تفاقم الحوادث الأمنية في الإمارات
بتاريخ الجمعة، 18 فبراير 2011
لا يخفى على أحد تفاقم الحوادث الأمنية في دولة الإمارات في الأعوام الأخيرة بشكل يثير الكثير من الدهشة في هذا التحول و الانحراف نحو المنحنى الساقط في الخط البياني للأمن القومي للوطن . قد يعزي البعض ذلك إلى الانفتاح العام في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية التي شرعت أبواب الدولة للعمالة الوافدة و العصابات الإجرامية التي وجدت المرتع المناسب لتنامي فطرياتها في أركان هذا الوطن و أصبحت تنخر في الأساسات الأمنية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية خاصة ذلك الجانب الذي يختص بفئة المواطنين .
قبل عدة أيام نشرت الصحف الرسمية نبأ مفاده أن أجهزة الشرطة في الدولة ألقت القبض على عصابة استخدمت السلاح الأبيض و قامت باقتحام منزل أحد أفراد السلك الشرطي بإمارة عجمان و قامت بقتله بين أسرته . وقد استنكر وزير الداخلية الإماراتي، الجريمة التي وقعت صبيحة الجمعة 11 فبراير 2011 وذهب ضحيتها مواطن يعمل في المؤسسة الشرطية على يد من وصفهم "بالضالعين في إجرامهم من عديمي الإنسانية .".
حتى هنا يبدو الموضوع واقعيا إلى حد ما ، و لكن دعونا نقرأ بقية الخبر على لسان المتحدث الرسمي :
(وقال "تم التنسيق مع قيادات وإدارات الشرطة على مستوى الدولة لإلقاء القبض على العصابة، حيث ألقي القبض عليهم بعد مرور 12 ساعة من وقوع الجريمة.. شارحاً أنه تم تحديد مسار 4 سيارات (3 دفع رباعي وصالون) كان المتورطون يستقلونها على طريق الإمارات من رأس الخيمة باتجاه دبي في حدود أم القيوين، إذ توقفت إحدى سيارات الدفع الرباعي لانفجار إطارها واستقل ركابها السيارات الأخرى". وتابع "انقلبت سيارة الصالون وبداخلها اثنان وتوقفت الشرطة عند الحادث، حيث تم إسعاف المصابيْن بواسطة دورية الإسعاف ونقلهما إلى مستشفى أم القيوين وعند التأكد من بياناتهما تبيّن مطابقتها مع المطلوبين، حيث تم ضبطهما مع بقية أفراد العصابة الذين أبدوا مقاومة عنيفة لعناصر الشرطة أثناء زيارتهم للمصابيْن، كما تم تحريز مجموعة من السيوف والآلات الحادة كانت بحوزتهم".)
لمتابعة باقي الخبر على هذا الرابط :
http://www.alarabiya.net/articles/2011/02/13/137477.html
في معظم تلك الحوادث الأمنية يقفز إسم إمارة رأس الخيمة إلى الواجهة ! هذه ليست المرة الأولى و لن تكون الأخيرة بكل تأكيد أن تحتضن إمارة رأس الخيمة مثل تلك العصابات الإجرامية على أراضيها ، حيث أن الفطر لا يمكنه النمو سوى في البيئة الملائمة لنموه ، و من الطبيعي أن تكون رأس الخيمة بوضعها اليوم هي من أفضل البيئات الموجودة في الدولة لنمو مثل تلك الخلايا الآثمة التي ينتشر خطرها على باقي إمارات الدولة حيث تقوم بتنفيذ جرائمها و تعود لتهنأ في مقرها الآمن في هذه الإمارة.
نتذكر مع هذه الجريمة جريمة اغتيال القائد الشيشاني في مرآب السيارات بإمارة دبي و تم إلقاء القبض على الجناة الذي تبين أن مقر إقامتهم إمارة رأس الخيمة و كذلك خلية القاعدة التي حاولت تفجير برج خليفة ، برج دبي سابقا، و ألقي القبض على أفرادها في رأس الخيمة و اعترفوا بأن إيران من كانت تمولهم بالسلاح عبر موانئ و مطار رأس الخيمة. و قبل فترة كانت هناك خلية أخرى تحاكم في محكمة الدولة العليا تنتمي أيضا للقاعدة و تم القبض عليها برأس الخيمة و نشرت الخبر صحيفة ذي ناشيونال الظبيانية و أشرنا إليه في موضوع سابق . هذا عدا كمائن الأمن التي ضبط من خلالها أسلحة و متفجرات و خلافة في مخازن برأس الخيمة ، و قد نشرت وثائق ويكيليكس برقيات ديبلوماسية حول طائرة في مطار رأس الخيمة كان عليها شحنة ضخمة من السلاح ، لم توضح البرقية اتجاهها فربما كانت لدعم الخلايا النائمة في الدولة و قد أجرى السفير الأمريكي تحقيقا حول الموضوع و أبلغ بلاده بهذا الشأن و هذا في حد ذاته انتهاكا لكرامة الوطن و تدخل أجنبي سافر ما كان ليحدث لو لم تنحرف هذه الإمارة عن الطريق السليم و لم تكن تحكمها عصابة تتاجر بالوطن و أمنه و سلامة مواطنيه .
لقد حول سعود هذه الإمارة إلى خلية إرهابية تحتوي خلايا نائمة و قائمة و عصابات قتل و اغتصاب و أوكار دعارة و قمار و مصانع مخدرات و خمور و جعل منها بوابة للتهريب و التخريب و التغريب . يحدث ذلك تحت نظر و سمع الحكومة الاتحادية و عين الرضا عن كل عيب كليلة ، و ربما كان الأمر أبعد من مجرد عين الرضا .
إن ما يعانيه شعب هذه الإمارة من ظلم و قهر و اسعباد ليس وليد اللحظة فلقد عانى هذا الشعب من استبداد الحاكم السابق و ظلمه ثم تواصل الظلم بقيام ما يسمى بالاتحاد الذي جاء يرفع شعار التنمية و الرفاهية و بدأ طريق التطوير ليتوقف بعد أعوام قليلة و ينقلب على عقبيه إلى طريق التدمير فوضع شعبا بأكمله تحت وطأة الحاجة و العوز و الإذلال ليأتي سعود و يكمل مسيرة التدمير .
اليوم تتشكل خارطة جديدة للشرق الأوسط بدءً من الأوطان العربية ، و شرارة الثورة تجتاح البلاد التي حُكمت بالنار و الحديد لخدمة النظام و تهميش المواطن و المتاجرة بالوطن و أمنه ، و قد بلغ السيل الزبي فثارت تلك الشعوب على أنظمتها و أسقطت أعتى الديكتاتوريات قسوة ، و لعلّ الله اختار لكل نظام ما يناسبه من العقاب و القصاص و الخلاص ، فهل في ذلك عبرة لمن يعتبر ؟ أم أن دولتنا لا تزال تعيش وهم القوة العسكرية و الأمنية التي يتبين كل يوم ضعفها و ترهلها بازدياد حجم الجريمة على أرض هذه الدولة التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق ؟ أم أن أمن الدولة و قوتها العسكرية ما وجدت سوى لقمع مواطني الإمارات الشمالية فقط و بالذات رأس الخيمة التي لا يتحرك جيش الدولة سوى لقمع أهلها لحماية مصالح سعود؟
التعليقات
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube
تفضل بكتابة تعليق