ماذا يحدث في رأس الخيمة؟

بتاريخ الخميس، 24 سبتمبر 2009
| أكتب تعليقا




قراءة لتداعيات تفكيك الشبكة الإرهابية في رأس الخيمة والتي تم الكشف عن مخططاتها الإرهابية مؤخراً و تناول الصحافة العالمية لها في حين تفرض الحكومة الاتحادية التعتيم عليها .....
إن  التعتيم الذي تحاول أن تفرضه بعض الجهات الرسمية في الدولة حول نشر أي خبر يخص القضية  قد أضر بالدولة ولم يصب إلا في مصلحة شخص واحد آلا وهو سعود ، هذا الإسم الذي نضع أمامه علامة استفهام كبيرة وطويلة بارتفاع برج دبي الذي خططت المجموعة الإرهابية لتفجيره إلى جانب أهداف أخرى بدبي وبعض القواعد العسكرية في العاصمة أبوظبي .
لماذا دبي ؟ ولماذا رأس الخيمة ولماذا سعود بالتحديد؟ هذه التساؤلات نحاول أن نجيب عليها من خلال هذه السطور ..
كما يعلم الجميع أن ما فعلته دبي من نهضة اقتصادية كبيرة خطفت الأضواء من بقية إمارات الدولة وبالخصوص العاصمة أبو ظبي فكان لابد من فعل يهز الواجهة الأمنية لدبي كي تفر رؤوس الأموال التي سوف يستشعر أصحابها بالخطر المحدق بها و الذي يهدد مصالحها . فالأزمة الاقتصادية لم تؤثر على دبي بالدرجة التي تجعلها تختفي من الواجهة ، بينما في الشمال من دولة الإمارات تقبع إمارة رأس الخيمة تحت خط الفقر حيث يسيطر عليها سعود بدعم من بعض الأطراف صاحبة النفوذ و القرار في الدولة  ويقوم بسرقة أرضها و بحرها و مائها و مواطنيها دون رقيب أو حسيب .
 وبما أن دبي استقطبت رؤوس الأموال من مختلف أنحاء العالم ، فكان لابد من إيجاد ملاذ آمن للمافيا وخلايا للقاعدة من جهة وخلايا الحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى وبهذا تم إدخال استثمار من نوع آخر إلى رأس الخيمة آلا وهو استثمار الإرهاب  حيث تم تحويل إمارة رأس الخيمة إلى مقر للقاعدة وزعماء المافيا ومركزاً لتهريب الماس والمخدرات والسلاح وكل هذا الأمر لابد له من مدير تنفيذي يسهل دخول وخروج المواد المهربة وكذلك توفير أجهزة أمنية بزي حكومي لحماية عصابات المافيا وإضفاء غطاء شرعي لكل ما هو غير شرعي فهنا اقتضت الحاجة لسعود كي يكون في الواجهة التنفيذية لقاعدة رأس الخيمة الإجرامية .
جاء الإعلان عن تفكيك الخلية الإرهابية من خلال إعلام الدولة المتمثل بـوكالة الأنباء الرسمية (وام) وكما هو معروف إن مصداقية هذه المؤسسة شبه معدومة حيث عودتنا أن تعلن عن شي وسرعان ما تنفيه ونفيها ليس بالضرورة أن يكون صادقاً أو أنه مجرد تعديل لخطأ مهني و إنما تنفيذا لأوامر عليا اقتضتها المصلحة الشخصية! لذا فهي شهيرة بالنفي تماما كشهرتها في الترويج لمشاريع الوهم والفساد التي  يدعيها سعود كواجهة لغسيل الأموال و تمويه عمليات التهريب ، وهي بذلك تعتبر شريكا رسميا لسعود وعصابته وساهمت بشكل كبير في إيهام العالم بأكاذيب باطلة يطلقها سعود و عصابته و المستفيدين من تلك المشاريع الوهمية ، و نحن هنا لا نستبعد  علاقة (وام) بالخلايا النائمة وتجنيدهم .. فماذا الذي يمكن لشخص مدسوس مثل إبراهيم العابد أن يقدم لإعلام الدولة سوى التخبط و التآمر ضدها وجعل إعلام الدولة الرسمي مجرد أضحوكة مابين إعلان ونفيه فلا يستطيع أحد أن يثق بهذه الدولة وما تصدره من أخبار كاذبة وخاصة بعد التعتيم الكبير على قضية خلية رأس الخيمة الإرهابية التي لا تزال تداعياتها ترتسم حتى هذه اللحظة على المشهد العالمي و ما محاولات التعتيم تلك التي تفرضها الدولة ونفيها المستمر لهذا الحدث الكبير واحتضانها لسعود و حمايته سوى دليل على سيرها في الاتجاه الخطأ ومكابرة ليست في محلها لأن هذا يولد تصوراً مريبا لدى الدول التي تحارب الإرهاب و يجعلها تتوجس خيفة من هذا الدعم لقادة الخلية الإرهابية المتمثلة بسعود ، حيث تم التضحية بالإمارة كمركز للإرهاب و غسيل الأموال و سمح للقاعدة أن تستثمرها لتدريب خلاياها إضافة إلى تواجد الحرس الثوري الإيراني بكثرة على أرضها ، و اعتبارها مقراً رئيسياً لعصابات المافيا العالمية حيث يقيم رؤساء تلك العصابات على أرض هذه الإمارة المغدورة و يمارسون أنشطتهم من خلال موانئها و مطارها و مؤسساتها الحكومية .
إن مثل هذا الأمر يهدد أمن دولتنا ويجعل استقرارها في مهب ريح عاصفة على وشك اقتلاع أركانها ، وكل هذا يجري في صفقة أقرب ما تكون شخصية و أبعد ما تكون وطنية و حالة من اضمحلال الضمير و خيانة الوطن و الأمانة و لا يزال هناك من يساند سعود برغم ما يقترفه من خيانة بحق الوطن تهدد أمنه و استقراره و إننا نرى أن مثل هذه المساندة ستجر صاحبها إلى الهاوية.
 إذا كانت الدولة بريئة أو لا تعلم بما كان يحدث ، و تلك مصيبة ، فسوف تكشف الأيام القادمة خطورة الوضع ومأساويته و مدى التفكك في  مؤسساتها بسبب الأغراض الشخصية و إعلاء المصلحة الخاصة على العامة ، و المؤمل من الدولة متمثلة بالرئيس و أصحاب النفوذ فيها أن يتخذوا الإجراء اللازم ضد هذه العصابة فإن الحرائق تبدأ بشرارة لتقضي بعدها على الأخضر و اليابس و إذا ما تم اختراق الدولة و تدميرها فلن يبق أمامها سوى انتظار القشة التي سوف تقصم ظهر البعير فلربما يوجد من يحاول تدميرها من داخل منظومة الحكم لأغراض معينة ولا يظن الذي يتحرك شرقا أو غربا أن هذه التحركات ستكون قارب النجاة بل أنه تخبط ناجم عن الغرور والصلف وأن ما يحدث في رأس الخيمة أكبر من التخيل والتصور و لا يمكن اعتباره شأنا داخليا يخص الإمارة وحدها .
 و إذا ما كانت رأس الخيمة الإمارة الأخيرة التي انضوت تحت لواء الاتحاد فأن حالها اليوم سيجعلها الشرارة الأولى في إشعال حرائق الدولة بل القنبلة النووية التي ستجهز على الدولة بأكملها فلا تذر رطبا و لا يابسا و تختفي عروش يحلم من يحلم بالتمسك بها أو انتظار الجلوس عليها.

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة