هل انتهى شهر العسل بين سعود و مصنع اسمنت الاتحاد؟

بتاريخ الأحد، 19 سبتمبر 2010
| أكتب تعليقا

أشرنا قبل فترة في مقالة حول تهريب المخدرات عن طريق مصنع اسمنت الاتحاد مخبأة في جوانب حاويات الإسمنت ، و أشرنا في موضوع آخر إلى الخسائر الفادحة التي منيَ بها مصنع اسمنت الاتحاد بعد التوسعة الأخيرة التي كلفت مئات الملايين التي انتزعت من أرباح المساهمين و تبين أنها صفقة مغشوشة تمت بين شركة صينية و عصابة سعود/ مسعد في استيراد خردة لا ضمان عليها من قبل المورد و لا صيانة لها ، فقد ذهب الحمار بأم عمرو ــ فلا رجعت و لا رجع الحمار! فلم تزد التوسعة المصنع إلا خسارة و لم يسلم المساهمين على حقوقهم المدفوعة في المصنع بينما ذهب ريع الصفقة إلى خزائن سعود و عصابته و المساهم دفع الثمن .

قبل فترة أوقف حرس الحدود الاتحادي في ميناء صقر برأس الخيمة ، حيث يتم تصدير الإسمنت إلى خارج الإمارة و الدولة ، سفينة محملة بالمخدرات . الخبر ليس بالمفاجئة التي يمكن تخيلها ، فهذه الإمارة التي أصبحت وكرا للعصابات و منفذا للتهريب بكل أشكاله لن يشكل مثل هذا الخبر مفاجئة للقارئ . لكننا هنا بصدد قراءة من نوع آخر في بحث سعود عن كبش المحرقة.

سعود تبرأ من الموضوع جملة و تفصيلا و نسب الفعل و ما تحمله السفينة التي ربما كانت تحمل موادا لمصنع اسمنت الاتحاد بأنها تخص رئيس المصنع وحده و لا دخل له بها . و قبل ذلك بفترة دفع به في قضية الغش التي تعرض لها المصنع جراء التوسعة الجديدة التي أدت به إلى خسارة غير متوقعة ليصبح المتهم الرئيسي في قضية الغش تلك . لقد لجأ سعود إلى تلك التهم و الذرائع لدرء الجرم عنه و تقديم رئيس المصنع كبشا على محرقة نجاته.

يتولى إدارة مصنع إسمنت الاتحاد فردا من العائلة الحاكمة يدعى صقر بن خالد بن حميد القاسمي و يساعده في الإدارة عدد من المواطنين و الأجانب . و كما عرفنا هذا الرجل فإنه شخص يميل إلى التقوى و الصلاح و يواظب على التردد على المسجد ، فهل يا ترى كان حقا كما عرفناه التقي الصالح أم أنه ذلك كان مظهرا يتوارى خلفه لممارسة جرائم مخلة بالشرف و الأمانة؟ إن الأمر المحيّر في الموضوع هو أن شخصا كهذا عرف عنه التدين و الالتزام كيف قبل بأن يكون أداة في يد سعود و غطاءا لعملياته المشبوهة و رضي بأن يكون هذا المصنع الذي يتولى إدارته مركزا للغش و تهريب المخدرات ؟

المؤمن الحق لا يمكن أن يرتضي على نفسه القيام بهذا الدور المشبوه و لا عذر له في ذلك ، و كذلك المواطن المخلص لا يقبل أن يكون أداة في يد الآخر حين يتعلق الأمر بالنزاهة و الشرف و أمن الوطن. غير أن ما حدث بالنسبة لمصنع اسمنت الاتحاد و القائمين على إدارته يشي بغير المتوقع و لا يستبعد أي احتمال بل و يبرر جنوح سعود لاتهام رئيسه في ضلوعه في جميع تلك العمليات المشبوهة التي اتخذت من مؤسسة شبه رسمية وكرا لتجارة المخدرات و لا يستثني كذلك ضلوعه في مؤامرة الغش التي تعرضت لها التوسعة الجديدة .

إن الأمانة و الخيانة مفاهيم مطلقة لا تقبل التجزئة وهي كلية المعنى منطبقة على الفرد و متمثلة في جميع ممارساته و منعكسة على قراراته فلا يمكن أن يكون أمينا و خائنا في نفس الوقت ، و لا يمكنه أن يكون نزيها حينا و خائنا حينا آخر ، فإما أن يكون مخلصا رافضا لكل ما يشوب سمعته وشرفه ، و محافظا على سمعة و أمن وطنه ، و إما خائنا غير آبه بكل مفاهيم الخلق و الدين و الوطنية و الأمانة . من هنا نستطيع أن نفسر تصرف سعود الأخير في تقديم رئيس مصنع اسمنت الاتحاد على مذبح الفداء.

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة