كانت لديهم قضية اختفاء سيارة بنفس المواصفات التي انطبقت على السيارة الحمراء كانت قد وصلت إلى جمارك عجمان ثم اختفت من هناك قبل تخليص معاملتها ـ الأمر الذي دفع بموظف الجمارك لتبليغ جهاز وزارة الداخلية بهذا الأمر و تم تقييد الحادثة على أجهزة وزارة الداخلية في جميع أنحاء الدولة .
قامت شرطة دبي بتبليغ صاحب السيارة المفقودة بعثورهم على سيارته فما كان منه إلا أن أرسل محاميه إلى إدارة الشرطة متعللا بأن صاحب السيارة شخصية إعتبارية في الدولة و لا يريد لهذه القضية أن تعرض للرأي العام ، و حين سأله المحقق و لماذا لم يبلغ عن اختفاء سيارته خاصة أن سعرها يصل إلى ملايين الدراهم أجاب أنه لا يكترث لمثل هذا الأمر حفاظا على سمعته !
من جانبها شككت شرطة دبي في الأمر لوجود سبب غامض أولا في عدم التبليغ ، ثم في رغبة المالك على إخفاء القضية ، و الأهم خروج الشاحنة من خلف مصنع سيراميك رأس الخيمة محملة بالرمال التي تخفي السيارة ، و أخيرا وجهتها حيث ورشة تفكيك و إصلاح السيارات . توجه فريق من شرطة دبي بالتعاون مع فريق من شرطة الشارقة إلى الورشة المعنية حيث قام بالتحقيق مع العاملين هنا ، و كم أذهلتهم المفاجأة ! ففي تلك الفترة كثرت التبليغات عن سرقة سيارات من أمام منازل أصحابها أو من المواقف أو الأسواق ليكتشف فريق التحقيق أن العديد من تلك السيارات موجودة بالورشة و لكن مفككة .
أفاد صاحب الورشة بأن أفرادا يأتون إليه ( بسياراتهم ) طالبين منه تفكيكها إلى أجزاء حيث يسلمها لهم مفككة حسب الطلب ..! تيقن المحقق أن السيارة الحمراء كانت في طريقها للتفكيك في هذه الورشة و سوف تحمل أجزائها المفككة إلى مكان لا يعلمه سوى أصحابها . و تسائل هنا لماذا يرغب أفراد في تفكيك سياراتهم الجديدة و تحويلها إلى خردة ، و كيف يمكن لسيارة رياضية بهذا المبلغ ـ جديدة لم تستخدم أن تفكك بهذه الصورة ، و إذا كانت السيارات الأخرى مسروقة و قد بلغ أصحابها بحادثة سرقتها ، فهذه السيارة لم يبلغ عنها صاحبها بل قال أنه لا يريد أن يثير ضجة تمس وضعه السياسي حول موضوع من هذا النوع ، و في النهاية تأتي من خلف مصنع سيراميك رأس الخيمة مخفية تحت الرمال ليكتشف جهاز الشرطة مكان اختفائها و يفتح موضوع أكبر بكثير من مجرد إختفاء سيارة .
عمل محقق الشرطة على دراسة الجوانب الغامضة في القضية فاهتدى فكره لمعرفة سبب تفكيك السيارات أن هناك أمرا ما يكمن في القطع المفككة ، فبدأ بالتدقيق في فحص السيارة الحمراء لتذهله المفاجأة الكبرى ، فقد أشارت أجهزة التدقيق على وجود كميات من الزئبق الأحمر مخبأة في بابي السيارة و بعناية فائقة . صعق المحقق من هول ما رأى خاصة أن هذه المادة لا تستخدم سوى في صناعة القنابل النووية ! إذا لمن كانت ستصل هذه المادة ؟ و لماذا كانت مخبأة بعناية فائقة في بابي السيارة ؟ ولماذا كانت هذه السيارة في طريقها إلى الورشة للتفكيك ؟ تري مالذي يختبئ وراء هذه القصة ؟ و لماذا لم يبلغ صاحبها باختفائها ؟ ربما هنا لا نستطيع أن نعرف الجواب .. ولكن ... صاحب السيارة أدخلها للدولة لهدف معين و لم يشأ لها أن تسجل في سجلات الجمارك بوجودها لغرض معين ، و رفض إظهار القضية للرأي العام لسبب معين ، و ذهابها للورشة للتفكيك أيضا لحاجة معينة ، أما خروجها من خلف مصنع السيراميك مخبأة تحت الرمال فهذا أمر لا يدع مجالا للشك حول هوية صاحب السيارة . أما الأسرار المختبئة خلف تعبئة الأبواب بالزئبق الأحمر و تفكيكها ربما استعدادا لتصديرها على شكل قطع غيار فلم تتطرق له صحف الدولة بشكل قاطع كذلك لم يفصح عنه المصدر المسئول في شرطة دبي ، الذي تحفظ بدوره على جميع الأسماء الواردة في القضية .
إذا ما علمنا مدى العلاقة التي تربط بين رأس الخيمة و إيران و عمليات التهريب التي تحدث عن طريق موانئها ، و استماتة إيران في امتلاك القنبلة النووية أو الحصول على المواد اللازمة لتصنيعها ، فإن ذلك يكاد يزيل الغموض حول هذه القصة المثيرة ، و يخلق غموضا آخر أكثر إثارة .. ترى حين علمت وزارة الداخلية بهذا الأمر الخطير ، لماذا لم تقدم على اتخاذ اللازم حينها ، بل و تسترت على الموضوع برمته ولا تزال تتستر على ما يجري في إمارة رأس الخيمة من أمور خارجة عن القانون و تصيب أمن الدولة في مقتل .. ! من المستفيد يا ترى؟ بالطبع ليس الوطن أو المواطن الغافل ، و لكن حتما أطرافا أخرى اقتضت مصالحها الخاصة التضحية بمصلحة الوطن و أمنه ومستقبله هو وبنيه ، ولا حول و لا قوة إلا بالله .
التعليقات
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube
تفضل بكتابة تعليق