إيرينا – و النصر العظيم
بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009
(IRENA ) -International Renewable Energy Agency
إيرينا – الوكالة الدولية للطاقة المتجددة
هللت وسائل الإعلام الإماراتية بالنصر العظيم الذي حققته الدولة بانتزاعها اللقمة من فم الأسد كما يقال في المثل العربي – فقد انتزعت الموافقة الدولية باحتضان مبنى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ، ساحقة في طريقها ألمانيا و النمسا – و قد جاء في مقال للكاتبة فضيلة المعيني نقتطف منه التالي :
(أن تحصل الدولة على استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، فهو فوز مستحق لما تتميز به الدولة من مقومات مادية وتقنية تؤهلها لأن تكون مقرا لمؤسسات دولية كبرى )
(إن منح الثقة للدولة لأن تستضيف مؤسسة عالمية واتخاذ خطوة بهذه الأهمية لم تأت من فراغ، بل لجهود كبيرة بذلتها الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعم كبير من سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والجهد الخارق الذي بذله سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية )
و نحن بدورنا نتساءل عن ماهية ذلك الفوز العظيم الذي تحقق لدولة الإمارات من استضافتها لهذا المقر الذي لن يعدو كونه مبنى إسمنتيا يضاف لمجموعة الأبراج التي تعلو في سماء دولة لا ينجاوز عدد مواطنيها 2.5% من تعداد السكان شاملا الرقم تلك القبائل التي قامت أبوظبي بتجنيسها بحجة زيادة الكثافة السكانية المواطنة إضافة إلى تلك الأعداد المهولة التي تقوم بتجنيسها إمارة دبي ، في حين لا تزال شريحة كبيرة جدا من أبناء الدولة في الإمارات الشمالية لا يستطيعون الحصول على جنسية الدولة برغم وجودهم على أرضها منذ ما يزيد على ستين عاما ، لا لذنب سوى لانتمائهم للإمارات الشمالية ، فظلوا تحت مسمى البدون حتى وقت كتابة هذا المقال .
و لنعد لنصر ( إيرينا ) العظيم الذي يتفاخر به الإعلام في دولتنا ، و نطرح السؤال التالي :
هل كان للدولة أن تحظى بهذا – النصر العظيم – لولا تلك المليارات التي قامت بدفعها لشراء تصويت الدول لها ؟ مالذي يدفع العالم أن يفضل وجود هذا المقر في دولة الإمارات و ليس في ألمانيا أو النمسا ؟ ثم ما هو ذلك الجهد الخارق لوزير الخارجية الذي تتحدث عنه الكاتبة ؟ هل شراء أصوات الدول يعتبر جهدا خارقا ؟ ثم هل يستحق استضافة دولة الإمارات لهذا المقرر هدر تلك المليارات ؟
المقر بالطبع سيكون في العاصمة أبو ظبي التي لا تفصلها سوى عدة كيلومترات عن رأس الخيمة ، تلك الإمارة – المأساة – التي تقبع في الشمال الجغرافي للدولة على مرمى حجر من دولة معادية تمتلك مفاعلا نوويا و تسعى لإنتاج سلاحها النووي . هذه الإمارة التي يضرب بها المثل في تلوثها البيئي الناتج عن معاول الهدم التي تفتك بجبالها لتنقلها إلى مياه دبي حيث تقيم عليها جزرها الاصطناعية . هذه الإمارة التي تتحكم بها عصابة استباحت جبالها و أرضها و جوها و بحرها بكل ما هو غير شرعي و غير قانوني ، هذه الإمارة التي حُفرت بجبالها أنفاق لدفن النفايات النووية السامة المسرطنة ، و لا عجب أن نسمع من ابتلاء أبنائها بالأمراض الصدرية و السرطانية ، فأصبحت الأولى عالميا في معدلات الإصابة بالربو بين الأطفال . و جميعنا يتذكر مأساة ذلك الأب الذي بكى بكاءا حارا أمام عدسات الإعلام و هو يدفن طفله الثالث الذي توفي بالربو من جراء غبار تلك الكسارات القاتلة .
أما كان الأجدر بدولة الإمارات و هي تستضيف ( الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ) أن تسعى أولا إلى تطهير أجوائها من ذلك التلوث الذي يفتك بأرواح مواطنيها ! أما كان الأجدر بها أن تصرف تلك المليارات في تطوير البنية التحتية للإمارات الشمالية و التي هي جزء من الدولة ! أما كان الأجدر بها أن تستثمر تلك المبالغ الطائلة في توفير مياه الشرب الصالحة لأولئك المواطنين الذين لا تصلهم المياه إلا مرة كل ثلاثة أيام ! أما كان الأجدر بها أن توفر لهم الطاقة الكهربائية التي تصلهم ساعة و تنقطع يوما أو يومين ! أما كان الأجدر بها أن تبني بها فصولا دراسية حديثة بدلا من تلك الخشبية ! أما كان الأجدر بها أن تكفي مديري المدارس الإحراج بطلبهم مساعدة أهل الخير في بناء مظلات لتلك المدارس أو توفير أجهزة تكييف أو كراسي وطاولات للطلبة ! أما كان الأجدر بها أن تبني مستشفيات لعلاج أولئك المصابين بالربو و السرطان من جراء التلوث البيئي !
و قبل كل ذلك ، أما كان الأجدر بها أن تضع حدا لذلك التجاوز ، بل الإجرام الذي يحدث في إمارة هي جزء مهم منها ! و أي ثقة ترى سيراها العالم في هذا الدولة التي منحها فضل استضافتها لهذا المقر حين يعلم أن إمارة في شمال هذه الدولة تقوم بتهريب مواد نووية لدولة معادية ، وهي إيران ، لاستخدامها في مفاعلها النووي الذي حين تتمكن بواسطته من إنتاج قنبلتها النووية ستكون دولتنا الهدف الأول لها !
كان الأجدر بدولة الإمارات أن تفخر بنصر من شكل مختلف ، كأن تكون دولة نظيففة بكل معنى الكلمة – خالية من التلوث البيئي ، محكمة الأمن في جميع منافذها فلا نرى نشاطا لعصابات المافيا الروسية التي اتخذت منها مقرا بديلا ، أن تكون متجددة في حيويتها و بنائها للإنسان قبل الإسمنت ، أن تكون نظيفة من تجارة المخدرات التي قضت على جيل الشباب و أحدثت خلافات حادة مع دول مجاورة بسبب ما تقوم به تلك العصابات من تصنيع و تهريب المخدرات . كنا نتمنى أن تكون دولتنا مثلا يحتذى به في التفوق العلمي و الاقتصادي المدروس ، و التوازن الاجتماعي في التركيبة السكانية ، و خلوها من تجارة الرقيق الأبيض و تهريب السلاح.
أن تتعامل مع جميع مواطنيها على قدم المساواة فلا نرى أو نسمع مواطن درجة أولى و مواطن درجة ثانية في تمييز عنصري مقيت بين سكان أبوظبي و دبي و سكان الإمارات الأخرى . كنا نتمنى أن تكون دولتنا على قدر الحب الذي نكنه لها في قلوبنا فتبادلنا إياه ، لا أن تسعى لنصر فارغ مدفوع القيمة – تلك القيمة التي لو استثمرت دون تمييز أو عنصرية لجعلت الإمارات السبع على قدم المساواة ، على الأقل في بناها التحتية التي يفترض و حسب دستور الدولة أنها تتبع الحكومة الاتحادية تشريعا و تنفيذا .
الكثير الكثير الذي كنا نتمناه من الدولة قبل استضافتها لـ ( إيرينا ) و الذي سيعود بالنفع عليها و على مواطنيها ، لكنها للأسف تختار البهرجة الإعلامية الكاذبة و تهمل الاستحاقاقات المتوجبة عليها ، و هاهي رأس الخيمة مثال مؤسف على ما يجري في هذه الدولة و كأنها ليست جزءا منها و أن مواطنيها ليسوا من مواطني الدولة ، فقد سلمت الإمارة و مواطنيها ليد عصابة محترفة في الإجرام و أخذت تنظر للأمر و كأنه لا يعنيها .
ترى هل ستحترمنا دول العالم و هي تنظر لدولة الإمارات التي تعتبر رأس الخيمة جزء منها ؟ هل سترى دولة الإمارات من منظار ( إيرينا ) أم منظار رأس الخيمة و ما يجري فيها ؟ وهل سيحترمنا العالم وهو يرى دولة تغض الطرف قصدا عن كل الجرائم التي تجري على أرض هذه الإمارة و الأعمال التي يجرمها العرف الدولي؟ قبل أن نبحث عن ( إيرينا ) و أخواتها كان علينا أن نبحث عن المأساة في هذه الإمارة و كيفية معالجتها... كنا سنفرح لدولتنا بانتصارها العظيم هذا لو أنه جاء عن استحقاق و إكمال لمشوارها الحضاري ، لكنه للأسف نصر مزيف تم شراؤه بالمليارات من الدولارات لتطبيل إعلامي لا أكثر .
التعليقات
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube
المدونة في سطور
أرشيف المدونة
-
▼
2009
(140)
-
▼
سبتمبر
(87)
-
▼
سبتمبر 17
(79)
- خفايا التستر على تفاصيل خبر الخلية الإرهابية
- سقوط مركز الإمارات للدراسات و الإعلام من حيث شفافي...
- صرعة الطاقة المتجددة و التنافس المريب
- الهند تحتجز طائرة عسكرية إماراتية محملة بالأسلحة و...
- الإمارات تحت مجهر المسئولية في المحاكم الأمريكية
- محاكمة مجرم دولي يتخذ من الإمارات بوابة لتهريب الس...
- كأس أمريكا لليخوت ـ فضيحة مأساوية لدولة الإمارات
- America's Cup
- عشرون فرداً في مسكن واحد
- سعود و اللوثة العقلية الرمضانية
- فيكتور بوت.. تاجر الحروب
- تجارة الشيطان مقابل طاعة الرحمن
- ارحل يا مواطن ، فقد بدأ عهد الاستثمار
- انهيار بناية دبي ـ هل هو بداية انفجار الدولة؟
- شرطة راك في مقفاك
- المافيات العالمية تتخفى تحت ستار الأنشطة الرياضية ...
- عين عذاري تسقي البعيد و تحرم القريب
- مجتمعنا
- الغش و التزوير – أصبحا مترادفان لرأس الخيمة
- بيع الوطن كمان وكمان
- يقول المثل العامي : الأرض تمطر على السما
- هل تُصلح شرطة دبي ما أفسدته شرطة سعود؟!
- وسام الاستقلال لتكريم الأعداء وعربون خيانة الوطن .
- اضحك مع أخبار وام اللامحترمة
- العرق يمد لسابع جد – سعود نموذجا للعمالة
- سؤال إلى (وام) ..؟
- المافيا الروسية و عصابة سعود يملكون مصنعا لصقل الم...
- وام لا تزال تروج لصفقات الجريمة و الاحتيال وبيع الوطن
- سياسة التطفيش
- هل نحن بحاجة لملعب للجولف براس الخيمة حاليا؟
- هنود الإمارات
- لماذا يسخرون من ابناء رأس الخيمة؟
- الكوارث و الحروب – رأس الخيمة نموذجا كارثيا حديثا
- لله يا محسنين لله
- إيرينا – و النصر العظيم
- لماذا ألغى سعود نادي الإمارات ودمجه مع نادي رأس ال...
- الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة عملية نصب جديدة
- الشرطة في قمع الشعب
- مؤسسة سعود كوكو لأبحاث المهازل
- وام ..... وكالة أنباء الدولة الرسمية – تفتقر إلى ا...
- دولة الإمارات و سنمّار القرن الواحد و العشرين
- نداء من أبناء إمارة رأس الخيمة إلى أخوتنا شعب دولة...
- هكذا يتم اللعب بأموال الوطن و المواطن
- سياسة التفقير وتحميل المواطنين ديون كبيرة لمصلحة مَن؟
- غباء سعود وجشعه وراء هجرة ابناء رأس الخيمة
- تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى
- تعالوا اقرأوا معي هذا الخبر التافه جدا
- سيدي رئيس الدولة حفظكم الله .... ننتظر منكم أن تزي...
- المواطنين بإمارة رأس الخيمة يعربون عن مخاوفهم على ...
- السعودية تعلن أنها أغلقت منافذها البرية مع الإمارا...
- مساكن متهالكة بلا خدمات يحاصرها غبار الكسارات
- كاميرات سعود لمراقبة مَن؟
- السعودية تغلق حدودها البرية أمام الشاحنات القادمة ...
- رأس الخيمة أصبحت لمن ؟
- مَن يقول لسعود وعصابته من أين لكم هذا؟
- صح النوم يا دولة الإمارات - أخيرا بعد ما فات الفوت
- سعود يجعل رأس الخيمة مدفناً لطمر النفايات النووية ...
- المعلاية السياسية .. استثمار هز الوسط .... سعود كو...
- أليس هذا الخبر مهزلة المهازل
- خيرك قاصر وشرك واصل يا سعود
- صناعة المخدرات في دولة الإمارات
- يوميات صاحب السموم والتلوث البيئي سعود
- تاجر الحمير الذي أصبح أشهر تاجر مخدرات و جميع المح...
- سعود خرم التعريفة ودَهن الهوا بوية ولبّس الدولة ال...
- فنادق الحمير في راك
- دعاية مجانية لمشاريع وهمية
- خيانة الوطن و نتيجة البيع .. من سيدفع ثمنها
- سعود انفتح على المستقبل فأغلق مجاري الصرف الصحي
- مزرعة الخنازير برأس الخيمة
- الأسرار الخفية في زيارة سعود ولقاءه بعناصر الاطلاع...
- مصنع للبتروكيماويات وسط حي سكني لانتاج مواد مشعة ل...
- رأس الخيمة تصدر ثروتها النقدية إلى الخارج وخاصة جو...
- مكتب قانوني يهدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد "راكين ...
- قصيدة الى بائع رأس الخيمة
- خاطر مسعد باع رأس الخيمة وسعود قبض العمولة!
- كل سبال في عين ابوه غزال
- مَن يحكم إمارة رأس الخيمة الآن ، القواسم؟ أم الغرير؟
- تصنيع المخدرات بدولة الإمارات مصنع جلفار انموذجاً
- سيرة (سعود) مغتصب رأس الخيمة
-
▼
سبتمبر 17
(79)
-
▼
سبتمبر
(87)
تفضل بكتابة تعليق