هنود الإمارات
بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009
كثيرا ما نسمع هذا اللفظ المؤلم يطلق على أبناء رأس الخيمة من قبل أقرانهم من أبناء الدولة
و حين نتساءل لماذا ؟ تبرز أمامنا الإجابة من الواقع ، فأبناء رأس الخيمة ليسوا كباقي أفراد شعب دولة الإمارات ، لهم ما لغيرهم من الحقوق و عليهم ما على غيرهم من الواجبات ، فهم الأكثر إنتاجا و الأقل مكافأة .
تماما كوضع الهندي العامل في الدولة ، لا يحظى بأقل حق من حقوق الإنسان فتراه في عزّ الظهيرة تحت أشعة الشمس الحارقة التي يكاد المخ أن يتبخر من حرارتها ، يعمل في البناء و النقل و تنظيف الشوارع و شق الطرقات و جميع الأعمال الشاقة ، أما أجره في نهاية الشهر فلا يتعدى دراهم معدودة . يترك بلده بحثا عن لقمة العيش ، فتهدر كرامته و تمتهن إنسانيته و يكلف من المشاق ما لا يطاق، و بالنسبة لأبناء رأس الخيمة مقارنة مع باقي أبناء الإمارات تتكرر الصورة في شكل ( مواطنين) – و هم في الواقع أقرب لحالة أولئك الهنود .
في حادثة الإعانة التموينية الأخيرة التي تصدقت بها لجنة خليفة للأسر الجائعة برأس الخيمة يبرز مدى تهتك البنى الاجتماعية في هذه الدولة ، و مدى انهيار النظام السياسي الداخلي لهذه الدولة الناشئة ، و يعكس التفاوت الطبقي المقيت بين فئات المجتمع الواحد ، فمن المعيب جدا في دولة لا يبلغ عدد سكانها الثلاثمائة ألف مواطن من جملة السكان جميعا ، أن يكون هناك شعب كامل يقبع تحت خط الفقر لدرجة تجعله يستحق الشفقة و المساعدات الإنسانية و هم أبناء دولة نفطية و آخر في طبقة النبلاء و الإقطاعيين .
لم نسمع أبدا عن أسر جائعة في أبو ظبي أو دبي ، أو عن توزيع سلع تموينية عليها ، أو أنها تتعرض للاضطهاد و القهر الدائمين إضافة إلى حرمانها من حقوقها المدنية التي ينص عليها الدستور أو تمتعها بأقل الحقوق الأسياسية التي تضمن لها العيش الكريم كالماء و الكهرباء و المدارس الحديثة و المستشفيات التخصصية و البنى التحتية..و..و..و ، وقبل كل ذلك الأمن و الاستقرار و العدل ، أو أنه مفروض عليها حكومة انتهازية مبتزة تمارس بحقها و بحق وطنها شتى أنواع الجرائم تحت سمع و نظر الدولة ، و بصورة توحي بالرضا عما يحدث .
حين جاءت المساعدة الإنسانية لتلك الأسر الجائعة جاءت في طبعة تحقيرية على شكل مواد تموينية توزع على طوابير طويلة من أولئك المعوزين الذين انتظروا لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة ليحظوا بكيس أرز أو قليل من الطحين و السمن ! ألم يكن في وسع القائمين على هذه اللجنة حين أرادوا مساعدة تلك الأسر الجائعة أن تكون مساعدتهم دون امتهان لكرامتهم و إنسانيتهم بتلك الطريقة المؤلمة ثم التباهي بذلك على صفحات الجرائد؟ كانت قيمة الحصة التموينية تترواح بين 1500 إلى 2000 درهم ، و لو أردا القائمون إيصالها لهم بطريقة تحفظ ماء وجوههم لكانوا أضافوا هذا المبلغ لحسابهم في البنك دون إذلال . إلا أن كون هذه المنحة تأتي بهذه الطريقة فهذا ما نفسره بأن هذه المواد ربما تكون منتهية الصلاحية في جمعيات أبوظبي و رغبة من الحكومة في مساعدة أصحاب تلك الجمعيات في العاصمة قامت بشراء تلك المواد منها و من ثم تقديمها على شكل معونات لـ ( هنود الإمارات) !
التعليقات
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube
المدونة في سطور
أرشيف المدونة
-
▼
2009
(140)
-
▼
سبتمبر
(87)
-
▼
سبتمبر 17
(79)
- خفايا التستر على تفاصيل خبر الخلية الإرهابية
- سقوط مركز الإمارات للدراسات و الإعلام من حيث شفافي...
- صرعة الطاقة المتجددة و التنافس المريب
- الهند تحتجز طائرة عسكرية إماراتية محملة بالأسلحة و...
- الإمارات تحت مجهر المسئولية في المحاكم الأمريكية
- محاكمة مجرم دولي يتخذ من الإمارات بوابة لتهريب الس...
- كأس أمريكا لليخوت ـ فضيحة مأساوية لدولة الإمارات
- America's Cup
- عشرون فرداً في مسكن واحد
- سعود و اللوثة العقلية الرمضانية
- فيكتور بوت.. تاجر الحروب
- تجارة الشيطان مقابل طاعة الرحمن
- ارحل يا مواطن ، فقد بدأ عهد الاستثمار
- انهيار بناية دبي ـ هل هو بداية انفجار الدولة؟
- شرطة راك في مقفاك
- المافيات العالمية تتخفى تحت ستار الأنشطة الرياضية ...
- عين عذاري تسقي البعيد و تحرم القريب
- مجتمعنا
- الغش و التزوير – أصبحا مترادفان لرأس الخيمة
- بيع الوطن كمان وكمان
- يقول المثل العامي : الأرض تمطر على السما
- هل تُصلح شرطة دبي ما أفسدته شرطة سعود؟!
- وسام الاستقلال لتكريم الأعداء وعربون خيانة الوطن .
- اضحك مع أخبار وام اللامحترمة
- العرق يمد لسابع جد – سعود نموذجا للعمالة
- سؤال إلى (وام) ..؟
- المافيا الروسية و عصابة سعود يملكون مصنعا لصقل الم...
- وام لا تزال تروج لصفقات الجريمة و الاحتيال وبيع الوطن
- سياسة التطفيش
- هل نحن بحاجة لملعب للجولف براس الخيمة حاليا؟
- هنود الإمارات
- لماذا يسخرون من ابناء رأس الخيمة؟
- الكوارث و الحروب – رأس الخيمة نموذجا كارثيا حديثا
- لله يا محسنين لله
- إيرينا – و النصر العظيم
- لماذا ألغى سعود نادي الإمارات ودمجه مع نادي رأس ال...
- الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة عملية نصب جديدة
- الشرطة في قمع الشعب
- مؤسسة سعود كوكو لأبحاث المهازل
- وام ..... وكالة أنباء الدولة الرسمية – تفتقر إلى ا...
- دولة الإمارات و سنمّار القرن الواحد و العشرين
- نداء من أبناء إمارة رأس الخيمة إلى أخوتنا شعب دولة...
- هكذا يتم اللعب بأموال الوطن و المواطن
- سياسة التفقير وتحميل المواطنين ديون كبيرة لمصلحة مَن؟
- غباء سعود وجشعه وراء هجرة ابناء رأس الخيمة
- تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى
- تعالوا اقرأوا معي هذا الخبر التافه جدا
- سيدي رئيس الدولة حفظكم الله .... ننتظر منكم أن تزي...
- المواطنين بإمارة رأس الخيمة يعربون عن مخاوفهم على ...
- السعودية تعلن أنها أغلقت منافذها البرية مع الإمارا...
- مساكن متهالكة بلا خدمات يحاصرها غبار الكسارات
- كاميرات سعود لمراقبة مَن؟
- السعودية تغلق حدودها البرية أمام الشاحنات القادمة ...
- رأس الخيمة أصبحت لمن ؟
- مَن يقول لسعود وعصابته من أين لكم هذا؟
- صح النوم يا دولة الإمارات - أخيرا بعد ما فات الفوت
- سعود يجعل رأس الخيمة مدفناً لطمر النفايات النووية ...
- المعلاية السياسية .. استثمار هز الوسط .... سعود كو...
- أليس هذا الخبر مهزلة المهازل
- خيرك قاصر وشرك واصل يا سعود
- صناعة المخدرات في دولة الإمارات
- يوميات صاحب السموم والتلوث البيئي سعود
- تاجر الحمير الذي أصبح أشهر تاجر مخدرات و جميع المح...
- سعود خرم التعريفة ودَهن الهوا بوية ولبّس الدولة ال...
- فنادق الحمير في راك
- دعاية مجانية لمشاريع وهمية
- خيانة الوطن و نتيجة البيع .. من سيدفع ثمنها
- سعود انفتح على المستقبل فأغلق مجاري الصرف الصحي
- مزرعة الخنازير برأس الخيمة
- الأسرار الخفية في زيارة سعود ولقاءه بعناصر الاطلاع...
- مصنع للبتروكيماويات وسط حي سكني لانتاج مواد مشعة ل...
- رأس الخيمة تصدر ثروتها النقدية إلى الخارج وخاصة جو...
- مكتب قانوني يهدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد "راكين ...
- قصيدة الى بائع رأس الخيمة
- خاطر مسعد باع رأس الخيمة وسعود قبض العمولة!
- كل سبال في عين ابوه غزال
- مَن يحكم إمارة رأس الخيمة الآن ، القواسم؟ أم الغرير؟
- تصنيع المخدرات بدولة الإمارات مصنع جلفار انموذجاً
- سيرة (سعود) مغتصب رأس الخيمة
-
▼
سبتمبر 17
(79)
-
▼
سبتمبر
(87)
تفضل بكتابة تعليق