(خاطر مسعد) ورأس الخيمة.. والسيناريو الأسود

بتاريخ السبت، 30 يونيو 2012
| أكتب تعليقا

و أخيرا بدأ الخلاف بين علي بابا و اللصوص الأربعين تظهر نتائجه – و ها هو مسعد خاطر أحد أفراد عصابة سعود يتصدر أخبار الجريمة و يصبح كبش الفداء الذي (كوّش) على الغنيمة وهرب – هكذا كما يتداول في الأخبار و لكننا نميل إلى التحليل المرفق في هذا الخبر بأنه هرّب الغنيمة و لكن لم يهرب بها و ربما هذا هو الهروب الكبير الذي يسبق السقوط الأخير أيضا و قد نوهنا في مقالات سابقة بأن هذه الهيئة الفاسدة التي تروج لها وكالة أنباء الإمارات (وام) في أخبارها بخصوص مشاريعها الوهمية الضخمة هي لإضفاء المصداقية و الصبغة الرسمية عليها و على إثر ذلك الدعم اللامحدود تمادت هذه الهيئة المافيوية في استدراج المساهمين و البنوك في تمويل تلك المشاريع . و حين أعلن أن حكومة رأس الخيمة هي الضامن لها في قروضها كتبنا حول ذلك منوهين أن الإمارة تم بيعها لآجال طويلة و أصبحت رهينة مقتسمة بين إيران و البنوك المقرضة و المستثمرين الذين استدرجهم مسعد و سعود و تمت حماية هذه السرقات رسميا.

ما حدث اليوم ليس سوى بداية لما سوف نقرأه قريبا عن جرائم و اختلاسات و سرقات و بيع أوطان يشيب لها رأس الوليد . لا نلوم هنا مسعد و لا سعود و لكن اللوم الحقيقي هو لمن مهد لهم أرضية ممارسة جرائمهم في اغتصاب الوطن و بيعه و إفلاسه و نتساءل : ترى هل هذه هي الدولة التي كانت لنا حلما فأصبح كابوسا ؟ فمن المستفيد و ما هو حجم الاستفادة ؟

(خاطر مسعد) ورأس الخيمة.. والسيناريو الأسود

تاريخ النشر:

2012/06/30 – 01:40 AM

المصدر: http://www.watan.com/news/blogs/2012-06-30/11471

عبيد صالح تداول الناس اليوم في الإمارات على أجهزة المحمول خبر أكبر سرقة تشهدها إمارة رأس الخيمة ثم انتشر الخبر بعد ذلك على الشبكة العنكبوتية و مواقع التواصل الاجتماعي ، ويقول الخبر( رئيس هيئة الاستثمار برأس الخيمة (مسعد خاطر قد اختلس 5 مليارات دولار، قبل أن يستقل طائرة خاصة ويفر من الإمارات العربية المتحدة)

كل من لا يعرف رأس الخيمة أو من يحكمها أو كيف تدار الأمور فيها أو مهمة مسعد خاطر ودوره في الحكومة قد يصدق هذه الكذبة المحاكة جيدا من قبل أطراف اللعبة . فهذه الإمارة المنسية من الخارطة الجغرافية حاضرة بقوة في الفساد و الجريمة و السرقة و الاعتداءات على الملكيات الخاصة و العامة .و كان مسعد خاطر عراب الفساد الأول الذي يعمل كمستشار بحكومة رأس الخيمة و في نفس الوقت الشريك الأساسي لأبناء الحاكم في جميع المشاريع و الشركات الوهمية التي كان يسوق لها في دولة الإمارات و خارجها و يتم اعتمادها في سوق البورصة بموافقة وزاررتي التجارة و الاقتصاد ثم يبدأ بعد ذلك عرض المشروع الوهمي على المستثمرين كي تقوم البنوك بتمويله بموافقة البنك المركزي. وقد بلغ عدد المشاريع الوهمية الضخمة العشرات و لكن لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع بعكس دبي التي كنا نراها تسبق الزمن في مشاريعها العملاقة و تعثرت بعد الأزمة المالية العالمية حيث توقف تمويل تلك المشاريع لاستكمالها .

إذا فأطراف اللعبة هم من الشخصيات المتنفذة في الدولة و التي سمحت بإضفاء الصبغة الرسمية على جميع عمليات الفساد و النصب و الاحتيال التي كانت تمارس في هذه الإمارة من قبل حكومتها التي نصبتها أبوظبي في العام ٢٠٠٣ إثر انقلاب عسكري قامت به لعزل ولي العهد الشرعي (خالد) و تنصيب أخيه(سعود) الذي اعترفت به أبوظبي حاكما للإمارة بعد وفاة والده في العام ٢٠١٠ وهو الشريك الرئيسي لمسعد خاطر لجميع مشاريعه حتى تلك التي وردت في وثائق ويكيليكس بخصوص فيكتور بووت تاجر السلاح الشهير المقبوض عليه في نيويورك و يحاكم بهذه التهمة التي كان يدير عملياتها من مطار رأس الخيمة.

السيناريو الأسود في تفكيك هذا الخبر هو أن هيئة الاستثمار برأس الخيمة هي شركة مملوكة ظاهريا لأبناء الحاكم ( سعود وفيصل و عمر و أحمد ) ويرأسها مسعد خاطر الذي يمتلك بها حصة أيضا إضافة إلى شركاء الظل الذي يسوغون لها ممارساتها الغير قانونية، والضامن المالي لهذه الهيئة هي حكومة رأس الخيمة. لقد اقترضت الهيئة مبالغ طائلة من البنوك على حساب تلك المشاريع الوهمية و تم تحويل تلك المبالغ للاستثمار الشخصي خارج الدولة ، وبما أن تلك المشاريع لم تنفذ على أرض الواقع لذا فلا يوجد مردود مادي لها و قد استحقت تلك القروض السداد فكان المخرج المتاح هو إفلاس هذه الهيئة عن طريق إعلان أن رئيسها خاطر مسعد هو من قام باختلاس مبلغ الخمسة مليارات دولار و الهروب خارج الدولة . فبذلك تصبح الهيئة في حل من التزاماتها أمام البنوك أو أن تقوم الدولة بتسديد تلك القروض محافظة على سمعتها العالمية كما فعلت سابقا بالنسبة لدبي حين تعثرت في تسديد قروضها.

أما كيف تمت عملية الاختلاس فتلك ليست أحجية يصعب حلها ، فخاطر مسعد الشريك الرئيسي و الفاعل تحمّل العبء الأكبر في تقنين عملية الاختلاس و قبل التهمة و التي هي في الحقيقة اقتسام المبالغ المقترضة من البنوك و مساهمات المستثمرين بينه و بين الأخوة الأربعة و شركاء الظل فلا بأس من التشهير به قليلا ثم تتم التسوية بأحد الحلين الذين ذكرا سابقا

أيا كان شكل الاختلاس لكن تبقى حقيقة واحدة غير قابلة للجدال و هي أنه من غير المعقول أن يكون خاطر مسعد قد قام بهذه السرقة وحده و بهذا الحجم دون أن يكون بمساعدة معظم شركاء الجريمة!و ما علينا سوى الانتظار لبعض الوقت لنرى و نسمع الحقيقة .
الجدير بالذكر أن هذه الإمارة تتعرض لمضايقات عدة من قبل الحكومتين الاتحادية و المحلية خاصة دعاة الإصلاح الذين ينتقدون الفساد فيها و في الدولة فيختطفون من المنازل و المساجد بواسطة الأجهزة الأمنية و يؤخذون إلى جهات غير معلومة و بعضهم مرت عليهم سنوات عدة ولا يعرف مصيرهم حتى اليوم و أشهر المعتقلين هو الشيخ سلطان بن كايد القاسمي الذي يحتجز في غرفة ضيقة بمنزل سعود بن صقر منذ أكثر من شهرين لم ير النور منذ زجه بها حتى اليوم.

عبيد صالح

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة