أحمد الغرير ـ الحلقة الثانية / الجواري اللاتي أصبحن سيدات القصور

بتاريخ الثلاثاء، 30 مارس 2010
| أكتب تعليقا

 

 

في مقابلة أجرتها جريدة الخليج في العام 2006 مع سيف الغرير ابن أحمد الغرير يقول فيها سيف أنه كان لأبيه ( حمارة) عزيزة جدا على قلبه فقد كانت مصدر رزق العائلة الذي يعتاشون عليه..! انظروا كيف ينكر هذا الأفاق تلك الثروة التي استولى عليها أبيه من التاجر حين تزوج ابنته و استولى على ماله! وتناسى أيضا الأموال التي كان يكتنزها من عمليات تهريب الذهب إلى الهند!

و يضيف ، أن أبيه أصيب بحالة إكتئاب شديدة لفقده ( الحمارة ) العزيزة على قلبه و خشي على أبنائه من الجوع و الفاقة .. فإذا بيوم يمر عليه أحد أعيان دبي و يسأله عن حاله فاشتكى له سوء الحال و المآل و نقص المال . فأشار عليه الرجل بأن يدع بناته في أحد بيوت الأسرة الحاكمة في دبي ، بمعنى آخر أن يجعلهن جواري في تلك القصور فينعم عليهن رب المنزل و ربما استلطف إحداهن كما جرت العادة سابقا في مجتمع الإمارات ودول الخليج عامة بأن تصبح الجواري التي تملأ قصورهم هي من ما ملكت أيديهم و حلائلهم .

برقت عيني أحمد الغرير فرحا بهذا المقترح و لم يتوان في تنفيذه على الفور فدفع ببناته الأربع إلى أحد تلك القصور كي يحيين بين الجواري و الخدم . و مرت الأيام و الأعوام ليظهر في الأجواء شخص يدعى راشد بن أحمد بن لوتاه ، أحد تجار دبي و كان يقطن منطقة شمل براس الخيمة . عرض على أحمد الغرير أن يقوم بعرض بناته على شيوخ الإمارت الأخرى ربما رغب أحدهم الإقتران بإحداهن .

كانت تلك اللحظة التي غيرت مسار هذه العائلة فدخلت البنات إلى قصور الحكام كسيدات قصور و ليس جواري كما سبق لهن العيش . فتزوج حاكم عجمان حميد بن راشد النعيمي واحدة و تزوج زايد بن صقر آل نهيان أخرى و كانت حصة رأس الخيمة في الثالثة التي أنجبت العصابة التي تتحكم بالإمارة الآن . و منها حدث الانعطاف المؤلم في حال هذه الإمارة حيث جاءت بإخوتها لتسيطر على الحاكم و الإمارة معا و أصبحت لهم اليد الطولى في السطو على أموال الشعب و البلد .

 

تغلغل ماجد وعبدالله و سيف الغرير كثيرا في شئون الحكم و أصبحوا يطبقون قبضتهم على الحاكم الذي تزوج من أختهم بينما لم يحظوا بهذا القدر من التأثير من خلال الأختين الأخرتين . وفي أثناء مفاوضات الحاكم مع شاه إيران بخصوص الجزر المحتلة ، كان هؤلاء الإخوة هم أعضاء الوفد الذي رافق الحاكم إلى إيران في محاولته لتأجير الجزر على إيران مقابل أعمال تختص بالبنية التحتية في الإمارة التي تفتقر للموارد المالية ، و من جهة أخرى لإثبات حق الإمارة في هذه الجزر كي لا تحتلها إيران بالقوة و تفرض عليها واقعا فارسيا ، فطالما هي مؤجرة من قبل جهة معينة فذلك يحفظ حق تلك الجهة فيها.

توجه الحاكم إلى إيران برفقة أبناء الغرير حيث يقومون بعملية الترجمة من الفارسية إلى العربية و العكس بالعكس ، ولكن يبدو أنهم لم يكونوا صادقين في نقل الحديث أو ترجمته وقد وعدوا شاه إيران آنذاك بوعود لصالحه ضد مصلحة الإمارة وفيها تخلي الإمارة عن تلك الجزر و التوقيع بعدم أحقيتها لها. و عاد الحاكم لإمارته برفقة الغريريين الثلاثة على أن يقوم مندوب عن حكومة إيران بالحضور إلى رأس الخيمة لتوقيع النسخة النهائية من الاتفاق.

 

 

حين حضر المندوب إلى الإمارة حاملا معه عقد الاتفاق الذي أبرم بين الغريريين الثلاثة و حكومة إيران أذهلت الصدمة الحاكم بما كتب و دون في الاتفاق الذي يتنافى عن ما كان يحاول إثباته ، فأنكر الاتفاقية جملة و تفصيلا و لم يوقع عليها . تسبب موقفه هذا في إثارة أبناء الغرير كثيرا خاصة أنهم سيفقدون المبلغ المالي الذي وعدتهم به حكومة الشاه مقابل تمرير الاتفاق و حاولوا جاهدين في ثني الحاكم عن موقفه و القبول بالاتفاق ، إلا أن ذلك لم يجدي نفعا .

بقي الحاكم على موقفه المتصلب تجاه القضية حتى فقد أبناء الغرير كل أمل لهم في اعتمادها من قبله و حينما شعروا باليأس أبلغوا حكومتهم ، أي حكومة إيران ، بموقف الحاكم و إن لا أمل في عدوله عنه ، فما كان من إيران إلا أن فرضت واقعا أليما على هذه الجزر فأرسلت قواتها الحربية لاحتلال هذه الجزر فسقط بعض حرس الحدو شهداء برصاص المعتدين و أخذ الآخرون رهائن لدي حكومة الشاه.

كان هذا الموقف هو بداية الأدوار القذرة التي سيمارسها الأخوة الغرير في رأس الخيمة و تسلطهم على مقدرات البلد و قدرات الحاكم ... تابعونا في حلقات قادمة

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة