سعود خرم التعريفة ودَهن الهوا بوية ولبّس الدولة الطاقية
بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009
يقول المثل الشعبي المصري: إحنا خرمنا التعريفة (أي ثقبنا العملة المعدنية الصغيرة, ودهنّا الهوا..) لكن بلدية سعود النصاب سبقت أهل مصر في أنها لم تقم بدهن الهواء أو تلوينه بل إنها تقوم بتأجيره.
دأبت بلدية رأس الخيمة بقيادة سعود النصاب منذ فترة طويلة على تحميل أهالي الإمارة والمقيمين فيها العديد من الرسوم والضرائب والأتاوات دون أن تقدم لهم في مقابلها أي خدمة متميزة ودون وجه حق. وسوف يصيبنا العجب عندما نسرد بعض تلك الجبايات التي تفرضها البلدية على أهالي الإمارة والمقيمين فيها.
فمن يذهب إلى البلدية لاستخراج رخصة أو تجديد رخصة يفاجأ بلائحة طويلة عريضة من الرسوم التي يتوجب عليه دفعها قبل أن تتكرم البلدية بمنحه الرخصة. ومن ضمن هذه السلسلة الطويلة من الضرائب والرسوم, رسوم مجلة البلدية التي لا يحصل عليها أصحاب الرخص, رسوم أكياس الزبالة التي لم يعرف شكلها أصحاب الرخص إلى الآن, رسوم إعلانات (لا أحد يعرف لماذا يدفعون قيمتها ولمن توجه هذه الإعلانات إذا وجهت أصلاً) ورسوم اسم المحل (وكأن البلدية تحتكر مفردات اللغة وتؤجرها للناس) ورسوم عقد الإيجار, وغرامة تأخير, ورسوم تصريح (لا أحد يعرف تصريح لماذا وعن ماذا) وخدمات مجاري (الإمارة لا تملك نظام مجاري).
إلا أن ما يثير العجب والاستغراب هو الاختراع الجديد الذي أضافتهُ البلدية وهو تأجير الجو. حيث ألزمت البلدية بإصدار أوامرها السامية كل صاحب رخصة يضع أمام محله التجاري مكاناً للظل للحماية من أشعة الشمس الحارقة وحتى لو لم يكن له أركان على الأرض, بمعنى أنه معلق أمام المحل, بأن يدفع 150 درهم رسوم تأجير سنوية عن كل دكان. لأول مرة نجد أن بلدية ما من العالم تؤجر (الجو) للأهالي. إنها بدعة جديدة من بدع البلدية للتحايل ولفرض الرسوم والضرائب. وفي مقابل كل تلك الرسوم والضرائب التي لا حصر لها والتي يدفعها المواطنون والمقيمون ماذا تقدم البلدية للإمارة؟ وما هي الموازنة السنوية التي ترصدها البلدية لتجميل ونظافة الإمارة؟ وفي مقابل ذلك أيضاً كم هي الأموال التي تحصّلها البلدية من المواطنين والمقيمين في مقابل خدمات لا تقدمها كما أسلفنا؟
فالإمارة تعاني من العديد من المشاكل التي لا حصر لها, فالطرق في حالة يرثى لها, وبعضها لم تتم صيانته منذ قيام الاتحاد, ناهيك عن رداءتها وسوء تخطيطها, والذي هو السبب المباشر في العديد من الحوادث الخطيرة والمميتة. وحتى رصف الشوارع في الإمارة أمره عجيب, فالأماكن المكتظة بالسكان والتي هي في أمَسّ الحاجة إلى تلك الخدمات لا توجد فيها شوارع مرصوفة, في الوقت الذي تُرصف فيه شوارع يمكن أن تمر عليها سيارة في اليوم أو الأسبوع مرة واحدة (لأجل سواد عين س معين من الناس).
كما أن صناديق الزبالة في حالة يرثى لها أيضاً: محتوياتها متناثرة في كل مكان, والقطط والكلاب الضالة تمرح وتلعب فيها أمام أعين مراقبي البلدية وموظفيها.
والمجلس البلدي للإمارة يُجدّد له سنوياً دون تغيير في الأسماء وكأن الإمارة خلت من الكفاءات فهو قائم على مبدأ الولاء, كما أن اختصاصاته وصلاحياته هشة وهزيلة, فهو يمثل مجرد ديكور للبلدية كما هو حال كل المؤسسات والأجهزة الحكومية في الإمارة.
مَن قام بزيارة للإمارة قبل عشر سنوات وعاد ليزورها اليوم لن يجد أي تغيير يذكر على مستوى خدمات البلدية وطرقها ومرافقها. وإذا شاهد الزائر مبانٍ جميلة وحدائق فالسر في ذلك لا يعود للبلدية بل لجهود المواطنين وأموالهم الخاصة بالبناء والتزيين. أما البلدية فلا هم لها سوى التفنّن في اختراع الرسوم والضرائب التي تضاف سنوياً دون أن تكلف البلدية نفسها بالسؤال ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها للإمارة, وهل في مستوى يتقارب مع الخدمات التي تقدمها بعض بلديات الدولة؟ وهل الرسوم المفروضة توازي حجم الخدمة المقدمة؟ فالبلدية عندنا بكل أسف مؤسسة تسعى إلى الربح في الوقت الذي نجد فيه كل بلديات الدنيا قائمة على فكرة تقديم الخدمة للمواطنين وتضع نصب عينيها الارتقاء بخدماتها وتطويرها بما يتوافق واحتياجات المواطنين, فأين بلدية رأس الخيمة من كل ذلك؟
هذا بالإضافة لمعاناة الأهالي من رسوم وخدمات البلدية يعاني أهالي الإمارة من انقطاع المياه غير الصالحة للشرب أصلاً: تأتيك يوماً وتنقطع يوماً وتنقط دهراً, وعندما تأتيك تجد الماء الأصفر المالح العفن يستقبلك بالترحاب والتحية. كما أن الإمارة لازالت تعاني انقطاع الكهرباء, وبعض المناطق الله يرحم ساكنيها ويحميهم من الموت فأسلاك الكهرباء فوق رؤوسهم, ويمكن أن تقع عليهم في أي لحظة.
وهناك أيضاً تلوث البيئة الخطير الذي تعاني منه الإمارة. فالآثار البيئية السلبية والسيئة للمصانع التي تستنزف خيرات الإمارة وحقوق المواطنين تحمل للأهالي الأمراض والقاذورات.
إن ما يثير الاستغراب والدهشة أن دول العالم ومنها دولتنا التي أنشأت الهيئة الاتحادية العامة للبيئة تسعى جاهدة للمحافظة على البيئة. أما بلدية رأس الخيمة فتسعى إلى تدمير البيئة فمن منا لا يعرف منطقة القرم الجميلة والتي تمثل رئة الإمارة في جمالها ومنظرها الخلاب. ماذا يحصل لها الآن؟ إنها تدمر لتقام عليها المباني والمحلات التجارية والدكاكين التي يزيد عددها عن عدد سكان الإمارة, كما تقام عليها ملاعب الجولف. وفي المقابل نلاحظ ما تقوم به بعض الإمارات عندنا في الدولة من جهد عظيم تدفع من أجله الملايين للمحافظة على القرم وزراعته أما في رأس الخيمة يتم طمسه واستئصاله.
فمن ينقذ أهالي رأس الخيمة من صرعات بلدية سعود في ابتكار الرسوم والضرائب ومن ينقذ رأس الخيمة من طرقها المتهالكة ومصانعها الملوِّثة للبيئة, ومن يحمي شواطئها وخلجانها من جشع سعود ودماره الشامل؟
التعليقات
مواقع شقيقة
- مأساة راس الخيمة ـ Space
- مأساة رأس الخيمة (1) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة (2) على الـــfacebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(2) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة صفحة عامة(1) على الـــ facebook
- مأساة رأس الخيمة - Maktoob
- مأساة رأس الخيمة -Word press
- مأساة رأس الخيمة - blog
- مأساة رأس الخيمة -Flicker
- مأساة رأس الخيمة على الــ youtube
المدونة في سطور
أرشيف المدونة
-
▼
2009
(140)
-
▼
سبتمبر
(87)
-
▼
سبتمبر 17
(79)
- خفايا التستر على تفاصيل خبر الخلية الإرهابية
- سقوط مركز الإمارات للدراسات و الإعلام من حيث شفافي...
- صرعة الطاقة المتجددة و التنافس المريب
- الهند تحتجز طائرة عسكرية إماراتية محملة بالأسلحة و...
- الإمارات تحت مجهر المسئولية في المحاكم الأمريكية
- محاكمة مجرم دولي يتخذ من الإمارات بوابة لتهريب الس...
- كأس أمريكا لليخوت ـ فضيحة مأساوية لدولة الإمارات
- America's Cup
- عشرون فرداً في مسكن واحد
- سعود و اللوثة العقلية الرمضانية
- فيكتور بوت.. تاجر الحروب
- تجارة الشيطان مقابل طاعة الرحمن
- ارحل يا مواطن ، فقد بدأ عهد الاستثمار
- انهيار بناية دبي ـ هل هو بداية انفجار الدولة؟
- شرطة راك في مقفاك
- المافيات العالمية تتخفى تحت ستار الأنشطة الرياضية ...
- عين عذاري تسقي البعيد و تحرم القريب
- مجتمعنا
- الغش و التزوير – أصبحا مترادفان لرأس الخيمة
- بيع الوطن كمان وكمان
- يقول المثل العامي : الأرض تمطر على السما
- هل تُصلح شرطة دبي ما أفسدته شرطة سعود؟!
- وسام الاستقلال لتكريم الأعداء وعربون خيانة الوطن .
- اضحك مع أخبار وام اللامحترمة
- العرق يمد لسابع جد – سعود نموذجا للعمالة
- سؤال إلى (وام) ..؟
- المافيا الروسية و عصابة سعود يملكون مصنعا لصقل الم...
- وام لا تزال تروج لصفقات الجريمة و الاحتيال وبيع الوطن
- سياسة التطفيش
- هل نحن بحاجة لملعب للجولف براس الخيمة حاليا؟
- هنود الإمارات
- لماذا يسخرون من ابناء رأس الخيمة؟
- الكوارث و الحروب – رأس الخيمة نموذجا كارثيا حديثا
- لله يا محسنين لله
- إيرينا – و النصر العظيم
- لماذا ألغى سعود نادي الإمارات ودمجه مع نادي رأس ال...
- الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة عملية نصب جديدة
- الشرطة في قمع الشعب
- مؤسسة سعود كوكو لأبحاث المهازل
- وام ..... وكالة أنباء الدولة الرسمية – تفتقر إلى ا...
- دولة الإمارات و سنمّار القرن الواحد و العشرين
- نداء من أبناء إمارة رأس الخيمة إلى أخوتنا شعب دولة...
- هكذا يتم اللعب بأموال الوطن و المواطن
- سياسة التفقير وتحميل المواطنين ديون كبيرة لمصلحة مَن؟
- غباء سعود وجشعه وراء هجرة ابناء رأس الخيمة
- تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى
- تعالوا اقرأوا معي هذا الخبر التافه جدا
- سيدي رئيس الدولة حفظكم الله .... ننتظر منكم أن تزي...
- المواطنين بإمارة رأس الخيمة يعربون عن مخاوفهم على ...
- السعودية تعلن أنها أغلقت منافذها البرية مع الإمارا...
- مساكن متهالكة بلا خدمات يحاصرها غبار الكسارات
- كاميرات سعود لمراقبة مَن؟
- السعودية تغلق حدودها البرية أمام الشاحنات القادمة ...
- رأس الخيمة أصبحت لمن ؟
- مَن يقول لسعود وعصابته من أين لكم هذا؟
- صح النوم يا دولة الإمارات - أخيرا بعد ما فات الفوت
- سعود يجعل رأس الخيمة مدفناً لطمر النفايات النووية ...
- المعلاية السياسية .. استثمار هز الوسط .... سعود كو...
- أليس هذا الخبر مهزلة المهازل
- خيرك قاصر وشرك واصل يا سعود
- صناعة المخدرات في دولة الإمارات
- يوميات صاحب السموم والتلوث البيئي سعود
- تاجر الحمير الذي أصبح أشهر تاجر مخدرات و جميع المح...
- سعود خرم التعريفة ودَهن الهوا بوية ولبّس الدولة ال...
- فنادق الحمير في راك
- دعاية مجانية لمشاريع وهمية
- خيانة الوطن و نتيجة البيع .. من سيدفع ثمنها
- سعود انفتح على المستقبل فأغلق مجاري الصرف الصحي
- مزرعة الخنازير برأس الخيمة
- الأسرار الخفية في زيارة سعود ولقاءه بعناصر الاطلاع...
- مصنع للبتروكيماويات وسط حي سكني لانتاج مواد مشعة ل...
- رأس الخيمة تصدر ثروتها النقدية إلى الخارج وخاصة جو...
- مكتب قانوني يهدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد "راكين ...
- قصيدة الى بائع رأس الخيمة
- خاطر مسعد باع رأس الخيمة وسعود قبض العمولة!
- كل سبال في عين ابوه غزال
- مَن يحكم إمارة رأس الخيمة الآن ، القواسم؟ أم الغرير؟
- تصنيع المخدرات بدولة الإمارات مصنع جلفار انموذجاً
- سيرة (سعود) مغتصب رأس الخيمة
-
▼
سبتمبر 17
(79)
-
▼
سبتمبر
(87)
تفضل بكتابة تعليق