القبض على خلية إرهابية تابعة للحرس الثوري الإيراني برأس الخيمة

بتاريخ الجمعة، 23 أبريل 2010
| أكتب تعليقا

ألقت السلطات الاتحادية في الأسبوع الماضي على خلية إرهابية تابعة للحرس الجمهوري الإيراني برأس الخيمة التي تعتبرها إيران إمارة تابعة لها ، وتمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة و المتفجرات . اكتشفت السلطات الاتحادية أن تلك الخلية تمثل المركز الرئيسي لعدة خلايا أخرى تنتشر في جميع الإمارات الأخرى و تخطط لنسف أهداف استراتيجية فيها .

و يتبادر هنا السؤال التالي : لماذا دائما رأس الخيمة؟ كم عدد الخلايا التي تم إحباط محاولاتها الإرهابية التي كانت تنوي تنفيذها على أرض الدولة ؟ وما هي ماهية تلك الخلايا و إلى أي تنظيم تتبع ؟ في العام 2009 تم إلقاء القبض على خلية إرهابية في رأس الخيمة أيضا و كانت تابعة للقاعدة حيث خططت لتفجير برج خليفة في يوم الافتتاح ، و المريب في الأمر أن أعضاء الخلية اعترفوا في التحقيقات أنهم حصلوا على الأسلحة و المتفجرات و الأحزمة الناسفة من إيران و كانت قد وصلت بواسطة طائرة خاصة حطت في مطار رأس الخيمة!

هذه الأحداث تكاد تتطابق مع ما يحدث في العراق اليوم حيث تقوم إيران بتغذية الأطراف و الطوائف المتناحرة لإثارة الفتنة و ترسيخ مبدأ الثأر و الثأر المضاد حتى يفقد البلد أمنه و استقراره ، فتقوم بتزويد كل من الفصائل الشيعية و السنية على حد السواء بالمواد المتفجرة التي تزرع في الأسواق الشعبية و بين طوابير الشرطة المدنية و المستشفيات و مراكز العبادة و المقامات الدينية ، حيث أن هذه الأماكن تحتوي العدد الأكبر من البشر لذا فإن الإصابات فيها ستكون كبيرة و مؤلمة للغاية ، ثم يبدأ مسلسل الثأر من جديد .

هذا الوضع الأمني المتدهور الذي يعاني منه العراق الآن هو ما ينوي الحرس الثوري تطبيقه في دولة الإمارات حتى يحكم سيطرته على المنطقة ، و ليس ببعيد ما تقوم به إيران في البحرين من إثارة للفتنة و خلق للقلاقل الأمنية و لذات الغاية أيضا ، فهي ترى أن تطبيق النموذج العراقي هو الأسلوب الأمثل لإحكام السيطرة الفعلية على أي بلد كان . و قد أثارت الضغوط الدولية في تبني قرارات صارمة لمقاطعة إيران هيجان حرسها الثوري الذي أراد استباق الحدث بزعزعة أمن الدول المجاورة في رسالة تهديد واضحة لهذه الدول.

بالنسبة لرأس الخيمة التي تعتبر الحاضنة الأولى للحرس الجمهوري حيث يوجد عميلهم الرسمي سعود الذي فتح مجالات الإمارة البحرية و الجوية لمساعدة إيران في تطبيق سياساتها الإجرامية بحق دول المنطقة ، فكان العميل الخائن لوطنه و المخلص لعدو الوطن . يقول مدير الجمارك برأس الخيمة : لدينا أوامر صارمة من سعود شخصيا بعدم تفتيش البضائع الواردة للميناء من إيران و كذلك عدم التدقيق على البضائع المصدرة إليها! هذا الاستثناء لا يقوى سعود على اتخاذه بشكل فردي بل هو أمر من أصحاب القيادة الإيرانية التي وضع الإمارة بجلها تحت تصرفها و لخدمة أهدافها حتى أنها أصبحت تدار بواسطة فريق من الحرس الثوري الإيراني .

أما لو نظرنا إلى حجم الشركات المسجلة في المنطقة الحرة فيذهلنا ذلك العدد الضخم من الشركات التابعة للحرس الجمهوري بالشراكة مع سعود الذي يوفر لها الغطاء الرسمي لممارسة مهامها الإرهابية على أرض الدولة . و حين ننظر للدوافع التي تجعله يفعل كل ذلك فتنحصر في إثنين فقط : المال الذي يجنيه مقابل خيانة الوطن و الامانة، و الأصل الذي تمتد إليه جذوره الإيرانية التي تنحدر منها والدته.

لم تكن إيران تحلم في يوم ما بأن تحصل على عميل بدرجة امتياز كما هو الحال الآن ، فنحن نعلم بالوجود الإيراني على أرض الدولة منذ القدم خاصة في إمارة دبي ، إلا أن دولتنا لم تشهد أحداث درامية كالتي تحدث اليوم و بتكرار مستمر و جميعها تعود إلى وجود تلك الخلايا في رأس الخيمة ، ناهيك عن عمليات التهريب المستمرة بشكل دائم من و إلى إيران . لقد أصبحت رأس الخيمة موئلا آمنا للسلاح الإيراني و حاضنة للحرس الثوري و تربة خصبة لتنمية و تفريخ الخلايا الإرهابية بكل أشكالها.

لقد أولينا أمرنا و أمر دولتنا لولاة أمرنا ، و جعلنا أمننا و أمن أبنائنا أمانة في أعناقهم و ها نحن اليوم نعيش أحداث تهدد أمننا وسلامتنا و سلامة أوطاننا ، فهل تراهم استحقوا ذلك الولاء و هل تراهم أخلصوا في صيانة الأمانة ؟ ماذا لو نجحت إيران في تطبيق سياستها الإرهابية على أرض الوطن هل سيكون هؤلاء في مأمن من خطرها و شرها ، و هل تستطيع حراساتهم ودفاعاتهم حماية أمن أبنائهم و عائلاتهم ، لا بل عروشهم؟ ثم ماذا لو قامت تلك الخلايا باستهداف مراكز سياسية و ديبلوماسية و عسكرية على أرض الدولة ؟ هل سيسعفهم اللوم و العتب و الندم حينها؟

إن دولة الإمارات في خطها الذي تنتهجه اليوم متبعة سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال سوف يضعها ضمن التصنيف العالمي بوصفها من الدول الداعمة للإرهاب ، فالعالم لا يعنيه إمارة بعينها و لن يقيس ما يحدث في دولة عضو في هيئة الأمم و تحظى باعتراف دولي أن يسقط اتهاماته على فرد معين بل أن من سوف تشمله الإدانة هي الدولة و ليس الفرد . حين يفعلها سعود منفردا فإننا نفسر ذلك بالخيانة الفردية مقابل حفنة من الدراهم و لكن حين تصمت الدولة على مثل تلك الأوضاع و تقبل بما يقوم به بل و تقوم بمساندته و دعمه فالأمر يتعدى المصلحة الفردية أو مسمى الخيانة الفردية و تصبح الدولة بأجهزتها الرسمية ضالعة في رسم تلك الأحداث و صدق عليها القول ( يخربون بيوتهم بأيدهم ) .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة