الكوارث و الحروب – رأس الخيمة نموذجا كارثيا حديثا
بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009
تعيد لنا حكاية المواد التموينية التي وزعت على أهالي رأس الخيمة ذكرى المجاعات و الحروب و الكوارث ، حين تقوم الحكومات المحلية بتوزيع المؤن لإنقاذ الناس من الموت و الهلاك
و من أشهر قصص التاريخ الإسلامي تلك المجاعة التي حدثت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قام بفتح خزائن بيت مال المسلمين لتوزع المؤونة على الفقراء الجائعين ، بل و ذهب إلى أبعد من ذلك حين قام يحمل بنفسه الغذاء للأسر الجائعة .
و في هذا العصر نتذكر جميعا كوارث الحروب العالمية التي تتزامن المجاعة بحدوثها ، فقد شهد التاريخ الحديث حربين مدمرتين اجتاحتا العالم و تسببتا في كوارث إنسانية ، ولولا قيام الحكومات المحلية بتوزيع المؤن الغذئية الضرورية على الجائعين لكانت وفيات الجوع أكثر من وفيات القتل في الحروب .
أما الحالة الأخيرة التي حدثت في رأس الخيمة حين قامت لجنة خليفة للأعمال الخيرية بتوزيع المؤن على أهالي رأس الخيمة لهي دلالة على الحالة الكارثية التي تمر بها الإمارة و التي تشبه إلى حد بعيد حالات الجوع التي تتزامن مع الحروب.
شعب هذه الإمارة يعاني الويلات في حياته اليومية ، و إسقاطا لنظرته المستقبلية ، و إهدارا لكرامته الإنسانية ، و نهبا لحقوقه المشروعة ، و اغتصابا لأرضه و ماله . شعب هذه الإمارة المأساة ، يعاني من تسلط فئوي لعصابة تدميرية تمارس عليه فنون النهب و السلب و الاغتصاب ، تمارس شتى أنواع الجرائم المافياوية على أرضه ، و هو يعلي الصوت مناشدا دولته في إنقاذه من براثنها ، و حين جاءت استجابة الدولة له جاءت للأسف في شكل صدقات تموينية .
لقد طغى سعود و تجبر - و عاث فسادا في الأرض و المال و الأمن و الوطن ، و أصبح يمارس هواياته الإجرامية و التنكيلية بهذا الشعب الذي يحتمي تحت ظل دولة و قانون و دستور ، و يرسل استغاثاته لحكومته الاتحادية كي تنقذه من تلك الممارسات الإجرامية، فهو لا يضع إعتبارا أو إحتراما لسيادة الوطن و القانون ، ويقوم بعمليات تهريب السلاح و المخدرات بل و صنعها و المتاجرة بها ، و يقوم بأشهر عمليات غسيل الأموال و سرقة أموال الشعب و اغتصاب حقوقهم و ممتلكاتهم و بيع أرضهم و بلدهم على الأجنبي ، كل تلك الجرائم التي يمارسها ضد الدولة إن صح التعبير و استهتارا بقانونها و كرامتها ، لم تحرك ساكنا من قبلها بل و الأدهى من ذلك نقرأ كل يوم عن مشاريعه الوهمية القائمة على غسيل الأموال وبيع الأرض للأعداء على صفحات وكالة الأنباء الرسمية ( وام) – و كأن تلك الممارسات تأتي بمباركة من الحكومة الاتحادية ، التي تنبهت أخيرا للجوع الذي يعاني منه شعب رأس الخيمة ، فقدمت مساعداتها التموينية ، و لكنها لم تتنبه حتى الساعة للجرائم التي تمارس بحقه على أرضه .
تفضل بكتابة تعليق