الرحبة مأساة تجسد الواقع
بتاريخ الثلاثاء، 5 يناير 2010
لا شيء يمكن أن توصف به قبيلة الرحبة سوى أنها مأساة تمشي على الأرض !
هذه القبيلة التي تتفشى بين أبنائها الأمراض الصدرية و السرطان حتى تكاد تصل أرقاما قياسية حيث احتلت في زمن قريب المركز الأول عالميا في إصابات الأطفال بالسرطان و الربو . الأمر ليس محض صدفة بل هو نتيجة ما يقترف بحق هذه القبيلة و أبنائها من جرائم ، فالكسارات تعمل ليل نهار في الجبال التي يقطنونها منذ عقود من الزمن و توارثوا مساكنهم و مزارعهم أبا عن جد ـ حتى هجمت عليهم عصابة سعود التي أصبحت تستنزف هذا المورد الطبيعي الجميل فنصبت الكسارات على كل بقعة من هذه الجبال الشامخة على مرأى و مسمع من أبنائها و أصبحت تثير الغبار و الغازات السامة الناتجة عن عمليات تفجير الصخور حتى أصيب معظم أفراد هذه القبيلة بتلك الأمراض المستعصية.
و الآن يواجه أهل الرحبة مخاطر من نوع آخر ، فجدران منازلهم تصدعت و امتلأت بالشقوق و تساقطت الأسقف على رؤوس قاطنيها و أصبحت حياتهم مهددة بين لحظة و أخرى ... يحدث ذلك نتيجة التفجيرات التي تحدث في المقالع لتفتيت الصخور التي يستثمر سعود بيعها لبناء الجزر الاصطناعية و يستثمر في الوقت نفسه الأمراض التي تصيب أبناء القبيلة الذين يتوجهون إلى مستشفى أخواله الخاص للعلاج من تلك الأمراض الخطيرة فيستنزفون جيوبهم مقابل بيعهم وهم الصحة ! و يتساءل المواطن هل يستحق كل ما يحدث له من قتل بطيء مبرمج و يعيش حياة من الترقب و التوجس بانتظار انهيار منزله على رؤوس أبنائه في غياب قانون الحماية التي ينص عليه الدستور و انتهاكا لأبسط حقوق الإنسان التي تنص عليها جميع الأعراف و القوانين الدولية ؟ و دولته التي نرى و تسمع ما يحدث له تقف صامتة مباركة لأولئك الذين يمارسون جرائمهم على هذا الشعب المسالم بل و تدعم حماية مطامعهم بقوات جيشها و عتاده ؟
نتذكر في العام 2006 حين هاجمت فرق من جيش الدولة الاتحادي بيوت المواطنين في مشهد لم نره من قبل حيث تم انتهاك حرمات المنازل و التهجم على النساء و الأطفال من قبل أفراد الجيش و الزج برجال الرحبة إلى السجون الاتحادية و كانت الجريمة التي اقترفها أبناء هذه القبيلة هي اعتراضهم على مصادرة أراضيهم و أملاكهم الموروثة لحساب سعود و عصابته الذين انتشرت كساراتهم في المنطقة كالسرطان المتفشي بين أبنائها.
حالما رأى سعود أبناء القبيلة يعترضون مرور الشاحنات و معدات التدمير قام باستدعاء قوات الجيش الاتحادي التي اعتادت على انتهاك حرمات هذه الإمارة فتقاطرت المصفحات و المدرعات العسكرية المدعمة بطائرات الهيلكوبتر لتقتحم منازلهم في اعتداء صارخ على حقوق المواطنين و هدرا لكرامتهم و نشر الرعب بينهم لتجرؤهم بالاعتراض على مصادرة أملاكهم ، هكذا تكون الحماية الاتحادية التي نص عليها دستور الدولة و التي كان المواطن يعتقد أنها صيانة لحقوقه فإذا بها تصبح حماية لمنتهكها و مغتصبها و يا للأسف !
التعليقات
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube
تفضل بكتابة تعليق