الحلقة الثالثة: أسطورة ظهور المهدي في الفكر الخميني

بتاريخ الأحد، 23 مايو 2010
| أكتب تعليقا

على مر العصور و الأزمنة لم يخلو عصر من أدلجة المفاهيم و الطموحات السياسية و استلاب أخيلة البشر بوعود براقة و تصوير الخروج عنها كنوع من العصيان يعاقب عليه الرب بأخذ القرى أخذ عزيز مقتدر .

و تاريخنا الإسلامي يزخر بمثل تلك الأمثلة الدالة على زمن الحروب و التصفيات و ابتداع الفتنة بين صفوف المسلمين و خلق الروايات التي ليس لها آخر مستغلين الدين ستارا ينضوي تحت لوائه البسطاء من القوم إضافة إلى التأثير في الرأي العام و تعبئته لخدمة هدف سياسي و مصالح شخصية يدفع الناس أرواحهم ثمنا لها بينما تنحصر لمصلحة طبقة فئوية من الساعين للهيمنة و بسط السلطة بأي شكل من الأشكال. لقد دل تنوع العصور الإسلامية و انتقالها من عصر إلى آخر إلى خضوع المعاصرين في تلك الحقب من التاريخ إلى عمليات غسيل أدمغة خلقت منهم مسيرين باللاوعي في طاعة خليفة مسلمين أو أمير مؤمنين أو ملك المشرقين و المغربين و ما إلى ذلك من ألقاب التفخيم و التبجيل .

و قد سعى المنتحلين لصفة الدين و خدمة السلطان و الهدف إلى ربط عناصر التحقق من مرضاة الإله بالوقوف إلى جانب فكر ما يتمثل في شخص ما بصفته ولي الأمر الذي لا تشق له عصا الطاعة . و في عصرنا الحديث تنوعت فرق الدين و المذاهب كما لم تكن يوما ، و دخلت في ملف الصراعات العالمية و أشعلت نيران الفتن في الشعوب الإسلامية حتى أصبح الأخ قاتلا لأخيه بدم بارد .

تبرز إيران كوجه رئيسي في استثمارها لغفلة الشعوب الإسلامية لتحقيق أهدافها السياسية و أطماعها القطرية بأدلجة تلك الطموحات و ربطها بالرواية الأشد تأثيرا في قلب كل مسلم على أرض الله. ومما لا شك فيه فإن تفاقم الإحباطات و سياسات الاضطهاد التي يعاني منها الشعبين العربي و المسلم تجعلهم متشبثين بأمل الإنقاذ الذي يرون فيه روح التخلص من تراكمات الإذلال و الفقر و عروش الحكام الظالمين الصامدة منذ عقود من الزمن لم يزدهم منها إلا بلاء و ظلما.

إيران أجادت اللعب على وتر الرواية القديمة المتجددة بظهور المهدي الذي سوف يملأ الدنيا عدلا بعد ملئت ظلما ، و بعيدا عن تحفظنا على معنى الرواية و تفسير الحديث الشريف الخاص بها ، إلا أننا سوف نركز على المدى الذي وصلت إليه الجوقة الخمينية في عملية غسيل أدمغة العرب و المسلمين.

يقول محمد باقر خرازي :

إيران الكبرى من أفغانستان حتى فلسطين !

فقد دعا أمين عام حزب الله الإيراني محمد باقر خرازي إلى إقامة ما أسماه بـ«إيران الكبرى» التي ستحكم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، و حذرت مصادر سنية إيرانية من خطورة تلك الدعوة ووجوب أخذها على محمل الجد. وأشارت تلك المصادر في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن حزب الله الإيراني متورط في اغتيال عدد كبير من أئمة أهل السنة في إيران.

وقال خرازي إن «إعلان إيران الكبرى سيمهد لظهور الإمام المهدي»، موضحاً ان " إقامة ولايات متحدة إسلامية يشكل هدفاً جوهرياً لحزب الله الإيراني". وأعرب عن أمله في ان يحقق ما دعا إليه إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، مشيرا إلى أنه يفكر في «إيران كبرى» تمتد من أفغانستان إلى فلسطين.

تصريحات خرازي التي قال فيها أن «الولايات المتحدة الإسلامية ستكون مدخلاً لتشكيل القرية العالمية للمضطهدين تمهيداً للحكم العالمي للإمام المهدي» نشرتها صحيفة «حزب الله» المقربة من التيار المحافظ في إيران

http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=30500

لقد أخطأ و يخطئ من ظن أن إيران حملا وديعا يمكن الوثوق به و ائتمان جانبه و لجأ لسياسة الحوار و التفاهم معها ، فهذا الكيان الاستعماري التوسعي لن يهدأ له بال حتى يتمكن من استعادة أمجاد امبراطورية فارس البائدة . فإيران باختلاف عصورها و ملوكها لم تألُ جهدا في ترسيخ عقيد بناء عرش كسرى من جديد بعد أن تهدّم و تلاشى على يد المسلمين بقرار إلهي سماوي ، فهاهي الآن تعيده بأسطورة من الدين الإسلامي مفصلة بالطريقة التي تشاؤها لخدمة هذا الهدف اللعين . إيران هذا اليوم تعيد الضربة للعرب و المسلمين مستغلة يدهم ذاتها التي هزمت عرش امبراطوريتهم ، و للأسف هناك من يصدق قولها و يسير خلفها أعمى البصر و البصيرة و نظرته بأنها المنقذ الذي سوف يفتح أبواب الجنان العادلة على هذه الأرض التي سيورثها للـ ( المهدي المنتظر ) كما يرونه هم لا كما يعرفه المسلمون كافة .

لذا وجدنا في ردها المتعجرف على التصريح الإماراتي بحق الجزر نبرة تهديد ووعيد ، فهي لن تسمح اليوم و بعد أن أصبحت بهذه القوة من التأثير الأيدلوجي في الشعوب المسلمة المنتهكة حقوقها من قبل حكامها ، من يأتي ليتفوه بحق مغتصب له هنا أو هناك ، على اعتبار أن المنطقة بأكملها تقع ضمن محيط سيطرتها و خارطتها التي ستمهد بها ظهور المهدي كما تزعم .

إن التغلغل الإيراني في دول المنطقة عامة و دولة الإمارات بشكل خاص يخلق لديها من الثقة ما تستطيع أن تلجم به ألسنة المطالبين أو حتى المتفوهين بقول الحقيقة ، و كيف لا و نحن نرى ما يحدث على أرض الواقع من انتهاك لأمن هذه الدولة حتى أصبحت رأس الخيمة على سبيل المثال، بوابة التهريب الرئيسية لإيران التي استطاعت من خلال عمليات التهريب تلك من بناء مفاعلها النووي الذي كما صرح أحمدي نجاد يوما بانه سيكون لخدمة ( المهدي المنتظر) . بل أصبحت الإمارة بمجملها في خدمة الهدف الإيراني البغيض و تم تسليم إدارتها لثلة من الحرس الثوري الإيراني الذي لم يضيع الفرصة في تجنيد خلاياه الإرهابية و إغراق الدولة بالسلاح و المخدرات عن طريق بواباتها البحرية و الجوية في رأس الخيمة .

إيران لن تكون سوى إيران ، و هي الآن على وشك امتلاك سلاحها النووي إن لم تكن قد امتلكته فعلا و الذي سوف يكون موجها في بداية أمره إلى دول المنطقة و على رأسها دولة الإمارات حتى يتسنى لها الاستيلاء السهل و الفعلي على البلد الذي جهزته و هيئته للحظة الانقضاض القاتلة في سلسلة الاستيلاءات التي تليه كي ترسم حدودها كما تقول من افغانستان وحتى فلسطين . إن العرب كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق موشي دايان يوما ، العرب لا يقرأون ، و إذا قرأوا لا يفهمون , و إذا فهموا لا يطبقون ، و إذا طبقوا لا يتقنون .. و للأسف هذا هو حالنا اليوم أكثر من أي يوم مضى .

تابعونا .. للموضوع بقية

 

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة