تجارة الجبال ... بقلم مرعي الحليان

بتاريخ الثلاثاء، 2 مارس 2010
| أكتب تعليقا

 

كسارات راك

مئات الكسارات تعمل في المناطق الجبلية، هذه الكسارات تحقق أموالاً طائلة من جراء بيع صخور الجبال التي هي في الأساس ثروة وطنية، وبغض النظر عن ماهية وتفاصيل الاتفاقيات المحلية التي تتم بين تلك الشركات والجهات الرسمية، حول أساليب الاستفادة وما يتحصل عليه من مال نظير إعطاء الترخيص، إلا أن السؤال يفرض نفسه، حول مدى تأثيرات إزالة الجبال في التضاريس والطبيعة، والتأثيرات الجيولوجية التي قد تنتج عنها، وهل الإزالة وإعطاء ترخيص التكسير مدروسة دراسة علمية تراعي مستقبل البيئة الجبلية؟

أم أن الأمر مازال فيه شيء من العشوائية، وبالتالي لا يمكن التكهن بالتأثيرات المستقبلية؟ سؤال أعتقد أنه يقلق الكثيرين ممن ليس لديهم علم بالأسلوب الذي يحدد على أساسه إزالة جبال من أماكنها. أما الأمر الآخر والذي لم يتوقف إلى اليوم، فهو الذي له علاقة بشكاوى القاطنين في المناطق القريبة من عمل الكسارات.

فبالرغم من جهود مكافحة التلوث التي تفرضها وزارة البيئة والهيئات المحلية، وبالرغم من النجاح الجيد الذي تحقق في ذلك الإطار، ما منع التلاعب الذي كانت تقوم عليه عمليات التكسير، والتي كانت تسبب تلوث البيئة والإضرار بها، بالرغم من كل ذلك النجاح، ومن قرارات حاسمة أوقفت عمل بعض الكسارات لعدم التزامها بالشروط الصحية، إلا أنه مازال هناك أهالٍ يشكون ومازالت هناك أضرار.

الغريب أن هناك كثيراً من التجمعات السكانية، تقع بالقرب من عمل مقالع الأحجار، الأمر الذي يقود أيضاً إلى سؤال، حول سبب تحديد ذلك المكان ليكون بالقرب من المناطق السكنية، أو لماذا تكون المناطق السكنية بالقرب من عمل الكسارات؟

نسمع بين ويوم وآخر عن أهالي منطقة سكنية في الجبال يشتكون من الأذى الذي يتعرضون له، وكأنه «موّال» لا يتوقف أو أن أحداً لا يريد إيقافه؟ ضعوا حلًا للطرفين؟ فإما نقل تلك المناطق السكنية؟

وإما إيقاف التكسير بجانبها. في البلدان التي تضع اعتبارات علمية لعملية الإزالة والتكسير والتصرف في الطبيعة؟ يدرس الأمر بحيث يصل إلى الحاجة والضرورة، فتزال الجبال أو أشجار الغابات، على اعتبار انه يمكن الاستفادة من المساحات الفارغة التي ستخلفها أعمال الإزالة.

فيصبح الأمر كمن رمى عصفورين بحجر، إزالة واستفادة من المكان. لكن أن تتم الإزالة بصورة عشوائية، فقط من أجل الربح والتجارة بالصخور، فهذا لا يسمى إلا سطواً على الطبيعة وثروتها. كانت لدينا مناطق طبيعية جميلة.. اليوم تحولت إلى خلاف ذلك! ألا يحتاج الأمر إلى تقنين؟ ألا نحتاج إلى سد ثغرة العشوائية؟ بعض الناس يقولون أيضاً: إلى متى؟

نقلاً عن صحيفة البيان .

تجارة الجبال أو تجارة الموت بمعنى أدق , هناك رابح و خاسر . رابح ينتزع الحياة من الجبال و الطبيعة و البشر ليدهل ما يدخل في حسابه من مال , و الخاسرون كثر ـ أولهم الوطن ثم الطبيعة ثم البشر . جريمة تمارس على أرض هذه الدولة بمعاول الجهات الرسمية و لمصالحها الذاتية ، بينما يتهاوى صدى استغاثة أبنائها بتهاوي تلك الجبال الشامخة التي انتزعت المقالع روحها و حولتها إلى فتات تخلق منه جزر اصطناعية ، جاء دورها الآن لتغرق في ديونها و في مياه الخليج العربي الأبية و يتوقف العمل ببعضها و لم ولن يكتمل . ربما الطبيعة تقتص اليوم لأبنائها ، فثورة الأمواج جائت لتنتقم لأنين الصخور ، و صراخ البشر الذين فتكت بهم الأمراض. لقد جاء يوم ارتداد الظلم على صاحبه ـ فأولئك الذين مارسوا جريمتهم بحق الجبال و البشر مقابل الشهرة و المال ، فهاهي الأموال تتبخر و هاهي الشهرة تتآكل و هاهو الظلم يرتد على صاحبه . فسبحان القادر من يمهل و لا يهمل .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة