لله يا محسنين لله
بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009
جاء خبر جريدة الخليج صادما للغاية ، بخصوص توزيع مواد تموينية على الأسر المواطنة برأس الخيمة
هل نحن بحاجة إلى توزيع موادٍ تموينية في رأس الخيمة؟ وإلى متى يتم التصدق علينا من قبل الدولة ومؤسساتها الخيرية ؟ هل نحن مواطنون في هذه الدولة لنا ما لكل مواطن فيها وعلينا مثل ما عليه؟ لماذا تتعامل الدولة معنا بأسلوب المساعدات الإنسانية والخيرية دون أن تلتفت إلى ما نحتاجه كمواطنين ؟
لقد صدمت حقاً وأنا أرى الطابور الكبير الذي تجاوز مسافة الكيلومتر والناس تحت لهيب الشمس الحارقة ليكشف هذا الطابور مدى الفقر والعوز الذي يعتري إمارة رأس الخيمة بينما الدولة تلعب على جراح هؤلاء المواطنين المساكين وكأنهم أي قبيلة افريقية في راوندا أو الصومال أو دارفور توزع عليهم هذه الهبات والمنن ومن تقوم بتوزيعها ؟ إنها مؤسسة سيدي صاحب السمو رئيس الدولة ، نحن يا سيدي الرئيس مواطني هذه الدولة النفطية الغنية الذين بايعناك ولسنا أناس وافدين بحاجة إلى مواد تموينية لا تكفي لسد حاجتنا لبضعة أيام - إننا نستطيع العيش على الكفاف لو قمتم بسماع احتياجاتنا الحقيقية وهي من السهولة أن تنفذ من قبل قيادة حكيمة وجريئة ويقظة مثل قيادتكم .
سيدي رئيس الدولة
أعلم جيداً إنكم لا تريدون إذلال مواطنيكم فكرامة مواطنيكم من كرامتكم وإنكم لم تقصدوا إلاّ الخير من خلال هذه المبادرة رغم إنها نفذت بطريقة أشعرتنا بالإذلال و المهانة وتسببت لكم في إحراج أنتم في غنى عنه ، وربما هذا السبب يعود على طريقة القائمين على تنفيذ مبادرتكم الكريمة واسمح لي يا سيدي أن أكرر على مسامعكم الكريمة احتياجاتنا الحقيقية و هي ليست طلبات تعجيزية ولا تنبع عن ترف أو بطر و إنما هي أقل ما يكفل لنا العيش الكريم وبالمستوى الأدنى للشروط الإنسانية .
نحن بحاجة إلى مستشفيات جيدة تمنحنا العلاج نحن وأبنائنا الذين نفقدهم من جراء تلوث بيئتنا بالمواد السامة الناتجة عن مشاريع سعود الاستثمارية ونحتاج إلى فصول دراسية حديثة و ليست هبات خشبية من أصحاب الخير- نحتاج لهواء نقي نستنشقه غير ملوث بغبار كسارات سعود و أدخنة مصانعه التي تنتج موادا خطيرة على صحة البشر و سلامة البيئة ، نحتاج إلى ماء يروي عطشنا وإلى كهرباء تنير بيوتنا وأتمنى على سموكم أن تسألوا سعود عن الكهرباء والماء في إمارة رأس الخيمة أين يذهبا؟ أو كيف يشغل مصانعه ومن أي مصدر كهربائي؟ حينها ستعرفون ما يتعرض له الوطن والمواطن من سرقة للمال العام وقد وصل الأمر إلى حد السخرية المريرة بنا فقيل أن الإمارات تحصى سبعاً في النهار وستاً في الليل حين تختفي إمارتنا تحت الظلام بسبب الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي - فهل هناك أكثر من هكذا سخرية مريرة؟.
أنتم يا سيدي تمضون أوقاتكم هانئين تحت برودة التكييف أو سياحة في أوروبا هربا من حرارة الجو اللاهبة ، بينما نبلل نحن أطفالنا بالماء الذين نشتريه بأثمان باهظة كي لا تزهق أرواحهم من تلك الحرارة لعدم وجود تيار كهربائي لتشغيل أجهزة التكييف.
نريد منكم فقط أن تتساءلوا ماذا لو انقطعت المياه عن أبوظبي لمدة ساعة واحدة فقط لا أكثر و ليس لعدة أيام في الأسبوع كما يحدث لدينا ، كيف ستكون ردة فعلكم و تقبلكم للأمر أنتم و شعبكم ؟
الجوع يا سيدي مقدور عليه ونستطيع أن نتحمله لو توفرت لنا الكرامة ، لو توفر لنا العدل والإنصاف لو تم تطبيق قانون الدولة ودستورها، لو عاملتمونا كمواطنين في هذه الدولة، نحن الذين عاهدناكم على الوفاء و لا نزال باقون على عهدنا الذي قطعناه على أنفسنا فهل أنتم باقون على العهد الذي قطعتموه على أنفسكم ؟
إننا بحاجة أن تسمعوا صرخاتنا وتلتفتوا إلى استغاثاتنا فلا تجعلونا كالمستجير من الرمضاء بالنار .لا ترسلوا لنا مؤسساتكم الخيرية تسقينا مُرَّ الهوان وتوقفنا في طوابير الذلة والمسكنة وكأننا لاجئين في بلادنا وأي نكبة أكبر من أن تعلم الدولة بمقدار الظلم الذي وقع على شعبها من قبل شخص واحد أوصله لدرجة الحاجة للطعام ولكنها تغض النظر عن هذا الشخص وتضحي بشعب كامل من أجله .
أي هوان نحن فيه حينما الدولة لا تسمع نداءاتنا وترفض أن تجيرنا أو ترفع الظلم عنا و دون أن تعيرنا أي اهتمام كمواطنين لهم من الحقوق كما عليهم من الواجبات - ولا تظهر أي شفافية في تعاملها مع أفراد الشعب على حد سواء كما ينص عليه دستورها. إننا نستغيث بك أن تكون الحكم العدل بيننا وبين من ظلمنا و هذا ما يحتمه عليك الواجب و القانون و الضمير و الإله ، الذي سنقف أمامه في يوم لا ريب يقتص فيه المظلوم من الظالم فلا تجعل من نفسك شريكا في الظلم بسكوتك المريب ورضاك عما يقترفه سعود و عصابته من جرائم بحقنا.
أعيرونا رحمة تجعل أكفنا ترتفع بالتضرع لله أن يمدكم بطول العمر و الصحة و الأمن ويرفع عنكم عوائد الزمن و البلاء و الابتلاء .
سيدي رئيس الدولة أي استثمارات ضخمة يتحدث بها سعود بينما مواطنو رأس الخيمة يتلقون المواد التموينية والمساعدات الإنسانية من جمعيات خيرية ويقفون بطوابير يبلغ طولها كيلومترات كما تقول صحف الدولة في وضع مزرٍ يجعل باقي شعب الإمارات ينظر إليهم بنظرة دونية ، أين مردود هذه الاستثمارات ؟ أين الأموال الواردة جراء بيع أرض الوطن تحت مسمى الاستثمار ؟ أين أراضي الدولة بينما الناس لا يجدون مسكنا يأوون إليه ، يا سيدي أن الإجابة عن هذه التساؤلات المريرة ينتج أجوبة أكثر مرارة !
ترسلون لنا مواد غذائية تسد رمق جوعنا لأيام معدودة ، فهل هذه هي حاجتنا من هذه الدولة ؟ لا ياسيدي هذه الحاجة نشترك بها مع الحيوان ، و لا نحتاج لتدخلكم فيها ، إننا نحتاج لتدخلكم في تطبيق بنود الدستور الذي يضمن لنا الحياة الكريمة ، الذي يجعلنا متساويين أمامه ، الذي يعترف بنا كبشر لا حيوانات ، الذي يوفر لنا الأمن على أرض إمارتنا التي يمارس عليها سعود و عصابته كل أنواع الجريمة المنظمة و غير المنظمة ، نحتاج لتدخلكم أن تسألوه عن ملياراته من أين لك هذا حين يقبع شعب إمارة كامل تحت خط الفقر ، نحتاج منكم لبنية تحتية تميزنا ولو قليلا عن قرى أفريقيا أو الهند النائية ، نحتاج لأعمال لشبابنا المواطن الذي يحمل أعلى الشهادات و لايزال ينتظر رحمة تهبه عملا غير العمل في الجيش فقط و الذي اقتصر على أبنائنا وحدهم لعدم حاجة أبناء إمارات أخرى إليه- فالآخرون يعيشون رخاءً نفتقده وفرصا للعمل فائضة عن تعدادهم ومؤسسات اتحادية تمتلئ بها إماراتهم ، وكل ذلك لا يتوفر لدينا . إننا نريد منكم عدلا و قصاصا و رفعا للظلم قبل أن تمدوا لنا أيديكم بصدقة مشوبة بالمذلة نستطيع الاستغناء عنها بكل سهولة .
وانتم يا أهلي وأحبتي يا خير الناس وأفضل الناس وأكرم الناس يا أهل رأس الخيمة النجباء ارفعوا أيدكم معي بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:( اللّهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين أنت ربى الهي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك سخط عليَّ فلا أبالي ولكن رحمتك هي أوسع لي أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل بي سخطك أو ينزل عليَّ عذابك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلاّ بك)
تفضل بكتابة تعليق