الغرير ـ الحلقة الرابعة بنك المشرق ـ الحوت الذي ابتلع الوطن و المواطن

بتاريخ الأربعاء، 5 مايو 2010
| أكتب تعليقا

بنك المشرق ح 4

بدأت عائلة الغرير في تثبيت أقدامها بشدة على أرض الإمارة و غرس سهامها الغادرة في ظهور المواطنين ، و لعب بنك المشرق ( عمان سابقا ) دورا قذرا في مصادرة أموال المواطنين الذين خدعتهم التسهيلات الكبيرة التي قدمها إليهم .

في بداية الثمانينات نشطت تجارة سوق الأراضي في الإمارة و أصبحت من مغريات الثراء الفوري للكثير من العائلات ، و دخل الكويتيون على الخط لتنشيط هذه التجارة الملغومة . قدم بنك المشرق حينها تسهيلات في القروض الممنوحة للمواطنين كي يتمكنوا من شراء الأراضي و بيعها لتوفير الربح الوهمي السريع و في مقابل ذلك يقوم هذا المواطن المغرر به برهن ممتلكاته جميعها إلى بنك المشرق كي يتمكن من الحصول على القرض اللازم .

لجأت عائلة الغرير إلى حيلة خبيثة في استدراج المواطنين للاقتراض من بنك المشرق فعينت سماسرة لها تقوم بإقناع المواطن بصحية القرض و ضمان الربح و تسهيل العملية في نظره بحيث يستطيع أخذ ما يحتاجه من المال لشراء تلك الأرض التي سيبيعها بسعر مضاعف يسدد منه القرض و يحصل على الربح الخيالي . ارتفع سوق الأراضي بشكل خيالي و تهافت الناس على الشراء و الاقتراض من هذا البنك المشبوه ، و لكن سرعان ما تهاوى ذلك السوق الذي كانت تتلاعب به إيدٍ خفية تماما كما يحدث بأسواق الأسهم الآن ، فمثلا يشتري أحدهم أرضا يبيعها بسعر يبلغ الضعف لعميل متآمر معه وبهذا ترتفع الأسعار بشكل كبير و تستمر عملية النصب حتى بلغت القروض من بنك المشرق حدا لا يصدق ، و حينها بدأ العملاء التلاعب بأسعار الأراضي عن طريق البيع العكسي . يقوم العميل المدسوس ببيع الأرض بسعر منخفض للعميل الآخر و هكذا في غضون أيام انحدر سوق بيع الأراضي إلى ما دون السعر الحقيقي بكثير .

الآن يأتي دور بنك المشرق في استنزاف جيب المواطن المغدور ، فقام بالاستيلاء على أملاكه التي رهنها مقابل القرض وبيعها بثمن بخس لاستراد أصل المبلغ بالأرباح المركبة حتى أن بعض الأموال المقترضة وصلت حين التسديد إلى أضعافها مما يعجز المواطن عن الوفاء بالدين . و هكذا استولى بنك المشرق على كل ما يملكه المواطن المستضعف بحجة إيفاء الدين . لم تشهد أيا من إمارات الدولة و ربما حتى العالم كله مثل تلك التعاملات الغير قانونية في عملية القروض و التسديد بتلك الطريقة الجشعة ، لكنها حدثت في رأس الخيمة بالذات .

و هكذا أصبح بنك المشرق من البنوك الرئيسية في الدولة برأس مال ضخم و أصبحت هذه العائلة الإيرانية من أكبر تجار الدولة و أثراهم ، مستغلين وضعهم المقرب من الحاكم لتنفيذ سلطتهم في الاستيلاء غير القانوني على أموال مواطني رأس الخيمة . و من عجائب القصص التي تروى عن أساليب بنك المشرق في الاستيلاء على أملاك المواطنين ، هو قيامهم بتوفير مولدات تعمل على الديزل لضخ المياه للمزارع و أيضا عن طريق سماسرة معينين أشهرهم هو ناصر عبد اللطيف السركال ، و الكثير من هؤلاء الناس تأخر تسديدهم لقروض المولدات فتم الاستيلاء على مزارعهم ! مزرعة مقابل مولد ـ لم تحدث في تاريخ البشرية قبلها و لكنها حدثت فقط في رأس الخيمة من قبل بنك المشرق .

أما المواطن الذي اقترض لبناء مسكن له و عائلته فقد فقدَ المسكن و الأرض و كل ما يملك مقابل ذلك القرض الذي بنى عليه آماله , و أصيب العديد منهم بانهيارات عصبية وصلت إلى حد الجنون و الأزمات القلبية خاصة و هو يرى أنه و عائلته أصبحوا في لحظة من القدر يفترشون الشارع أو يأويهم أحد أقاربهم الذي لم يلدغ بأنياب بنك المشرق و انقلبت الحياة في هذه الإمارة من الاستقرار العائلي و رفاهية العيش إلى التشتت و الضياع و الانحدار إلى ما دون مستوى خط الفقر بينما تنامت ثروة عائلة الغرير بشكل خيالي و صنفت ضمن قائمة أشهر أثرياء العالم .

نعود في حلقة قادمة لاستكمال موضوع بنك المشرق و مصنع مياه مسافي ... فانتظرونا

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة