رأس الخيمة داخليا و إقليميا

بتاريخ الاثنين، 28 مارس 2011
| أكتب تعليقا

.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
.. وبه نستعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
تحية طيبة وبعد ,,

مقـــــــــــدمة :
من منا لا يعرف إمارة رأس الخيمة , فهي إمارة من الإمارات السبع التابعة للإتحاد الأماراتي المشكل عام 1971 و المعروف لدينا جميع بإسم دولة " الإمارات العربية المتحدة " ,,
إمارة رأس الخيمة هي إمارة صغيرة بالحجم و لكنها أكثر الإمارات تعقيدا إقليميا و داخليا , فإمارة " رأس الخيمة " يتبعها الجزر الإماراتية المحتلة إيرانيا " طنب الكبرى و الصغرى " .
و يعتبر الموقع الجغرافي لإمارة رأس الخيمة بوابة عبور هامة حيث يعبر من سواحلها معظم ما يصدر من نفط العالم تقريبا , كونها تقع على مضيق " هرمز " و هو شريان الخليج العربي .
و بما إن التعقيد الإقليمي من وجود إحتلال أجنبي لوجود ضغط إقتصادي و سياسي لمجارات التطورات المتسارعة في المنطقة و تغير مواقع اللاعبين , يضع هذه الإمارة الصغيرة تحت حمل قوي جعلها الاكثر تعقيدا بين الإمارات المتحدة رغم صغر حجمها .
ماذا سيتناول هذا الموضوع ؟
1- رؤية للوضع الإقليمي لرأس الخيمة .
2- نظام الحكم في الإمارة و اقطاب الحكم و علاقاتهم .
3- الخلاف حول السلطة و أسبابه .
4- قرار المجلس الإتحادي بتثبيت الحكم رغم وجود قرار مرسوم يتعارض مع ذلك .
5- رؤية مستقبلية للوضع القادم و علاقة رأس الخيمة إقليميا به ككل .


أولا :

فيما يخص الوضع الإقليمي و الدولي لرأس الخيمة :
هذه خريطة توضح موقع الإمارة الإستراتيجي :

clip_image002[4]
لاحظ الموقع الإستراتيجي للإمارة على إعتبار إنها بوابة للخليج العربي و معبر رئيسي لنسبة لا يستهان بها من إجمالي صادرات النفط في العالم .
إقليميا :
1- تعتبر الإمارة من المطامع الرئيسية للنظام الإيراني و يظهر ذلك جليا في إحتلال النظام الإيراني للجزر الإماراتية التابعة لإمارة رأس الخيمة بحكم موقعها الإستراتيجي .
2- تعتبر الإمارة ميناءا جديدا و يتوقع له أن يكون منافسا هاما و محركا رئيسا بعد إنشاء المنطقة الحرة الجديدة .


ثانيا :


فيما يخص نظام الحكم في الإمارة و اقطاب الحكم و علاقاتهم :
تحكم البلاد قبيلة القواسم في إمارة تاريخية تعود لإمارة القواسم التي حاربت الإستعمار البرتغالي منذ قرون , حاكم البلاد السابق - رحمه الله - عز و جل - هو الشيخ " صقر بن محمد القاسمي " كان ولي عهده هو الشيخ " خالد بن صقر بن محمد القاسمي " إبنه الأكبر و هو من زوجته " نورة بنت سلطان القاسمي " .
تولى " خالد " منصب ولاية العهد من الفترة من عام 1958 الى 14 - 6 - 2003 حتى تم عزله من منصبه بمرسوم أميري .
و تعيين أخيه الأصغر " سعود بن صقر بن محمد القاسمي " و هو إبنه من زوجته " مهرة بنت أحمد الغرير " ,,


ثالثا :


فيما يخص الخلاف حول السلطة و أسبابه :
كيف تم إزالة الأخ الأكبر من ولاية العهد ؟

clip_image004[4]


1- تنتمي والدة الأخ الأصغر " سعود " لأسرة الغرير المزعوم إنها من أصول فارسية حسب أكثر من رواية رغم إنهم ينفون ذلك , و تلك الأسرة هي أحد ألأعمدة الإقتصادية في الإمارات العربية المتحدة , و ترتبط بعلاقة نسب مع " آل مكتوم " و مع " آل نهيان " و كذلك مع حكام " الفجيرة " و الآن أصبحت تتحكم بإمارة " رأس الخيمة " , ترتبط تلك الأسرة بتعاملات تجارية ضخمة مع إيران , و على سبيل المثال لا الحصر مصانع سيراميك الخيمة التي يملكونها الآن بعد إن تم نقلها من رأس الخيمة إلى إيران و هذا إلى مصاف إستثمارات كبرى في إيران تحمل ختم تلك الأسرة التي يرجح عطائها للإيرانيين صحة الرواية المزعومة بخصوص أصولهم الفارسية .


2- في آخر أيام الأمير الراحل " صقر بن محمد " كانت الأنباء واضحة بشأن عدم قدرته على قيادة البلاد كون صحته لم تكن على ما يرام و هو متزامن مع صدور قرار عزل الإبن الأكبر في عام 2003 من ولاية العهد .


3- وقتها كان الأمير " خالد بن صقر " الإبن الأكبر قد شارك في مظاهرات ضد " الكيان الصهيوني " و " الولايات المتحدة الأمريكية " بصفته " وليا للعهد " و احرق العلمين " الصهيوني و الأمريكي " صدر بعدها قرارا بعزله و تعيين أخيه الأصغر بدلا منه .

4- ما يتم تداوله بكثر بشان هذا الأمر هو إن الأخ الأصغر إستغل قرابته المباشرة بــ " آل مكتوم " بصفتهم أبناء خالاته " أسرة الغرير " , و كان ذلك الإستغلال متمثلا بالإشارة لحكام " أبو ظبي " بأن ما قام به " خالد بن صقر " يعد أمرا مسيئا للإمارات في وقت تسعى فيه الإمارات و في عز نهضتها عام 2003 بأن تكون متقاربة مع الغرب خاصة في إمارة " دبي " فكان ذلك بداية مشوار من الضغط على " صقر بن محمد " الذي كان في صحة متدهورة و كانت اطراف الضغط هي حكام " دبي " و " أبو ظبي " و كذلك نسائبه من أسرة " الغرير " .

5- أسفرت نتيجة الضغط تلك لإصدار المرسوم بعزل ولي العهد " خالد بن صقر " و تعيين " سعود بن صقر " بدلا منه .

6- سافر على إثر ذلك القرار الإبن الاكبر لخارج الإمارة بعد إن شعر بالظلم كون حقه قد سلب منه بعد قضاء ما يقارب الثلاثين عاما في منصب ولاية العهد .

7- تم إتهام الإبن الأكبر بإستعانته بالكيان الصهيوني و بأمريكا لإعادته للحكم و لكن نفى تلك الإشاعات عبر موقعه الشخصي و الذي تم إغلاقه بعد إن تم تثبيت " سعود بن صقر " في الحكم بعد وفاة الحاكم السابق والد كل منهما " صقر بن محمد " - رحمه الله عز و جل – ,,

8- لا يمكن ان تكون الإشاعات المطلقة حول إستعانة " خالد بن صقر " بالكيان الصهيوني حقيقة فهو من أشد مؤيدي القومية العربية .


روايـــــــــة أخرى :

- يقال إن سبب عزله هو نشاط زوجته بخصوص الحقوق السياسية و المدنية للمرأة و كونها ترغب بعمل تغييرات إجتماعية لاقت صدى مناهض في المجتمع بتلك الإمارة الصغيرة و لكن ذلك السبب ليس حقيقيا على الأغلب كون الإمارة تتجه حاليا لمثل هذا التوجه بعد فتح المنطقة الحرة و حدوث تطورات إقتصادية و إجتماعية مختلفة .


نقطة فارقة :


يقال إن الأمير " صقر بن محمد " قبل وفاته قام بإصدار مرسوم أخر يعيد بموجبه إبنه " خالد بن صقر " لولاية العهد ووفقا للمادة الثالثة من دستور الإتحاد الإماراتي لا يجب على الإتحاد الخوض في الشؤون الداخلية لأي إمارة بما يعني إن الخطوة التي إتخذها الإتحاد الإماراتي بخصوص تثبيت " سعود بن صقر " في الحكم هي خطوة غير شرعية ..!!!


رابعا :
نعم .. غير شرعية ..!!

فيما يخص قرار المجلس الإتحادي بتثبيت الحكم رغم وجود قرار مرسوم يتعارض مع ذلك :


الإمارة نفسها أصدرت مرسوم داخلي بإعادة تعيين الإبن الأكبر وليا للعهد , فكان قبل تثبيت " سعود " كان لا بد من النظر في مصداقية المرسوم المزعوم بخصوص عودة الإبن الأكبر لولاية العهد و بعد أن يتم عمل محكمة عليا أو عرض الأمر على مجلس من وجهاء القواسم للفصل في حقيقة المرسوم و بعد أن يتم إتخاذ قرار داخلي بشأن الأمر , يصدق الإتحاد الإماراتي على الحاكم .


ولكن أن يتدخل الإتحاد في شأن داخلي ليقف ضد شخص آخر هو أمر غير شرعي .
يعود هذا الأمر كون المؤثر الرئيسي في قرارات الإتحاد الإماراتي المكون من 7 إمارات هما إمارتي " دبي " و " أبو ظبي " و كلاهما مرتبط إرتباطا بأســرة " الغرير " و هم أخوال " سعود " الحاكم المثبت بتدخل سافر للشؤون الداخلية للإمارة مخالفة واضحة لدستور الإتحاد .


سرعة صدور القرار كان بسبب تحرك أسرة " الغرير " و التي إستولت على معظم الأراضي التجارية في منطقة رأس الخيمة مستغلين التعاون مع إبن " خالتهم " الأمير الحالي " سعود بن صقر " والذي كانت أسرة الغرير السبب الرئيسي في إعتلائه للحكم قفزا على أخيه .


أصدر الشيخ " خالد " عدة فيديوهات على اليوتيوب ليوصل الحقيقة المغيبة و التي لم يخض فيها الإعلام بشأن حقه المسلوب :


http://www.youtube.com/watch?v=mzB0JFCzp6A&feature=player_embedded

لم تلق مطالبات الشيخ " خالد " أي إهتمام كون الأخ الأصغر " سعود " إستغل قرابته بحكام " دبي " و علاقته بحكام " أبو ظبي " و " الفجيرة " ليرمي بثقل ثلاث إمارات منها أكبر مدينة و عاصمة الإتحاد ليصدر قرارا بتثبيت منصبه كأمير .

خامسا :

فيما يخص الوضع القادم و علاقة رأس الخيمة إقليميا به ككل :
" رأس الخيمة " هي مدخل الخليج و شريانه لأهمية موقعها و بما إن " الجمهورية الفارسية " إستطاعت إختراق العديد من الدول إستخباراتيا فإنها تعرف مدى أهمية الموقع الخاص بساحل " رأس الخيمة " و عليه قامت بإحتلال الجزر المقابلة للساحل و مع الوقت أدخلت حلفائها التجاريين ليسيطروا على الساحل الكامل لإمارة " رأس الخيمة " بل يقال إن الشواطئ بدأت تصبح حكرا على فئات معينة و الأسوار بدأت تبنى و تغلق الأماكن و يتم مصادرة أراضي الناس عبر ممارسات غير قانونية لبنك تملكه أسرة " الغرير " .


و بما إن " الخيمة " موقع هام و إستراتيجي فإنه كان من المتوقع أن يحدث مثل هذا التغلغل وهو جزء من مخطط كبير أخر يتم إعداده لمحاصرة " المملكة العربية السعودية " .
سبق لي إن تكلمت عن بدأ إيران بتدريب قوات في السودان و بناء مصانع أسلحة في الخرطوم في أحد مقالاتي بعنوان :

"
إبن العلقمي " يسلم مفاتيح ديارنا لتتار العصر رحمنا الله ..! "


http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=136788

حيث ورد في المقالة الخبر التالي :

الحرس الثوري يبني مصنعاً للأسلحة الإيرانية في السودان
طهران - :
14/5/2010

أقامت قوات القدس - الحرس الثوري الإيراني فى السودان (مصنع جياد) للصناعات العسكرية، وجاء إنشاء المصنع تنفيذًا للملحق غير المعلن، من الاتفاقية الدفاعية التى وقعها وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار، أثناء زيارته للخرطوم بمارس (آذار) ،2008 والتى وصف خلالها السودان (حجر الزاوية فى الاستراتيجية الإيرانية بالقارة الإفريقية).
وفى أعقاب هذا الاتفاق وصلت إلى السودان فرق عمل متخصصة من قوات القدس - الحرس الثوري لإجراء مسح تفصيلى لعدد من المواقع المقترحة لاختيار أرض ملائمة للمشروع استقر الرأى ، فى آخر المطاف، على إقامة المصنع ضمن حدود ولاية الخرطوم .
وكان الطرفان، السوداني والإيراني ، قد شكلا فريق عمل مشتركًا ضم من الجانب السوداني، خبراء ومهندسين بوزارة الصناعة والاستثمار، وزارة الدفاع، وزارة الشؤون الهندسية وعناصر من المخابرات السودانية ومن الجانب الإيراني عناصر من وحدة الهندسة التكنولوجية بالحرس الثوري الإيراني، يشرفون إشرافًا كاملاً على المشروع. ومن بنود الاتفاق التزام الجانب الإيراني دفع كامل مستحقات الفريق السودانى من رواتب ومصاريف أخرى

 

http://nubatimes.com/main/news.php?view=659

لاحظوا الدول الموجودة على ساحل الجنوبي للبحر الأحمر :
1- السودان تم بناء قاعدة إيرانية به .
2- سيتم تقسيم السودان و سيتم إقامة دولة نصرانية بجنوبه تقوم على إضعاف مصر و السودان ببناء السدود على مجرى النيل كما شرحت في أحد مقالاتي السابقة بعنوان :

إنفصال جنوب السودان (( رؤية إقليمية ))
http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=96519
3- الصومال تم إحتلاله من قبل القوات الأثيوبية .
4- اليمن تحديدا ولاية " تعز " يتم تحريض الولاية الجنوبية كلها بالإنفصال عن " اليمن " حتى يصبح هناك تضاربا بشأن مدخل البحر الأحمر فلا تدري مع من تكون متحالفة تلك الدولة الجنوبية الجديدة .


هل بدأت تتشكل الصورة ؟


تم السيطرة على " أفغانستان " من قبل الشيعة " تحالف الشمال " و من ثم العراق و سقوطه تحت يد الفرس و من ثم " لبنان " حزب اللات " و من ثم البحرين " حركة الوفاق ( محاولات ) و تم تفكيك خلايا إرهابية تسعى لقلب نظام الحكم قبل فترة قصيرة و من ثم " اليمن و ثورة الحوثيين بها , و من ثم التواجد في السودان , و التشيع في سوريا الإختراقات الأمنية في الكويت ؟


1- أفغانستان .
2- العراق .
3- لبنان .
4- اليمن .
5- السودان .
6- سوريا .
7- البحرين .
8- ليبيا - حملات تشيع واسعة .
9-الكويت .

كل تلك الأحداث تدفعنا للنظر إلى الخريطة قليلا :

clip_image005


لاحظ إن المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية أصبحتا محاطتين من كل الإتجاهات تقريبا .
فحكومة البشير بالسودان تم تجريدها من كل شيء و إجبارها دوليا بالدخول في حلف مع " إيران " بعد إن تم دفع الضغط على السودان دوليا حتى لم يجد ملاذا سوا الموافقة على أي مساعدة تأتي حتى و إن كانت إيرانية ..!!
و الصومال تم إحتلاله و هو يملك مدخل مضيق " باب المندب " بينما ولاية " تعز اليمنية " يجري العمل على فصلها عن " اليمن " و بالطبع فإن حكومة الدولة الجنوبية الجديدة في اليمن ستحاول كسب ود المجتمع الدولي ليقف معها ضد الشمال الذي يرفض الإنقسام اما بالنسبة " لرأس الخيمة " فالجزر تم إحتلالها و الساحل تم شرائه من قبل شركات مجهولة ( الغرير + الإيرانيين ) .
فيصبح المتحكم بالشرايين المائية للمنطقة هو التحالف " الصهيو - فارسي - أمريكي " ..!!


الخلاصــــــــــة :


بدأت تتشكل و تتضح معالم المخطط بصورته النهائية , و صار أبسط المحللين السياسيين يمكنه توقع مجريات الساحة , فقبل فترة توقعت أن تبدأ " أثيوبيا " أو دولة " جنوب السودان الجديدة " بمحاربة " جمهورية مصر العربية " عبر سياسات تحد من إستفادة مصر من مياه النيل عبر بناء السدود أو غيره , و خرج أمس رئيس الوزراء الأثيوبي ليصرح بتصريحات معادية لــ " جمهورية مصر العربية " .
يتم الآن إضعاف القوى العربية الكبرى حتى يأتي الدور لإبتلاعها و الله - عز و جل - المستعان , و هذا مايرجعنا للموضوع الأساس و هو " إمارة رأس الخيمة " التي سقطت بأيديهم بطرق الخداع و الإحتيال لتعطيهم تفوقا إستراتيجيا بموقعها الهام .
أتمنى أن أكون قد وفقت في شرح الوضع داخليا و إقليميا و علاقته بإمارة " رأس الخيمة " .

حصــــــــري لمجالس قبيلة العوازم الرسمي بقلم \ سيف القراشي ,,
دمتم بخير و عافية ,,
تقبلوا خالص و عميق تحياتي ,,

لمزيد من الاطلاع و الردود على هذا الرابط :

http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=175008

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

الأصابع الإيرانية في انتفاضات الخليج العربي

بتاريخ الثلاثاء، 22 مارس 2011
| أكتب تعليقا

لا يوجد مجالا للشك أن الأصابع الإيرانية واضحة بشدة فيما يدور من أحداث متفرقة في دول الخليج العربي خاصة في البحرين . لقد اختطفت إيران ثورة الشعب البحريني الذي خرج مطالبا بإصلاحات سياسية أهمها تحويل المملكة إلى مملكة دستورية الأمر الذي كان عليه توافق سابق بين الملك و الشعب ، غير أن دخول إيران على الخط حول مسار الثورة الإصلاحية إلى ثورة طائفية بغيضة تشعل نيرانها بين أفراد العائلة الواحدة والدفع باتجاه أجنداتها الخاصة، والتصعيد غير المسئول في خطابها، بما يحقق مصالح إيران في الخليج العربي ، لا مصالح الشعب البحريني!

نحن نعلم جيدا أنه لا توجد فوارق طائفية و طبقية بين شيعة العرب و سنتهم إلا أن هذه الفروق واضحة بين شيعة إيران من جهة و شيعة وسنة العرب من الجهة الأخرى ، فالأمر إذا ليس متعلقا بطائفة معينة تنعر إيران لمناصرتها بل هو استغلال و لعب على مشاعر الشيعة العرب لاستغلالهم لتنفيذ مخططها الجهنمي في تصير الثورة الذي سعت منذ وصول الخميني إلى سدة الحكم على تدعيمه و نشره .

لقد تم اختراق المعارضة البحرينية، من قبل تنظيمات إيرانية عملت على ترويج أجندتها في البحرين والسعودية تحت شعارات الثورة السلمية، فقد صرح وزير خارجية إيران  علي أكبر صالحي :"إن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين» . تبدو نبرة الطائفية قبيحة بشكل لا يحتمل حين يصرح بها مسئول دولة معادية محاولا تصنيف الشعب الواحد إلى طائفتين سنية و شيعية و أن إيران تنتصر لأبناء الشيعة علما بان ثورة البحرين كانت مزيجا من السنة و الشيعة معا و إنما جاءت أصابع إيران الخبيثة لتقسم هذا الشعب العربي المسالم إلى فئتين طائفيتين لتذكي فتنة مقيتة بين أبناء الأسرة الواحدة متناسية أن البحرين جزءا من الجزيرة والخليج العربي، وأن أمنها واستقرارها مسئولية دول الخليج العربي، وليس مسئولية إيران وخامنئي وأحمدي نجاد!

لقد أسهمت التصريحات الإيرانية الهوجاء بتعزيز الفتنة الطائفية، وتجريد المعارضة في البحرين من وطنيتها وعروبتها، لتتحول في نظر شعوب الخليج إلى طابور خامس تريد إيران من خلاله اختراق المنطقة العربية، وهذا ما تريد الحكومات الخليجية تأكيده لشعوبها لتستثمر (فوبيا) الصفوية لمواجهة الحركات الإصلاحية! لقد أفقد التدخل الإيراني ثورة البحرين زخمها حين تراجع خطابها الإصلاحي من ثورة إصلاحية تنادي بالحرية السياسية و الاجتماعية إلى ثورة طائفية تتحدث على ملفات التجنيس و الأكثرية و الأقلية  و المظلومية التاريخية التي تعاني منها شعوب المنطقة بأسرها و ليس شيعة البحرين وحدهم .

اليوم تجد الشعوب الخليجية بأسرها أنها واقعة بين مطرقة الاستبداد السياسي الذي تتفرد به أنظمة حكم وراثية فاسدة و سندان الطائفية و النفوذ الإيراني الذي يتغلغل بعمق كل يوم في مفاصل حياة أكثر من ثلاثين مليون خليجي ، يؤجج ذلك إعلام مسيّس من كلا الطرفين ليخدم أجندته و مصالحه الخاصة لتبقى المنطقة الخليجية على سطح صفيح ساخن قابلة للتفجر في أي لحظة.

و كلمة أخيرة نوجهها إلى قيادة دولتنا ، ترى ألا تزال هذه القيادة غير مدركة للخطر المتربص بها من قبل تلك الخلايا الإيرانية النائمة في دولة الإمارات و نخص بالذكر في راس الخيمة و التي هي الأخرى ( مختطفة ) منذ زمن من قبل النظام الإيراني الذي ثبت عميله رسميا على رأس السلطة ؟

إن رياح التغيير تهب على المنطقة العربية بشكل مستمر و متتالي و لا يوجد من هو محصن من وصولها و إن كانت طريقة الوصول تختلف بين منطقة و أخرى و نحن لا نستبعد أن تسعى إيران إلى زعزعة الأمن في الدولة بعد أن حولت إمارتنا إلى مخزن للسلاح و مقرا لتدريب خلاياها النائمة ، و التي لا يبدو أنها هي النائمة بل أمن الدولة في سبات عميق عن المخاطر التي تتربص به و لا يفتح عينيه باتساع حدقتيهما إلا على أبناء الوطن المخلصين الذين يلاحقون في حياتهم و أرزاقهم و ترقياتهم و يغلق هذا الجهاز البغيض كل منافذ الحياة أمامهم و ازدياد حالات الاختفاء القسري و التغييب في السجون و إصدار قرارات شخصية  لا ترتبط بالقانون و القضاء و مراقبة الهواتف و المنازل و التحركات اليومية و تغييب مؤسسات الدولة و التحكم المطلق من قبل شخص واحد في كل شئون الدولة حتى أصبح التذمر و سيلتهم التي يصرخون بها على وسائل الاتصال الاليكتروني عسى أن تصل صرخاتهم إلى أسماع أصحاب القرار. هذا التذمر الذي يبدأ بالصراخ و ينتهي بالأفعال التي ربما لن تأتي على ما تشتهيه أنظمة الحكم . هذه الدولة التي تحصّن بيدٍ كل عميل و خائن و أجنبي و تحميه و باليد الأخرى تقوض دعائمها المخلصة المتمثلة بالنخب الواعية و المثقفة من أبناء الشعب الذي لا تريده أن يخرج عن طوع القطيع و يبقى كذلك بينما تعمل الدول المعادية ليل نهار على توسيع الشرخ بين المخلصين و الحاكم لتبقيه أداة يسهل إسقاطها في الوقت المناسب .

برغم عدائنا التاريخي لإيران غير أننا لا ننكر قدرة هذه الدولة على التخطيط المبرمج و الواعي و النظرة المدروسة بعناية في رسم سياسة مستقبل المنطقة حسب رؤيتها ، فضلا عن ثقافة شعبها و حنكة سياسييها و حكمة مفكريها و علمائها ، إيران دولة تستقطب عقول أبنائها لخدمة مصالحها القومية بينما دولتنا المصابة بفوبيا الثقافة و الفكر و الدين تستعدي عقول أبنائها و تحاول تثبيت أركان حكمها بإغراق المجتمع في موجات التغريب الثقافية و السكانية و الاجتماعية لنظرة قاصرة لا ترى بها سوى نفسها و لا ترى الوطن و ما يتربص به من مخاطر أمنية بواسطة هذه التركيبة الوافدة التي لن تدافع يوما عن الوطن و سوف تهرب من أول اهتزاز أمني و قد تكون عمالة مجيرة لخدمة الدولة العدوة ، فحين يذهب الوطن مالذي سوف يحكمه هذا الحاكم !؟



These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

شركات المخابرات العربية

بتاريخ الجمعة، 11 مارس 2011
| أكتب تعليقا

قد يكون العنوان غريبا شيئا ما لكنه في الحقيقة هو الواقع الذي تعيشه البلدان العربية حين تكون حكوماتها في محل خوف و قلق من شعوبها فتقوم باستئجار الشركات الأمنية و العناصر الأمنية من جنسيات مخنلفة لتكون الحامي لها و الرقيب على شعوبها و المنفذ لصنوف تعذيب أبناء الشعب و تدير السجون و تعمل في السلك الشرطي و الأمني لإرهاب المواطن .

دولة الإمارات مثلا نموذجا من هذه النماذج التي تعتمد بشكل كبير و أساسي على أجهزة الأمن و المخابرات التي تشتمل على جنسيات أجنبية ، فلا نفاجأ حين نشاهد شرطي من جنسية موريتانية أو هندية أو نرى الذي يعذب في السجن من جنسية باكستانية أو سودانية أو أحد أفراد الأمن من جنسية مغربية بربرية أو يمنية أو حتى شركات أمنية غربية و لعلّ أهمها شركة بلاك ووتر الأمريكية التي قامت بالكثير من الجرائم بحق الشعب العراقي و هي شركة أصولية هدفها الأول محاربة الدين و قتل المسلمين و تواجه محاكمات بتهم جرائم حرب في بلدها لكنها وجدت في الإمارات موطئ قدم لها تكمل فيه مشوارها في الجريمة.

في رأس الخيمة مثلا أصبحت كلاب سعود المسعورة تندس بين المواطنين و تسجل كل حركة و نفَس و قول على المواطنين لتقييم إن كان هذا المواطن مخلصا لسعود أم لا و كانت النتيجة أن مواطني رأس اخيمة ليسوا كذلك بل أنهم يمقتونه ويرفضون وجوده فبدأت آلة القمع الانتقامية تعمل في هذا الشعب المظلوم ، فسلبت أملاكه و صودرت ، و الكثير يتم فصلهم من وظائفهم سواء الاتحادية أو المحلية و العديد منهم يزج بهم في السجون و يساوم آخرين على رزقهم و سلامتهم إن لم يظهروا فروض الولاء و الاحترام و الحب لسعود ، و هذه حالة تكاد تنفرد بها رأس الخيمة بين إمارات الدولة .

هل يمكن لأجهزة الأمن و المخابرات أن تخلق جوا من الود و الانسجام بين السلطة و الشعب؟ و هل بالإكراه و التهديد يمكن أن تحدث اللحمة الحميمة بين السلطة و الشعب ؟ أو هل تستطيع الحكومات أن تكسب ولاء شعوبها تحت تهديد أجهزتها الأمنية ؟ لعل الأحداث الأخيرة في الوطن العربي و خاصة تونس و مصر و ليبيا بينت بشكل جلي و كبير كيف استطاعت هذه الأجهزة في خلق حالة من الخوف و الهلع و الكره في نفس المواطن فأوجدت شرخا عميقا بين السلطة و الشعب الذي أصبح يوغل في العمق أكثر كلما زاد القمع الذي تمارسه هذه الأجهزة إلى أن بلغ الحد الذي لم يعد يمحتملا فأوصل إلى لحظة الإنفجار الثورية التاريخية التي شهدتها هذه الدول و أصبح أحد أهم أهداف هذه الثورات هو حل هذا الجهاز اللعين الذي قض مضاجعهم و خرب بيوتهم وزرع الحزن و الألم في أرواحهم على مدى عقود من الزمن و كان لهم ما كان فأصبحت عناصر الجهاز مطاردة من قبل الشعب و الحكومات الانتقالية و أصبحوا نزلاء زنازين السجون التي كانوا ينزلون بها أبناء الشعب لممارسة صنوف العذاب و القتل بحق الأبرياء دون وجه حق . إن حالة مصر و تونس تنذر بانتشار الظاهرة لتشمل كل أرجاء الوطن العربي التي تتشابه جميعها في أساليبها القمعية التي تبادلن خبراتها بينها فأصبحت كل دولة نسخة من أخرى في هذا الأسلوب القمعي .

نشرت جريدة القدس مقالا لكاتب عربي ( أيمن خالد) بعنوان :

شركات المخابرات العربية

أيمن خالد

الذي أنجزه ملوك وزعماء العرب خلال العقود الماضية هو صناعتهم وإدارتهم لشركات المخابرات في بلدانهم، وظل العمل الأول للزعماء العرب بامتياز، يتمثل في السيطرة على الشعوب، وإحاطتها بأجواء من الوهم والتضليل والتزييف، ومحاولة تغيير الخط الطبيعي لسير الشعوب العربية، حتى غرق الوطن العربي في تناقضاته داخلياً، ناهيك عن الرعب، الذي ظل سمة مميزة.

فالانتهاكات في السجون العربية فوق خيال البشر من شدة بشاعتها، أما الطاقات والإبداعات، فقد هربت إلى البلدان الصناعية، التي استفادت من الخبراء العرب الذين روعتهم الأنظمة، تماما كما استفاد الغرب من خبراء ألمانيا النازية بعد اندثارها، وباختصار، فالنظام العربي الرسمي هو امتداد لنماذج الرعب التاريخية، التي تحمل عناوين الأمم، وتمارس سطوة المستبدين الذين لا يفعلون لهذه الأمم شيئاً.
وبما أن عمل المخابرات يقوم على التضليل، فإن شركات المخابرات العربية أنتجت جيوشا من المضللين، خصوصاً الإعلام، وأوكلت إليهم صناعة الـــرأي العام كما يريد هؤلاء الزعـــــــماء، الذين بالــطــبع أصبحوا في وسائل الإعلام العربية معجزة زمانهم، فالناس بغيــــــر الملك أو الزعيم لا وجود لهم ولا قيـــمة لمستقبلهم، وحتى دخل مرحلة التضليل هذه، مشايخ وعلماء دين وظيفتهم إدخال الناس الجنة او النار، بحسب رأي السلطان.

هناك قوانين بسيطة لحكم الشعوب، ولتحقيق الرفاهية والقضاء على البطالة، ولن نتحدث هنا عن الوحـــدة العربية أو إسرائيل، ولكن نريد الحديث عن هذه الدولة القطرية المسخ، التي تستطيع أن تكون حتى بجغرافيتها الضيقة بلدا مريحا لسكانه، لكن الزعماء العرب (زعماء شركات المخابرات العربية) والحمد لله، أقسموا على أنفسهم أن يقضوا مضاجع هذا الشعب وأن لا يتركوه يرتاح أبدا.

المعادلة بسيطة جدا وليست صعبة، ففي أي بلد عربي، عندما يتم بناء المصانع مهما كان نتاجها وإمكاناتها، فالمصنع بحد ذاته يقوم بتوفير مئات آلاف فرص العمل، ومقابل ذلك، عندما نغلق المصنع، ونكتفي بالاستيراد، فنحن نحرم العمال من فرص العمل، وبهذه المعادلة البسيطة جدا، يمكن لنا أن نفهم حرص الأنظمة على تدمير المصانع، ومحاصرة الفلاحين وإفقارهم بتدمير الزراعات التي تحقق الأمن الغذائي والوطني، والانتقال إلى معادلة الاستيراد فقط، التي لا تنظر للربح فقط، بل هدفها الأساس، المساس بأمن المواطن وجعل هذا الوطن ملحقا بالشركات الأجنبية.

لن نختلف مع الزعماء العرب، فهم يسمحون بالاستيراد الحر إيمانا منهم بحرية التجارة، ولكننا أيضا نجد أن التجار وكبار التجار، هم فقط الزعماء العرب أنفسهم، عبر أسماء وهمية أو حقيقية تشمل حاشيتهم الخاصة، وهكذا تحت هذه المعادلة، لا يكتفي الزعماء العرب بسرقة أموال بلادهم، ولا يكتفون بكونهم زعماء، بل لديهم أعمال إضافية خارج الدوام الرسمي، فهم يشتغلون بالتجارة، ويبيعون ويشترون ويستوردون، وبالمقابل يمنعون أي قوة اجتماعية أو اقتصادية من الظهور على الأرض، فهم منافس دموي بشع، يمكنهم استخدام سلطة المخابرات للترويع وسفك الدماء في وجه من يحاول أن يمس برنامجهم التجاري.

معادلة الحاكم والمحكوم بسيطة، وهي أن الحاكم يعمل على تنظيم الحياة وحل المشكلات بين الناس، ولكن معادلة الوطن العربي عجيبة جدا، تقوم على تأليه الحاكم، وحقه بعمل كل شيء، واستباحة الناس، وتشغيلهم خدما للسلاطين، وفوق ذلك عليهــــم أن يجوعوا ويعطشوا ويحققوا كل أنواع الصيام لأجل أن يشبع الحاكم فقط. لا أعرف بالضبط، من يحكمنا، فإذا كان الزعماء العرب يسرقون أموال شعوبهم ويعملون على إيداعها في البنوك الغربية التي بدورها تمول الصناعة الغربية كلها، فهل هذه رشاوى يقدمها الزعماء العرب للغرب، أم هي معادلة الاستعمار نفسه، أن يتم نهب ثرواتنا والاستفادة منها في بلادهم وترك شعوبنا في فقر شديد.

كما حكمت أمريكا الجنوبية ذات يوم الشركات الاستعمارية، نحن محكومون منذ زمن طويل بشركات المخابرات، بغض النظر عن لون العلم، وتفاصيل برامج الحكم المعلنة.

http://www.alquds.co.uk/scripts/print.asp?fname=data\2011\03\03-10\10qpt476.htm

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

الثورات العربية و امتداداتها

بتاريخ الخميس، 3 مارس 2011
| أكتب تعليقا

حين أطلقنا صفحتنا هذه قبل عامين تقريبا لم نكن نضخم ما يحدث في إمارة رأس الخيمة و نضع نظارات سوداوية نرى من خلالها مستقبلا معتما ينتظر الدولة و ليس الإمارة وحدها ، بل كنّا نستشرف هذا المستقبل القاتم التي تصنع الظروف الحالية ملامح تجهمه و تدق ناقوس الخطر المتربص بأمن الدولة و النتيجة الحتمية لذلك الدور التآمري الذي تقوم به الحكومة الاتحادية في تجاهل نداءات الاشتغاثة التي يطلقها أبناء هذه الإمارة إلى كل من يعنيه الأمر و بيده القرار لإنقاذ الإمارة و أبنائها قبل فوات الأوان . لقد تعمدت القيادة في الدولة تجاهل كل تلك الندءات المخلصة بل و تمادت في قمع أبناء هذه الإمارة بشتى أساليب القمع و القهر و البطش و الاعتقالات التعسفية و تحريك وحدات الجيش أكثر من مرة لترويع المواطنين و ترسيخ مبدأ الظلم و الاضطهاد الذي يمارسه سعود و عصابته على أبناء الإمارة .

لقد كنا نصرخ بعالي الصوت أن مثل تلك الأمور التي تحدث لن تخضع شعب رأس الخيمة بل إنها ستزيد من حالة الاحتقان و الحنق ليس على سعود وحده بل على من يؤازره و يحميه و يقوي من شوكته في اضطهاد أبناء الشعب الأحرار ،و لكن كان الصوت يرتد مدويا في آذاننا و كأننا لسنا جزءا من هذه الدولة التي نشكل فيها الغالبية العظمى من المواطنين و من حملة الشهادات العليا و من أفراد الجيش ، فكان أن تطور هذا الحنق و الغضب و الشعور بالاضطهاد إلى مشاعر سلبية ليس تجاه سعود وحده بل إلى قيادة الدولة التي عززت وجوده برغم ما كانت تسمعه و تراه من أفعاله التي أقل ما يقال عنها أنها ممارسات عصابات إجرامية و مافيا مروعة و حالات اغتصاب و انتهاك للحرمات و الأموال و بيع البلد و ما عليه لجهات معادية .

اليوم نرى هذا الحراك الحر الذي تقوم به الشعوب العربية للتخلص من طواغيتها و أنظمتها الفاسدة لتستعيد ما اغتصب من كرامتها و حريتها و حقوقها ، فهذه الشعوب لم تعد تلك القطعان المسيرة بناي الراعي و ليست الحياة اليوم هي حياة القبيلة التي يسكن زعيمها و أفرادها خيمة الشعر يشربون لبن الإبل من قدح واحد و يتقاسمون لحم خراف قطيع القبيلة و لا توجد بين الزعيم و الفرد تلك الفوارق الطبقية أو تلك الثروات المنهوبة التي تصنع جدران الفصل بين الزعيم و أبناء قبيلته و لم تكن هناك نظرة الدونية التي يشعر بها الحاكم تجاه المحكوم اليوم.

لكن هل استطاعت حكوماتنا إدراك ماهية القرن الواحد و العشرين و متطلبات الحياة الحرة الكريمة و الحقوق الواجبة لكل من يعيش على أرض الوطن و يحمل هويته ؟ لا يبدو الأمر كذلك ، فنحن لا نزال نعيش حالة من الفوضى السياسية إن صح التعبير حين تغيب مفاهيم الحياة الديموقراطية و تتلاشى معاني الحرية و الحقوق الإنسانية و الكرامة البشرية و تتحكم أجهزة الأمن القمعية في كل شاردة وواردة و يصبح هذا الجهاز البغيض المسيطر على حياة الناس في كل صغيرة و كبيرة ، و لا يبدو في الأفق أن نظامنا الحاكم يدرك مدى خطورة تماديه في تلك الغطرسة التي تعمق الشرخ الموجود فعليا بينه و بين الشعب و لا يريد أن يتوقع أن ما يحدث في البلدان المجاورة من الممكن أن يحدث في هذه الدولة و حينها لن تكون مطالب هذه الشعب تلك التى كان ينادي بها بل أن سقف المطالب سيرتفع إلى ما هو أعلى من ذلك بكثير .

في منتدى الحوار الإماراتي نشر أحدهم موضوعا خاصا برأس الخيمة ، أما لماذا رأس الخيمة ، فلأن طبيعة هذه الإمارة مختلفة عن طبيعة الإمارات الأخرى تاريخيا ، إضافة أن ما يحدث فيها من ظلم و اضطهاد لم تشهده إمارة أخرى في الدولة بل يكاد يكون الحقبة الأكثر قتامة في تاريخ هذه الإمارة الأبية .

http://www.uaehewar.net/Forums/showthread.php?t=4677

( رأس الخيمه مسلحة بكل قبائلها

السلام عليكم

سلام الله تعالى أما بعد

لابد للثورات العربية التي تحدث للشعوب العربية فراعأ كبيرأ لم يكتمل في عدة دول بعد ومنها دولتنا (( الحبيبة  )) التي أحببناها منذ قيام أجدادنا بإعلان قيام الاتحاد وانتخاب حكامها في تلك الحقبة أما الآن فنحن لم ننتخب أو نقدم الطاعة لأي حاكم أو ولي عهد وخصوصا في رأس الخيمة التي تعاني أزمات محلية خانقة مثل أزمة البطالة و أزمة الرواتب و الأراضي و القضاء وعدم وجو نظام محاسبة وإبراء للذمة المالية وهذه أقل المطالب وبالتأكيد لا وجود لأي مطلب سياسي لأبناء رأس الخيمة خلال هذه الفترة فقط والعصيبة على جميع الأنظمة العربية التي تتساقط يوما بعد يوم وفي النهاية إن لم تنفذ هذه المطالب المشروعة فنحن لم نخسر شيئأ فالشعب موجود ومسلح بأكمله ولا نريد هذا المتحكم والخيارات اللاحقة ستتوفر إما أن نستمر أو نذهب بعيدا عنكم وفي الأخير بالتأكيد الكثيرين سيقولون إنك تتحدث عن نفسك ولا تمثل رأي الأغلبيه وهذه آراء شخصية وأنا لا أنكر ذلك ولكن وقت الشدائد ستعرفون من هم أبناء راس الخيمة.)

و يرد أحدهم على هذا المقال بالتالي على رد آخر يقترح التوسل عند الشيوخ فيقول  :

(اللي يقول لريال روح عند فلان وعند علان ونحن عايشين بخير قول انت عايش بخير لاتجمع في كلامك

انا واحد عن نفسي هب عايش بخير لاشغل ولامشغله بطال اكثر من 10 سنوات

بعدين اذا انت شحات ومنعود على القوف عند بيبان المسؤولين وتقبيل احذيتهم لاتعلم عيال الناس هاذي العاده السيئه

لانهم عزاز نفس واحرار عيال احرار وانا مع المظاهرات الي بتستوي الشهر الياي وانشاءالله نعري الفاسدين)

و يقول آخر : (مع احترامي بس انت على نمط اعطني درهماً اكون لك مطيعاً

يا الحبيب لاحد يقص عليك ترى ماعفنا عن مشيختهم الا من ثلاثين سنة

وقبل من قطاع طرق ومنهم من ***ومن هم من ليس له جذور عربية من الاساس يا ولد الشيوخ

ترى الارض ارض الامارات واهل الامارات احق بثرواتها وليس لأتباع أكلة الخنازير حق في ذلك )

أما جريدة البيان فنقرأ فيها هذا المقال الرائع للمستشار الإعلامي د. سليمان البهتان بعنوان : و ماذا عن الشارع الخليجي ؟

متسائلا ما إذا كان سيتأثر بما يدور حوله في الشوارع العربية التي انطلقت منها شرارة الثورة و انتشرت كالنار في الهشيم ، حيث يرى هذا المفكر بأن الخليج ليس بمنأى عما يحدث و لن تكون ظروفه مختلفة كثيرا ففئة الشباب التي تقود الثورات اليوم تبحث عن كرامتها و حقوقها المنتهكة و شرعيتها الوجودية كأدوات فاعلة متأثرة و مؤثرة و لها حق اتخاذ قراراتها بما يتناسب و كينونتها و شخصيتها الاعتبارية بكونها جزء من هذا الوطن و قبل كل شيء بصفتها الإنسانية و استقلاليتها عن التبعية التي نشأ عليها الأجداد و التي لا تتناسب مع مفاهيم العصر الحديث و لا تتوائم مع الثقافة الفكرية لهذا الجيل ناهيك عن اختلاف الظروف المعيشية التي انتقلت من الخيمة البدوية و زعيم القبيلة إلى الحياة الحديثة العلمية التكنولوجية .

يتساءل د. سليمان البهتان في معرض حديثه قائلا : (وهل ما زال بيننا من يصر على أن «الخليج ليس مصر ولا تونس ولا ليبيا»؟ )

و يجيب : (وجود نسبة من أبناء الخليج تحت خط الفقر، وهم يعيشون في بلدان شديدة الغنى، أقل ما يقال عنه إنه قصور تنموي وسياسي. إنها فكرة خادعة، أن نعتقد أن بلدان الخليج كلها في منأى عما يحدث في الشارع العربي اليوم. ومن الخطأ الفادح أن نظن أن جيل الشباب في الخليج، معزول عن أحداث الشارع العربي «الثائر» الآن في ميادين التحرير العربية، من شمال إفريقيا إلى جنوب الجزيرة العربية.)

و يضيف : (إذن، المسألة أكثر تعقيداً من الفقر والبطالة وكثرة الديون. إنها ـ شئنا أم أبينا ـ توق الإنسان للشعور بالانتماء الحقيقي لوطنه. هذا الانتماء أبعد من تأمين الوظيفة والمسكن والعلاج، فالإنسان في وطنه ليس مجرد موظف في شركة أجنبية!  )

ثم يصل إلى خلاصة تقول : (بقي التذكير بالحذر من تلك المقولات (أو الأحلام) الخادعة، تلك التي تقول «إن الشارع الخليجي غير».. لأن الشارع الخليجي فعلاً ليس «غير»، بل جزء أصيل من حراك الشارع العربي الكبير. ولهذا فليس من المفيد تجاهل آمال وطموحات وإحباطات الشارع الخليجي، بل المطلوب الآن إقناع الشارع الخليجي بأن مشاريع الإصلاح الجادة قد بدأت فعلاً على الأرض، وهي حق وطني لا «مكرمة» أو «منحة». )

نترككم مع المصدر :

وماذا عن «الشارع الخليجي»؟

المصدر: 

http://www.albayan.ae/opinions/articles/2011-03-02-1.1394600

سليمان البهتان

  • د. سليمان الهتلان

التاريخ: 02 مارس 2011

في ظل ما يشهده العالم العربي اليوم من «حراك» ضخم، لا مفر أمامنا في منطقة الخليج من السؤال: أين بلدان الخليج مما يحدث على الأرض في الشارع العربي اليوم؟ وهل ما يحدث في بعض المدن العمانية وفي البحرين مؤشرات يمكن من خلالها قراءة المستقبل؟ وهل ما زال بيننا من يصر على أن «الخليج ليس مصر ولا تونس ولا ليبيا»؟

الصحيح أن تجربة التنمية في بلدان الخليج كانت مختلفة، وأكثر وضوحاً من بلدان عربية نفطية أخرى. والصحيح أيضاً أن الاستقرار السياسي الذي عاشته بلدان الخليج في الخمسين سنة الماضية، منحها فرصة أكبر وأفضل لتحقيق مستويات جيدة في البنى التحتية والتعليم والصحة والاقتصاد.

لكن هذا لم يكن كافياً لضمان استقرار سياسي دائم، لمجموعة من الأسباب. فوجود نسبة من أبناء الخليج تحت خط الفقر، وهم يعيشون في بلدان شديدة الغنى، أقل ما يقال عنه إنه قصور تنموي وسياسي. وتراجع الطبقة المتوسطة في بعض البلدان الخليجية، شكل معضلة اقتصادية واجتماعية، ستؤثر عاجلاً أم آجلا على الاستقرار السياسي الذي تنشده مؤسسات الحكم في الخليج. والارتهان لفكرة أن كل من ينشد الإصلاح ليس سوى طالب سلطة أو مال، أخرت كثيرا من الخطوات التي كان يمكن لها أن تسهم في بناء سياسي واقتصادي واجتماعي أكثر تناغماً مع آلية الحكم العائلي في منطقتنا.

إنها فكرة خادعة، أن نعتقد أن بلدان الخليج كلها في منأى عما يحدث في الشارع العربي اليوم. فلقد أثبتت الأحداث الراهنة في مصر وتونس وليبيا، أن الفقر أو البطالة لم يكونا الحافز الأكبر للتظاهر وحمل لافتة «الشعب يريد إسقاط النظام». إنها منظومة من الأسباب، يكمل بعضها بعضا، تلك التي تقود إلى الانفجار والثورة على كل شيء. هذه المنظومة يمكن أن تحمل عنواناً واحداً هو الكرامة! وهذه «الكرامة» يجرحها العوز والفقر والتهميش والإقصاء، والإحساس بأن الإنسان يعيش في موطن أجداده كما لو كان ضيفاً ثقيلاً على أهل الدار! بل إن البعض في محيطنا نسف كفاح الأجداد من كل شبر من أرض بلاده من أجل وحدة تلم الشمل، فظن أن البلاد ومن عليها «غنيمة حرب»!

إذن، المسألة أكثر تعقيداً من الفقر والبطالة وكثرة الديون. إنها ـ شئنا أم أبينا ـ توق الإنسان للشعور بالانتماء الحقيقي لوطنه. هذا الانتماء أبعد من تأمين الوظيفة والمسكن والعلاج، فالإنسان في وطنه ليس مجرد موظف في شركة أجنبية!

الحقيقة الأخرى أن أجدادنا، أيام حكم القبيلة، كانوا مشاركين بفاعلية في حراك القبيلة وقضاياها وهمومها وتركيبة «القيادة» فيها. بل كانت القبيلة هي نفسها عينا تراقب أداء شيخها وسلوكه. وكان شيخ القبيلة قدوتها ورمزها، يستقي قوته من قوة أبناء قبيلته، ولا يشذ عن رأي جماعته، خاصة في تعاملاته مع القبائل الأخرى. إذن المشاركة العملية والحقيقية في صناعة القرار، ليست مطلباً غريباً أو خارجاً عن تقاليد مجتمعاتنا. لكن هذا المطلب بات اليوم أكثر ضرورة لاستقرار منطقتنا سياسياً، في ظل المتغيرات المهولة التي أنجبت لنا أجيالاً جديدة، ولدت وهي داخل التاريخ الإنساني المعاصر لا خارجه.

فمن غير المعقول أن نتوقع من جيل الشباب اليوم، الذي يشكل 65٪ من سكان بلداننا، أن يتقبل ما تقبله الجيل الذي قبله، سياسياً وثقافياً. ومن غير المنطق أن نعامل هذا الجيل، في نظرته لذاته ولمحيطه، بنفس الطريقة التي عومل بها جيل الآباء والأجداد. ومن الخطأ الفادح أن نظن أن جيل الشباب في الخليج، معزول عن أحداث الشارع العربي «الثائر» الآن في ميادين التحرير العربية، من شمال إفريقيا إلى جنوب الجزيرة العربية.

الخلاصة أن القيادات في منطقتنا بحاجة عاجلة جداً لاستيعاب ما يحدث في بلدانها وفي محيطها. ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التنموية وتحقيق الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي المأمول، لا بد من البدء ـ اليوم وليس غداً ـ في مشاريع إصلاحية جادة. وهذه المشاريع لا بد لها أن تأخذ جدياً حق الإنسان في المشاركة، بالقول والفعل، وتفسح مجالاً أوسع للحركة والتعبير، وتبدأ عملياً في تفعيل أفكار المفكرين المخلصين من أبناء منطقتنا، لتأسيس مؤسسات رقابية صارمة، تراقب الفساد وتحاسب المفسدين من دون أن تستثني أحداً.

بقي التذكير بالحذر من تلك المقولات (أو الأحلام) الخادعة، تلك التي تقول «إن الشارع الخليجي غير».. لأن الشارع الخليجي فعلاً ليس «غير»، بل جزء أصيل من حراك الشارع العربي الكبير. ولهذا فليس من المفيد تجاهل آمال وطموحات وإحباطات الشارع الخليجي، بل المطلوب الآن إقناع الشارع الخليجي بأن مشاريع الإصلاح الجادة قد بدأت فعلاً على الأرض، وهي حق وطني لا «مكرمة» أو «منحة».

كاتب ومستشار إعلامي

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة