مصنع جلفار للمخدرات جريمة دولية و حماية اتحادية

بتاريخ الثلاثاء، 12 يناير 2010
| أكتب تعليقا

لم يحدث قط في العالم أن تحول مصنع أدوية حكومي أو شركة إنتاج أدوية معتبرة إلى مصنع لتصنيع و ترويج المخدرات ، كما لم نسمع قط بمخاطبات بين دول تتهم أحدها الأخرى من تحول مصنعها الشهير للأدوية إلى مصنع لتصنيع المخدرات . لكن ما حدث بالنسبة لمصنع جلفار برأس الخيمة يثبت عكس هذه النظرية .

جدير بالذكر أن هذا المصنع الذي يتبع في إدارته مباشرة لسعود و يرأس مجلس إدارته أخوه فيصل و يضم في عضويته أخويه الآخرين عمر و أحمد إضافة إلى بعض أفراد العصابة و على رأسهم خاطر مسعد المدير العام للمصنع بعد أن قدم عبد الرزاق سبالوه استقالته ـ إثر ضجة عالمية حول ماهية هذا المصنع و الذي يحدث به تحت مسمى تصنيع الدواء .

فقبل عدة سنوات انتشرت فضيحة مصنع جلفار ، و سعود بالطبع معتاد على شتى أنواع الفضائح ، تلك الفضيحة التي جاءت نتيجة شكوى تقدمت بها الولايات المتحدة للحكومة الاتحادية متهمة شركتها الوطنية ( جلفار) لتصنيع الأدوية بإغراق السوق الأمريكي بمنتوجها الذي يحتوي على مخدر أودى بحياة أكثر من شخص بالولايات المتحدة.

فقد قامت عصابة سعود / مسعد بتهريب كمية من المخدرات تحت مسمى ( آدول) و هو علاج يستخدم لنزلات البرد إلى داخل الولايات المتحدة بالتعاون مع عصابات المافيا الروسية التي تتخذ من رأس الخيمة مقرا لها . لكن يقظة رجال المباحث الأمريكية مكنتهم من اكتشاف الأمر خاصة بعد توارد أخبار حالات من الوفاة حدثت جراء تناول عقار مصنع في المكسيك يدخل في تركيبته تلك المادة من المخدر التي أدرجت تحت مسمى آدول .

تصدر شركة جلفار للأدوية إلى المكسيك مادة مخدرة يتم تصنيعها في مصنع جلفار مستخرجة من نوع من النباتات الأفريقية الشديدة الخطورة و تحول إلى مسحوق طبي يستخدم بحذر شديد في بعض العلاجات نظرا لما يتضمنه من خطورة على صحة الفرد و يندرج تحت قائمة المخدرات المحظورة من التدوال . يصل المسحوق إلى المكسيك التي تقوم بتصنيعه في شكل علاج لنزلات البرد ثم تضخه في الأسواق العالمية.

و قبل عدة سنوات كادت العلاقات بين السودان و دولة الإمارت أن تتوتر بسبب إغراق الأسواق السودانية بمنتجات جلفار من المخدرات التي حرّمت السودان دخول منتجاتها إلى أسواقها و أثارت عدة أسئلة ايضا حول طبيعة العمل في مصنع سيراميك رأس الخيمة فرع السودان ووصلت المشاكل بين البلدين إلى ساحات القضاء . كما تعتبر منتجات جلفار الأكثر شيوعا في اليمن ، ربما لأنهم قد توصلوا إلى كيفية صناعة القات كي يسهل استخدامه و يصبح في متناول الجميع .

لقد تم التحقيق مع أفراد عصابة جلفار في العاصمة أبوظبي بعد ضغط شديد من الولايات المتحدة حيث تم اعتقال بعض أفراد هذه العصابة كعبد الرزاق سبالوه و فيصل بن صقر الذي أمضى أياما في السجن ثم تظاهر بالجنون كي يطلق سراحه وربما قام بذلك تنفيذا لنصيحة أحد المقربين أو المنتفعين كي لا يفضح أسرارهم أمام النائب العام ، لكننا تفاجأنا بعدها بأن المصنع عاد لسابق عهده بعد أن أوكلت إدارته لرأس الحية خاطر مسعد .

انبثقت من الشركة شركة أخرى تمتلكها عائلة الغرير و عصابة سعود و إخوته و تم تعيين عبد الرزاق سبالوه مديرا للشركة الوليدة المشبوهة تقديرا لخدماته و خبرته في مجال تصنيع و تهريب و ترويج المخدارات ، ويعمل تحت مسمى صقر القاسمي وهو أحد أطفال سعود ـ وكالعادة ضربت الحكومة الاتحادية بعرض الحائط مطالب الولايات المتحدة و غيرها من الدول التي كانت ضحية هذه الشركة في تطبيق القانون الدولي الذي يحرم و يجرم مثل تلك التجارة .

اضغط  - هنا - للاطلاع على المصدر

كما تقدمت عدة شركات لتصنيع الأدوية بشكوى ضد شركة جلفار التي نسبتها إلى موطنها دولة الإمارات بأنها تستخدم ( النوو هاو) أو سر تصنيع الدواء الخاص بتلك الشركات لتنتج أدوية مماثلة و هذه جريمة في حد ذاتها يعاقب عليها القانون الدولي إضافة إلى تجاوز الكوتا المحددة دوليا لكمية الأدوية المخصصة لكل بلد في العالم . فقد تم إغراق الدول الشرق آسيوية بكميات تجاوزت المسموح به ، ولكن ـ هل اتخذت دولة الإمارات الإجراء الواجب اتخاذه للحفاظ على سمعتها بين دول العالم؟ بالطبع كلا ـ فهي دائما أذن من طين و أخرى من عجين ، و لتفعل عصابة سعود ما تشاء وما تريد .

أما آخر أخبار جلفار فهي توقيع اتفاقية مع أفغانستان لتبادل الخبرات ! بالطبع ليس مثل أفغانستان دولة أغرقت العالم بالمخدرات ، وهل هناك فرصة استثمار للمخدرات أكثر من التعاون بينهما فدولة تزرع و الأخرى تستورد لتصنع ! ودائما تحت ستار تصنيع الدواء !

http://www.alkhaleej.ae/portal/56097cd0-95e3-440c-9650-68a4bd544c6d.aspx

و لأن الشيء بالشيء يذكر فقد تفاجئنا قبل يومين بخبر تبرئة عيسى بن زايد من تهمة التعذيب بحق الأفغاني التي انتشرت على النت و التلفزة الأمريكية و تلبيس التهمة لآخرين أي وضع المتهم مكان المظلوم و العكس بالعكس ـ وكانت دفوعات المحامي أن عيسى بن زايد آل نهيان كان تحت تأثير المخدرات حين ارتكابه الجريمة ! يبدو أن قانون الدولة لا يعاقب الشيوخ على تعاطي المخدرات كالمواطنين العاديين الذين تصل الأحكام أحيانا بحقهم إلى الإعدام ، ولكن بالنسبة للشيوخ فإن تعاطي المخدرات يبرئهم من التهم و الجرائم التي يرتكبونها بحق الآخرين ! إذا لا عجب أن ترعى الحكومة الاتحادية مصنع جلفار لتصنيع المخدرات ربما لفوائده الجمة على أفراد العائلات الحاكمة !

http://www.uaegoal.com/vb/showthread.php?t=95409

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة