أصوات الكسارات تعلو صوت المواطن و استغاثته

بتاريخ الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009
| أكتب تعليقا







لا ندري لماذا كلما علت أصوات المواطنين علت أصوات الكسارات وتصاعد غبارها ليخنق البشر والشجر حتى كأن اصواتنا لا تصل إلى الحكومة الاتحادية وهذا ما أضحى نتيجة حتمية لنزاع طال أمده مع حكومة رأس المحلية التي يستغلها شخص واحد لمصالحه الخاصة حيث إن الحكومة منشغلة في مشاريعها الخاصة والتي لا تملكها الحكومة المحلية بل هي عائدة لسعود الذي يعمل لمصلحته الشخصية .
ماذا يمكن للمواطن أن يقول أكثر من أنه يعاني الأمرين من وجوده في هذه الإمارة فمن جو ملوث إلى شوارع متكسرة إلى شحة في الماء والكهرباء وينظر إلى خطط ما تسمى بحكومة رأس الخيمة يجدها عبارة عن مشاريع استثمارية  خيالية  موجهة ضمن نشاط سياحي بينما الإمارة تفتقر لشارع يخلو من الحفر التي سببتها الشاحنات الكبيرة التي تحمل صخور الجبال المتكسرة إضافة إلى الصخور التي تسقط من هذه الشاحنات على الشوارع مما يتسبب بحوادث مأساوية ، ولا ندري كيف يمكن أن تقام سياحة في بلد لا توجد فيه شوارع سليمة وجوه ملوث بالغبار أليس هذا تناقض وقع فيه سعود ومن خطط له لترويج مشاريع وهمية لا تمت بصلة إلى واقع الإمارة ومحاولة النهوض ببنيتها التحتية.
إن ما يقوم به سعود هو إنهاك لقدرات رأس الخيمة الطبيعية والبشرية فالكسارات التي أتت على الجبال في جريمة تمارس بحق البيئة من تلوث و تشويه المناظر الطبيعية إلى جانب تفشي الأمراض الصدرية و السرطانية بين أبناء البلد ، وهذا بدوره ينعكس على الوضع الصحي للمواطن فكأنما هناك مخطط لتدمير البنية الصحية للمواطن وتهجيره بفرض واقع جديد عليه حيث لا يمكنه التعايش مع هذه الظروف في هذه الإمارة ، بما يسهل عملية بيعها وإسكات المعارضين للعمليات المشبوهة التي تجري على أرض إمارتنا، فكيف يمكن للمواطن أن يعيش في مثل هذه الأجواء والظروف القاهرة؟
كما هو معروف إن للإمارة تخصيصات اتحادية من أجل إقامة مشاريع الهدف منها تطوير البنية التحتية وإنشاء مجمعات سكنية  ولكن كل هذه التخصيصات لا تذهب لتمويل مشاريع تصب في صالح المواطن بل تذهب لتمويل مشاريع سعود الوهمية وبالنتيجة النهائية تذهب كأرقام إضافية لحساباته المصرفية كل هذا يحدث وللدولة عين لا ترى ولسان لا ينطق  بينما يعلو غبار الكسارات وأصوات الشاحنات التي تنقل جبالنا المكسرة ويبقى المواطن يعاني ولا يجد من ينقذه من معاناته والأمراض التي تفتك بصحته . ومن عجائب الأمور إن التصريحات الرسمية دائماً تأتي إلى جانب الكسارات حيث تعلن وزارة البيئة إن نسبة التزام الكسارات بتخفيض نسبة التلوث كانت بنسبة 97% في سنة 2009 والغامض في الموضوع كيف تم قياس نسبة هذا الالتزام بينما لا يزال الغبار يتصاعد وما مغزى هذا التصريح ؟ هل هو لإسكات المواطن ولمصلحة من كل هذا يجري؟ هل من أجل شخص واحد يباد شعب بأكمله ؟ إن الكسارات تستخدم مرشات مياه لتبديد الغبار وبهذا يتضاعف الهم على المواطن ما بين غبار متصاعد وشحة مياه جراء مقاسمة الكسارات للمواطنين في المياه، إنها كارثة حقيقية تسهم فيها الدولة بشكل كبير وتساند شخصاً قام بتحطيم صحة المواطن وأمعن في هدم متعمد للبنية التحتية لرأس الخيمة وباعها للأعداء و قبل كل ذلك داس على دستور الدولة غير آبه .. أمر محير و عجيب يا دولتنا الحبيبة .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة