الاستحمار الإعلامي .. إضافة جديدة إلى ملف سعود الفضائحي

بتاريخ الاثنين، 7 ديسمبر 2009
| أكتب تعليقا

السفير الكويتي زيارتين خلال أسبوع

كما هو معتاد في دولة الإمارات العربية المتحدة يقوم سفراء الدول المعتمدين في الدولة بزيارات يلتقون بها بحكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى كنوع من الزيارات البروتوكولية للتعارف وتوثيق العلاقات بين القنوات الدبلوماسية المعتمدة وأقطاب الحكم في الإمارات وما رأس الخيمة ببعيدة عن هذه الزيارات ولكن ما يلفت النظر ويستوجب التأمل هو عندما يتم الإعلان مرتين عن زيارة أحد السفراء المعتمدين لهذه الأمارة وبمدة لا تتجاوز أسبوع.

فقبل عيد الأضحى أعلنت  (وام) ولمرتين عن قيام سفير دولة الكويت بزيارة إمارة رأس الخيمة ولقاءه بسعود ولو نظرنا إلى أبعاد هاتين الزيارتين المعلنتين من جملة زيارات غير معلنة  لعرفنا أن هنالك أزمة قد تطفو إلى السطح وتفوح رائحتها في الأيام القادمة  وإن أسباب هذه الأزمة التي يسعى سفير دولة الكويت إلى حلّها تتعلق بأموال مستثمرين كويتيين وضعوا أموالهم في مشاريع اتضح فيما بعد إنها من ضمن قائمة المشاريع الوهمية التي يتركز نشاط خاطر مسعد وسعود عليها في لعبة تدور رحاها منذ ما يقرب الست سنوات أكلت الأخضر واليابس من أموال الحكومة المحلية و المواطنين ومستثمرين عرب وأجانب لتذهب إلى حسابات خاصة بسعود ومسعد .

إن مشاكل المشاريع الوهمية تطفو على السطح وتثير أزمات بين المستثمرين الذين اكتشفوا زيف الأعمال و و الوهم الذي نشره سعود بمعونة مباشرة من وكالة أنباء الدولة الرسمية وإن أموالهم التي أدرجوها لحسابات هذه المشاريع قد تبخرت وذهبت في أدراج الحسابات الخاصة وإنهم قد استدرجوا إلى فخ كبير ساهمت قنوات حكومية في الترويج له بما أضفى عليه الشرعية التي تجعل المستثمر والمواطن يشعر بالاطمئنان لمصداقية هذه الأعمال ولكن ما حدث كان خلاف ما تم الترويج له وإن المشاريع التي أعلن عنها ما هي إلا هواء في شبك وما تم تنفيذه من مشاريع ضئيلة استخدمت كواجهة للخديعة لم تستلم الشركات المنفذة لها أي شي من مستحقاتها و إن قصة المستثمرين الكويتيين ما هي إلا نموذج من قصص كثيرة لازال أصاحبها ينتظرون وعود سعود بتسديد مستحقاتهم المالية عن مشاريع تم تنفيذها من قبلهم ولكن سعود لم يفِ بالتزاماته ولم يقم بتسديد ما عليه من مستحقات.

  فمنذ سنوات عدة تقوم السفارة الكويتية في الإمارات بمتابعة هذا الموضوع وكلما تغير سفير يقوم السفير الجديد بمتابعة البحث عن حلول مع سعود ولكن هيهات أن يقوم سعود بإيجاد حل للقضية  كعادته في أكل حقوق الغير وإصراره الغبي على المطاولة ظناً منه بتخلي الآخرين عن حقوقهم نتيجة تعبهم من المطالبة  وكما يصر سعود على عدم الإيفاء بالتسديد فإنه يصر على استثمار خبر الزيارة كمنجز إعلامي وفاته إن الإعلان لمرتين في أسبوع واحد لزيارة دبلوماسي تعني إن هنالك أمراً يحدث استوجب التحرك الدبلوماسي وربما إن عجزت الدبلوماسية الكويتية المتمثلة بسفيرها المعتمد قد تلجأ لإجراءات أخرى تؤثر وبشكل مباشر على العلاقات التاريخية بين إمارة رأس الخيمة ودولة الكويت ومن ثم تنعكس بدورها على العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات و الكويت وربما إن سعود لا يكف عن تصرفاته الرعناء في إفساد علاقات الدولة بدول أخرى  والشواهد كثيرة وموثقة .

هنا نتذكر زيارات السفير الإيراني التي كانت تتم بشكل شبه يومي لسعود، و هو بالطبع خارج أطر الديبلوماسية بل هو خروج على عهود التبادل الديبلوماسي بين الدولتين ، لنكتشف فيما بعد سر تلك الزيارات المريبة حين يندد الإعلام العالمي بالعلاقات الوثيقة التي تربط بين سعود و النظام الإيراني الأمر الذي وصل إلى حد تأجير الإمارة لإيران ، حيث يقوم فريق من قبل الحكومة الإيرانية في إدارة أمورها .

إن الذكاء الذي يتمتع به السفير الإيراني بالطبع لا نجده عند سعود ، فقد حذر الأول من نشر أي خبر عن زياراته تلك و جعلها في غياهب السرية المطلقة ـ و كيف لا و هو ينفذ مخططا أعدّ منذ عقود و رسخه على أرض الواقع في هذه الإمارة المسروقة . كان بود سعود ربما للتلميع الإعلامي أن يشير إلى تلك الزيارات غير أن خضوعه لأوامر السيد الإيراني منعه عن الإعلان عنها أو حتى الإشارة إليها ، إلى جانب أن تلك الزيارات في معظمها جاءت لترتيب أمور السيطرة على الإمارة و تنسيق أمور التهريب من رأس الخيمة إلى إيران و العكس، لذا وجدنا قبل فترة أن الخلايا الإرهابية التي تم القبض عليها في رأس الخيمة كانت مزودة بأسلحة و متفجرات إيرانية .

لكن السفير الكويتي شاء أن تكون زياراته علنية كي يوصل رسالة للعالم على أن هناك أمراً ملحّاً يدعوه لتكرار الزيارة ، فمثل ذلك التكرار ليس بروتوكوليا و لكن ينم عن أمور أخرى يحاول السفير طرحها و إن مشكلة الشركات الكويتية التي ذهبت ضحية الاحتيال و الطمع و السرقة سوف تفتح المجال لدول أخرى واجهت شركاتها نفس المصير الذي واجهته الشركات الكويتية ، و سوف نرى سلسلة من زيارات ( المطالبة) باسترداد الحقوق يقوم بها سفراء تلك الدول التي تنتمي إليها الشركات الضحية .

عليك يا سعود أن تدرك إن سعيك الشخصي في القيام بعمليات نصب واحتيال لن يمرّ دون أن تقع في شرِّ أعمالك وها أنت تُلبس أعمال النصب التي تقوم بها لبوس الصفة الرسمية بما أساء و يسيء إلى الإمارة والدولة معاً .
 

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة