إيران ـ راك جيت ...هل أصابع إيران و رأس الخيمة ملوثة بدماء المبحوح ؟

بتاريخ السبت، 27 فبراير 2010
| أكتب تعليقا

 

 

قد لا نبالغ حين نقرأ ما بين سطور وملابسات الجريمة و ما تتناقله وسائل الإعلام العالمية التي تتمع بشفافية يفتقر لها إعلامنا العربي عامة و المحلي بشكل خاص .

حين قلنا و زدنا و أعدنا أن ما يحدث في رأس الخيمة سينجر وباله على الدولة بأكملها ، كنا على يقين من حدوث ذلك عاجلا أم آجلا . إن التاريخ يعلمنا دروسا و عبر مرّ بها الأقدمون و تركت أثارها كي يتعظ بها اللاحقون ، لقد وجهنا الصوت عاليا لسلطات الدولة كي تتخذ الموقف المناسب من هذه الإمارة و ما يفرضه عليها الواجب و الضمير حول ما يجري فيها من انفلات أمني كبير محذرين أن آثاره لن تقتصر على هذه البقعة الصغيرة المسماة ( رأس الخيمة) بل ستضرب في كل أطناب الدولة . و حدث الكثير الذي يحمل دلالات واضحة على صحة تحذيرنا إلا أن الدولة اتخذت موقفا عجيبا غريبا لا يرقى لمستوى الدول المتحضرة حيث قامت بحجب مواقعنا التي تكشف الحقيقة كي لا يطلع عليها القارئ في دولة الإمارات و كي لا تزعج صرخات استغاثاتنا لإنقاذ الدولة مما يحيق بها من مخاطر ، آذان المسئولين . الآن ها هي دبي تدفع الثمن تكرارا ومرارا بسبب ما يحدث في هذه الإمارة المنفلتة أمنيا عدا عما يتعرض له مواطنيها من ظلم و اغتصاب .

لقد أصبحت رأس الخيمة وكرا للعصابات و ملاذا للمجرمين و مصرفا لغسيل الأموال و مرفأ لتهريب الأسلحة و المخدرات و غيرها . ربما لا يسمع الكثيرون عما يدور فيها يوميا من جرائم قتل و اغتصاب و تصفيات ، و قد أشرنا سابقا إلى مصنع رأس الخيمة للسيراميك الذي يمتلك سجنا خاصا و تسجل فيه حوادث اعتداء و قتل شبه يومية ، إلا أن شهرة رأس الخيمة لا ترقى إلى شهرة دبي كي تتداول وسائل الإعلام تلك الحوادث كما يحدث اليوم مع دبي . لكن بالطبع جهاز أمن الدولة على علم بكل ما يحدث هناك و لكنه ولسبب ما ، لا يرغب في وضع حد له .

دبي تتلقف الضربات الموجعة يوما بعد يوم ، و لتتبع أمر ما يحدث فيها يبرز إسم رأس الخيمة كطرف رئيسي في كل قضية ، فمن قضية تصفية الزعيم الشيشاني حيث كان القتلة يقيمون برأس الخيمة ، إلى قضية محاولة تفجير برج خليفة ، و بالطبع ألقي القبض على الخلية الإرهابية برأس الخيمة و اليوم قضية اغتيال المبحوح التي تبين أن المتهمين الرئيسين الذين خططا و أرشدا لمكان المبحوح يعملان أيضا في إدارة أموال فلسطينية برأس الخيمة كما تشير صحيفية إنتيليجانس أونلاين التي أضافت ايضا أن المبحوح كان دائم السفر إلى إيران من رأس الخيمة إلى جزيرة كيش الإيرانية ومنها إلى طهران لمقابلة القيادة الخامنئية هناك ! ولم لا ، ألم تصفها الجريدة الكندية ( ذي ناشيونال ) ذات يوم بأنها الإمارة المؤجرة لإيران و يديرها رجال من الحرس الثوري الجمهوري ؟ إذا كل ما يرتبط بإيران لا بد له من العبور من خلال بوابتها ـ إمارة رأس الخيمة.

و قد تناقلت التقارير الإخبارية أن المبحوح كان قد زار القنصلية الإيرانية بدبي قبل أن يعود إلى الفندق ليلاقي حتفه ،

 

http://www.intelligenceonline.com/detail/detail_articles/p_detail.asp?DOC_I_ID=80112499&CONTEXT=BOI&SERVICE=ART&CODEAFFILIE=A_INDIGO&CONTEXTINFOS=&SEARCHTEXT=%22DUBAI%22

 

)The Hamas official, in charge of buying and transporting arms,

arrived at the hotel at 4.30pm. At 5pm he went to the Iranian Consulate, in the centre of  Dubai  , and he returned to his room at 9 p.m.)

و قد غادر إثنان من المنفذين إلى إيران بعد انتهاء المهمة فورا !

و هنا يلح سؤال يحتاج إلى تروي في الإجابة و التحليل ـ ترى هل يوجد لإيران ضلع فيما حدث؟ هل بلّغت إيران عبر أحد عملائها بتحركات المبحوح لكي تقوم الجهة المنفذة بإتمام العملية ؟ هل ضحت إيران بأحد أصدقائها لصرف نظر العالم عن ملفها النووي و انشغاله بقضية تحرج إسرائيل في المقام الأول و هي التي تهدد و تتوعد إيران؟ و هل استغلت إيران رأس الخيمة التي تربطها بها روابط وثيقة في تنفيذ مخططها الشيطاني ، خاصة و أن العميلين الفلسطينيين كانا يديران أعمالهما منذ العام 2008 في رأس الخيمة و أن المبحوح اعتاد السفر إلى إيران عبر مطار موانئ رأس الخيمة ؟ ترى هل قام عملاء إيران في رأس الخيمة بمهمتهم التي أوكلها إليهم حرس الثورة الجمهوري على خير وجه ؟ ربما ليست المرة الأولى التي تستخدم إيران أذرعتها الخارجية من العملاء و الخونة في تنفيذ مهامها القذرة و حتما لن تكون الأخيرة . و رأس الخيمة التي تدار من قبل إيران و حرسها الجمهوري و التي تفتح حدودها بوابات تهريب من و إلى إيران لا نستبعد أن تكون العميل الذي تآمرت معه إيران ممثلا بشخصيات ذات نفوذ في الإمارة لكي تقدم لها هذه الخدمة التي تجعل من هذه الجريمة حجة لها في وجه الدول التي تصفها بالإرهاب و تحول الأنظار العالمية إلى غريمتها إسرائيل .

إذا كان الموساد قد نفذ العملية بكل حرفية في التخلص من شخص المبحوح بحجة أنه مطلوب لدى إسرائيل و يهدد أمنها ، فإيران أيضا نفذت مهمتها بكل اقتدار حين وضعت جهاز الموساد و إسرائيل في هذا الموقف المحرج أمام العالم و نجحت في صرف الأنظار و إن مؤقتا عن قضية ملفها النووي التي كانت الشغل الشاغل للعالم بأسره .

هذه القضايا الثلاث الأكثر ظهورا في وسائل الإعلام العالمية ، لكن هناك المئات و ربما الآلاف من قضايا الفساد و الجريمة الأقل شأنا يتم التكتم عليها من قبل أجهزة الإعلام المحلية بأوامر من سلطات الدولة و مسئوليها ، ربما لحاجة في نفس يعقوب !

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة