الثورات العربية و امتداداتها

بتاريخ الخميس، 3 مارس 2011

حين أطلقنا صفحتنا هذه قبل عامين تقريبا لم نكن نضخم ما يحدث في إمارة رأس الخيمة و نضع نظارات سوداوية نرى من خلالها مستقبلا معتما ينتظر الدولة و ليس الإمارة وحدها ، بل كنّا نستشرف هذا المستقبل القاتم التي تصنع الظروف الحالية ملامح تجهمه و تدق ناقوس الخطر المتربص بأمن الدولة و النتيجة الحتمية لذلك الدور التآمري الذي تقوم به الحكومة الاتحادية في تجاهل نداءات الاشتغاثة التي يطلقها أبناء هذه الإمارة إلى كل من يعنيه الأمر و بيده القرار لإنقاذ الإمارة و أبنائها قبل فوات الأوان . لقد تعمدت القيادة في الدولة تجاهل كل تلك الندءات المخلصة بل و تمادت في قمع أبناء هذه الإمارة بشتى أساليب القمع و القهر و البطش و الاعتقالات التعسفية و تحريك وحدات الجيش أكثر من مرة لترويع المواطنين و ترسيخ مبدأ الظلم و الاضطهاد الذي يمارسه سعود و عصابته على أبناء الإمارة .

لقد كنا نصرخ بعالي الصوت أن مثل تلك الأمور التي تحدث لن تخضع شعب رأس الخيمة بل إنها ستزيد من حالة الاحتقان و الحنق ليس على سعود وحده بل على من يؤازره و يحميه و يقوي من شوكته في اضطهاد أبناء الشعب الأحرار ،و لكن كان الصوت يرتد مدويا في آذاننا و كأننا لسنا جزءا من هذه الدولة التي نشكل فيها الغالبية العظمى من المواطنين و من حملة الشهادات العليا و من أفراد الجيش ، فكان أن تطور هذا الحنق و الغضب و الشعور بالاضطهاد إلى مشاعر سلبية ليس تجاه سعود وحده بل إلى قيادة الدولة التي عززت وجوده برغم ما كانت تسمعه و تراه من أفعاله التي أقل ما يقال عنها أنها ممارسات عصابات إجرامية و مافيا مروعة و حالات اغتصاب و انتهاك للحرمات و الأموال و بيع البلد و ما عليه لجهات معادية .

اليوم نرى هذا الحراك الحر الذي تقوم به الشعوب العربية للتخلص من طواغيتها و أنظمتها الفاسدة لتستعيد ما اغتصب من كرامتها و حريتها و حقوقها ، فهذه الشعوب لم تعد تلك القطعان المسيرة بناي الراعي و ليست الحياة اليوم هي حياة القبيلة التي يسكن زعيمها و أفرادها خيمة الشعر يشربون لبن الإبل من قدح واحد و يتقاسمون لحم خراف قطيع القبيلة و لا توجد بين الزعيم و الفرد تلك الفوارق الطبقية أو تلك الثروات المنهوبة التي تصنع جدران الفصل بين الزعيم و أبناء قبيلته و لم تكن هناك نظرة الدونية التي يشعر بها الحاكم تجاه المحكوم اليوم.

لكن هل استطاعت حكوماتنا إدراك ماهية القرن الواحد و العشرين و متطلبات الحياة الحرة الكريمة و الحقوق الواجبة لكل من يعيش على أرض الوطن و يحمل هويته ؟ لا يبدو الأمر كذلك ، فنحن لا نزال نعيش حالة من الفوضى السياسية إن صح التعبير حين تغيب مفاهيم الحياة الديموقراطية و تتلاشى معاني الحرية و الحقوق الإنسانية و الكرامة البشرية و تتحكم أجهزة الأمن القمعية في كل شاردة وواردة و يصبح هذا الجهاز البغيض المسيطر على حياة الناس في كل صغيرة و كبيرة ، و لا يبدو في الأفق أن نظامنا الحاكم يدرك مدى خطورة تماديه في تلك الغطرسة التي تعمق الشرخ الموجود فعليا بينه و بين الشعب و لا يريد أن يتوقع أن ما يحدث في البلدان المجاورة من الممكن أن يحدث في هذه الدولة و حينها لن تكون مطالب هذه الشعب تلك التى كان ينادي بها بل أن سقف المطالب سيرتفع إلى ما هو أعلى من ذلك بكثير .

في منتدى الحوار الإماراتي نشر أحدهم موضوعا خاصا برأس الخيمة ، أما لماذا رأس الخيمة ، فلأن طبيعة هذه الإمارة مختلفة عن طبيعة الإمارات الأخرى تاريخيا ، إضافة أن ما يحدث فيها من ظلم و اضطهاد لم تشهده إمارة أخرى في الدولة بل يكاد يكون الحقبة الأكثر قتامة في تاريخ هذه الإمارة الأبية .

http://www.uaehewar.net/Forums/showthread.php?t=4677

( رأس الخيمه مسلحة بكل قبائلها

السلام عليكم

سلام الله تعالى أما بعد

لابد للثورات العربية التي تحدث للشعوب العربية فراعأ كبيرأ لم يكتمل في عدة دول بعد ومنها دولتنا (( الحبيبة  )) التي أحببناها منذ قيام أجدادنا بإعلان قيام الاتحاد وانتخاب حكامها في تلك الحقبة أما الآن فنحن لم ننتخب أو نقدم الطاعة لأي حاكم أو ولي عهد وخصوصا في رأس الخيمة التي تعاني أزمات محلية خانقة مثل أزمة البطالة و أزمة الرواتب و الأراضي و القضاء وعدم وجو نظام محاسبة وإبراء للذمة المالية وهذه أقل المطالب وبالتأكيد لا وجود لأي مطلب سياسي لأبناء رأس الخيمة خلال هذه الفترة فقط والعصيبة على جميع الأنظمة العربية التي تتساقط يوما بعد يوم وفي النهاية إن لم تنفذ هذه المطالب المشروعة فنحن لم نخسر شيئأ فالشعب موجود ومسلح بأكمله ولا نريد هذا المتحكم والخيارات اللاحقة ستتوفر إما أن نستمر أو نذهب بعيدا عنكم وفي الأخير بالتأكيد الكثيرين سيقولون إنك تتحدث عن نفسك ولا تمثل رأي الأغلبيه وهذه آراء شخصية وأنا لا أنكر ذلك ولكن وقت الشدائد ستعرفون من هم أبناء راس الخيمة.)

و يرد أحدهم على هذا المقال بالتالي على رد آخر يقترح التوسل عند الشيوخ فيقول  :

(اللي يقول لريال روح عند فلان وعند علان ونحن عايشين بخير قول انت عايش بخير لاتجمع في كلامك

انا واحد عن نفسي هب عايش بخير لاشغل ولامشغله بطال اكثر من 10 سنوات

بعدين اذا انت شحات ومنعود على القوف عند بيبان المسؤولين وتقبيل احذيتهم لاتعلم عيال الناس هاذي العاده السيئه

لانهم عزاز نفس واحرار عيال احرار وانا مع المظاهرات الي بتستوي الشهر الياي وانشاءالله نعري الفاسدين)

و يقول آخر : (مع احترامي بس انت على نمط اعطني درهماً اكون لك مطيعاً

يا الحبيب لاحد يقص عليك ترى ماعفنا عن مشيختهم الا من ثلاثين سنة

وقبل من قطاع طرق ومنهم من ***ومن هم من ليس له جذور عربية من الاساس يا ولد الشيوخ

ترى الارض ارض الامارات واهل الامارات احق بثرواتها وليس لأتباع أكلة الخنازير حق في ذلك )

أما جريدة البيان فنقرأ فيها هذا المقال الرائع للمستشار الإعلامي د. سليمان البهتان بعنوان : و ماذا عن الشارع الخليجي ؟

متسائلا ما إذا كان سيتأثر بما يدور حوله في الشوارع العربية التي انطلقت منها شرارة الثورة و انتشرت كالنار في الهشيم ، حيث يرى هذا المفكر بأن الخليج ليس بمنأى عما يحدث و لن تكون ظروفه مختلفة كثيرا ففئة الشباب التي تقود الثورات اليوم تبحث عن كرامتها و حقوقها المنتهكة و شرعيتها الوجودية كأدوات فاعلة متأثرة و مؤثرة و لها حق اتخاذ قراراتها بما يتناسب و كينونتها و شخصيتها الاعتبارية بكونها جزء من هذا الوطن و قبل كل شيء بصفتها الإنسانية و استقلاليتها عن التبعية التي نشأ عليها الأجداد و التي لا تتناسب مع مفاهيم العصر الحديث و لا تتوائم مع الثقافة الفكرية لهذا الجيل ناهيك عن اختلاف الظروف المعيشية التي انتقلت من الخيمة البدوية و زعيم القبيلة إلى الحياة الحديثة العلمية التكنولوجية .

يتساءل د. سليمان البهتان في معرض حديثه قائلا : (وهل ما زال بيننا من يصر على أن «الخليج ليس مصر ولا تونس ولا ليبيا»؟ )

و يجيب : (وجود نسبة من أبناء الخليج تحت خط الفقر، وهم يعيشون في بلدان شديدة الغنى، أقل ما يقال عنه إنه قصور تنموي وسياسي. إنها فكرة خادعة، أن نعتقد أن بلدان الخليج كلها في منأى عما يحدث في الشارع العربي اليوم. ومن الخطأ الفادح أن نظن أن جيل الشباب في الخليج، معزول عن أحداث الشارع العربي «الثائر» الآن في ميادين التحرير العربية، من شمال إفريقيا إلى جنوب الجزيرة العربية.)

و يضيف : (إذن، المسألة أكثر تعقيداً من الفقر والبطالة وكثرة الديون. إنها ـ شئنا أم أبينا ـ توق الإنسان للشعور بالانتماء الحقيقي لوطنه. هذا الانتماء أبعد من تأمين الوظيفة والمسكن والعلاج، فالإنسان في وطنه ليس مجرد موظف في شركة أجنبية!  )

ثم يصل إلى خلاصة تقول : (بقي التذكير بالحذر من تلك المقولات (أو الأحلام) الخادعة، تلك التي تقول «إن الشارع الخليجي غير».. لأن الشارع الخليجي فعلاً ليس «غير»، بل جزء أصيل من حراك الشارع العربي الكبير. ولهذا فليس من المفيد تجاهل آمال وطموحات وإحباطات الشارع الخليجي، بل المطلوب الآن إقناع الشارع الخليجي بأن مشاريع الإصلاح الجادة قد بدأت فعلاً على الأرض، وهي حق وطني لا «مكرمة» أو «منحة». )

نترككم مع المصدر :

وماذا عن «الشارع الخليجي»؟

المصدر: 

http://www.albayan.ae/opinions/articles/2011-03-02-1.1394600

سليمان البهتان

  • د. سليمان الهتلان

التاريخ: 02 مارس 2011

في ظل ما يشهده العالم العربي اليوم من «حراك» ضخم، لا مفر أمامنا في منطقة الخليج من السؤال: أين بلدان الخليج مما يحدث على الأرض في الشارع العربي اليوم؟ وهل ما يحدث في بعض المدن العمانية وفي البحرين مؤشرات يمكن من خلالها قراءة المستقبل؟ وهل ما زال بيننا من يصر على أن «الخليج ليس مصر ولا تونس ولا ليبيا»؟

الصحيح أن تجربة التنمية في بلدان الخليج كانت مختلفة، وأكثر وضوحاً من بلدان عربية نفطية أخرى. والصحيح أيضاً أن الاستقرار السياسي الذي عاشته بلدان الخليج في الخمسين سنة الماضية، منحها فرصة أكبر وأفضل لتحقيق مستويات جيدة في البنى التحتية والتعليم والصحة والاقتصاد.

لكن هذا لم يكن كافياً لضمان استقرار سياسي دائم، لمجموعة من الأسباب. فوجود نسبة من أبناء الخليج تحت خط الفقر، وهم يعيشون في بلدان شديدة الغنى، أقل ما يقال عنه إنه قصور تنموي وسياسي. وتراجع الطبقة المتوسطة في بعض البلدان الخليجية، شكل معضلة اقتصادية واجتماعية، ستؤثر عاجلاً أم آجلا على الاستقرار السياسي الذي تنشده مؤسسات الحكم في الخليج. والارتهان لفكرة أن كل من ينشد الإصلاح ليس سوى طالب سلطة أو مال، أخرت كثيرا من الخطوات التي كان يمكن لها أن تسهم في بناء سياسي واقتصادي واجتماعي أكثر تناغماً مع آلية الحكم العائلي في منطقتنا.

إنها فكرة خادعة، أن نعتقد أن بلدان الخليج كلها في منأى عما يحدث في الشارع العربي اليوم. فلقد أثبتت الأحداث الراهنة في مصر وتونس وليبيا، أن الفقر أو البطالة لم يكونا الحافز الأكبر للتظاهر وحمل لافتة «الشعب يريد إسقاط النظام». إنها منظومة من الأسباب، يكمل بعضها بعضا، تلك التي تقود إلى الانفجار والثورة على كل شيء. هذه المنظومة يمكن أن تحمل عنواناً واحداً هو الكرامة! وهذه «الكرامة» يجرحها العوز والفقر والتهميش والإقصاء، والإحساس بأن الإنسان يعيش في موطن أجداده كما لو كان ضيفاً ثقيلاً على أهل الدار! بل إن البعض في محيطنا نسف كفاح الأجداد من كل شبر من أرض بلاده من أجل وحدة تلم الشمل، فظن أن البلاد ومن عليها «غنيمة حرب»!

إذن، المسألة أكثر تعقيداً من الفقر والبطالة وكثرة الديون. إنها ـ شئنا أم أبينا ـ توق الإنسان للشعور بالانتماء الحقيقي لوطنه. هذا الانتماء أبعد من تأمين الوظيفة والمسكن والعلاج، فالإنسان في وطنه ليس مجرد موظف في شركة أجنبية!

الحقيقة الأخرى أن أجدادنا، أيام حكم القبيلة، كانوا مشاركين بفاعلية في حراك القبيلة وقضاياها وهمومها وتركيبة «القيادة» فيها. بل كانت القبيلة هي نفسها عينا تراقب أداء شيخها وسلوكه. وكان شيخ القبيلة قدوتها ورمزها، يستقي قوته من قوة أبناء قبيلته، ولا يشذ عن رأي جماعته، خاصة في تعاملاته مع القبائل الأخرى. إذن المشاركة العملية والحقيقية في صناعة القرار، ليست مطلباً غريباً أو خارجاً عن تقاليد مجتمعاتنا. لكن هذا المطلب بات اليوم أكثر ضرورة لاستقرار منطقتنا سياسياً، في ظل المتغيرات المهولة التي أنجبت لنا أجيالاً جديدة، ولدت وهي داخل التاريخ الإنساني المعاصر لا خارجه.

فمن غير المعقول أن نتوقع من جيل الشباب اليوم، الذي يشكل 65٪ من سكان بلداننا، أن يتقبل ما تقبله الجيل الذي قبله، سياسياً وثقافياً. ومن غير المنطق أن نعامل هذا الجيل، في نظرته لذاته ولمحيطه، بنفس الطريقة التي عومل بها جيل الآباء والأجداد. ومن الخطأ الفادح أن نظن أن جيل الشباب في الخليج، معزول عن أحداث الشارع العربي «الثائر» الآن في ميادين التحرير العربية، من شمال إفريقيا إلى جنوب الجزيرة العربية.

الخلاصة أن القيادات في منطقتنا بحاجة عاجلة جداً لاستيعاب ما يحدث في بلدانها وفي محيطها. ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التنموية وتحقيق الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي المأمول، لا بد من البدء ـ اليوم وليس غداً ـ في مشاريع إصلاحية جادة. وهذه المشاريع لا بد لها أن تأخذ جدياً حق الإنسان في المشاركة، بالقول والفعل، وتفسح مجالاً أوسع للحركة والتعبير، وتبدأ عملياً في تفعيل أفكار المفكرين المخلصين من أبناء منطقتنا، لتأسيس مؤسسات رقابية صارمة، تراقب الفساد وتحاسب المفسدين من دون أن تستثني أحداً.

بقي التذكير بالحذر من تلك المقولات (أو الأحلام) الخادعة، تلك التي تقول «إن الشارع الخليجي غير».. لأن الشارع الخليجي فعلاً ليس «غير»، بل جزء أصيل من حراك الشارع العربي الكبير. ولهذا فليس من المفيد تجاهل آمال وطموحات وإحباطات الشارع الخليجي، بل المطلوب الآن إقناع الشارع الخليجي بأن مشاريع الإصلاح الجادة قد بدأت فعلاً على الأرض، وهي حق وطني لا «مكرمة» أو «منحة».

كاتب ومستشار إعلامي

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة