إصرار أحمق و إمعان في تشويه سمعة الدولة أكثر فأكثر

بتاريخ الجمعة، 6 نوفمبر 2009
| أكتب تعليقا










في مقالين نشرتهما جريدة الخليج تايمز و أخبار آسيا حول فشل رأس الخيمة في استضافة كأس أمريكا لليخوت بعد قرار المحكمة الأمريكية بمنع الفريق الأمريكي من المشاركة على مياه رأس الخيمة ، يقول سعود أنه لا تزال هناك عدة خيارات أمام رأس الخيمة باستضافة السباق في الثاني من شهر مايو ، حيث أن قرار المحكمة استند إلى وثيقة تنظيم السباقات التي تمنع إجراء سباق اليخوت في الفترة من 1 نوفمبر و حتى 1 مايو في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ، لذا فهو يعتقد أن الثاني من شهر مايو يعتبر طوق النجاة لكسب الاستئناف المقدم من قبل فريق الألينغي .


و يتسائل كيف له أن يعوض تلك الخسارة المادية ( المقدرة بمائة و عشرين مليون دولار ـ أي أربعمائة و خمسين مليون درهم  ) و التي تم صرفها على بناء البنية التحتية لميناء السباق و تعميق الممر المائي الموصل للجزيرة الاصطناعية في مياه رأس الخيمة !


كما أضاف بأنه لم يقترح رأس الخيمة مكانا للسباق بل كان ذلك خيار الفريق السويسري الحائز على كأس البطولة في دورتها الأخيرة !


الجدير بالذكر أن القضية التي رفعها فريق الأوراكل الأمريكي في محكمة نيويورك بقيت تتداول لمدة عامين منذ العام 2007  حتى أصدرت القاضية حكمها مؤخرا بعدم صلاحية رأس الخيمة كمكان لاستضافة السباق .


ما يثيرالسخرية في تصريح سعود هو حسرته على مئات الملايين التي تم صرفها على بناء ميناء الجزيرة الحمرا و هي بالطبع من أموال البلد و حقوق المواطن و لكن الميناء هو ملكه الخاص ، و لكنه كان يتوقع المردود المادي المضاعف أضعافا مضاعفة من وراء هذا السباق كحقوق البث التلفزيوني و تغطية السباق و الإعلانات و تأجير مشروعه الخاص ( جزيرة الحمرا ) و استخدام باراته و مراقصه و صالات قماره و فنادقه و تأجير مواقف السيارات و بيع تذاكر الدخول و فوق ذلك كله ، الترويج لمشاريعه الوهمية ـ وكل ذلك لن يدخل بالطبع في خزينة الحكومة أو لمصلحة البلد و المواطن ، و لكنه سيدخل في خزائنه في بنوك العالم .


الشيء المضحك الآخر ، حين يقول أنه لم يقترح رأس الخيمة مكانا للسباق ! إذا كيف عرف العالم إمارتنا الفقيرة المتهالكة التي تفتقر لأبسط مكونات الحياة و العيش الكريم لمواطنيها و قاطينها ؟ ومن هو صاحب الاختيار هذا؟ سعود لم يذكر للصحافة بأن رئيس فريق الألينغي الذي اختار راس الخيمة مكانا للسباق ، هو صديق مستشاره خاطر مسعد و أنه يملك حصة كبيرة في مصنع السيراميك و يمتلك مشروعا على أرض إمارتنا الحبيبة التي أصبحت مشاعا للغريب و محرمة على القريب ـ و ما كان يهدف إليه رئيس الألينغي هو الترويج لمشاريعه هو ومسعد و سعود على حساب الآخرين .


المحاكمة استمرت عامين في أروقة محكمة نيويورك قدم خلالها فريق الأوراكل ما استطاع من تقارير تشير إلى أن الإمارة عبارة عن ملجأ للخلايا الإرهابية كالقاعدة و غيرها و أنها تخضع للنظام الإيراني الذي يتحكم بموانئها و مطارها و يستحوذ على معظم أراضيها ، إضافة إلى قربها من المياه الإقليمية الإيرانية التي تجعل من الخطورة أن يصبح أعضاء الفريق الأمريكي في قبضة النظام الإيراني . و نحن لا نستبعد أن تكون هناك مؤامرة بين سعود وعصابته من جهة و النظام الإيراني من الجهة الأخرى ، لاستدراج الفريق للمياه الإيرانية كي يصبحوا رهائن لدى إيران فتساوم بهم أمريكا حول الحملة الدولية التي تقودها في الضغط عليها للتخلي عن برنامجها للتسلح النووي الذي سنكون نحن في دولة الإمارات أول ضحاياه .


لقد اختارت القاضية حفظ ماء الوجه لهذه الإمارة و لدولة الإمارات عامة بصفتها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة و اعتمدت على الفقرة الناصة بعدم صلاحية المكان في تلك الأشهر من السنة ، إلا أن ملف القضية مثقل بالهواجس الأمنية أكثر من تلك الحجة القانونية ، و لكن سعود يصر على إهانة الإمارة و الدولة معا و تشويه سمعتها العالمية ووصمها بالعار بانتهاكها القوانين الدولية خاصة في عمليات التهريب القذرة و رعايتها للخلايا الإرهابية على أرضها و افتقارها للأمن و الأمان .


كان من المفترض على سعود أن يعتذر عن استضافة السباق الذي لم يجلب سوى الخزي و العار للدولة بعد أن تداولت الصحافة الغربية هذه القضية بشكل واسع و ألقت الضوء على هذا الجزء منها بشكل سلبي ربما تدفع الدولة ثمنه مستقبلا في علاقاتها مع العالم ـ لكن سعود على العكس من ذلك يصر على استضافة السباق آملا في الربح المادي الذي يدخل في حساباته الخاصة ضاربا عرض الحائط ما سوف تتطور إليه الأمور ، و كيف ستكون ردود أفعال الفريق الأمريكي في تقديم المزيد من الفضائح حول ما يدور في هذه الإمارة ودفع قاضية محكمة نيويورك للتصريح بالأسباب الأهم التي تحفظت عليها و اكتفت بالبند الخاص بمكان السباق في هذا الوقت من السنة .


إن إصرار الفريق الأمريكي على مواصلة قضيته في المحكمة لمدة عامين و إثارتها في الصحافة و الرأي العام حتى وصلت إلى أروقة الكونجرس ووزارة الخارجية الأمريكية و تحميلها مسئولية أمن أعضاء الفريق ، لن يثنيه شيء عن الاستمرار في نقض الاستئناف بالدفوعات الأكبر و الأهم و التي سوف تدفع الدولة  ثمنها غاليا من سمعتها و كرامتها و مكانتها بين دول العالم .












These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة