سعود يستقبل القنصل الإيراني الجديد في فندق بأبوظبي

بتاريخ الثلاثاء، 25 مايو 2010
| أكتب تعليقا

في خضم التجاذبات السياسية التي تمر بها دولة الإمارات و إيران و جنوح إيران إلى أساليب التهديد و الوعيد المبطن ردا على تصريح وزارة الخارجية التي اعتبرت أن احتلال إيران للجزر العربية طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى لا يختلف عن احتلال إسرائيل لأراض عربية ، تفاجئنا وام كالعادة بنشر خبر مثير للريبة و الاشمئزاز :

الخبر كما نشرته وام

سعود الذي يقيم منذ أكثر من شهر في فندق بأبو ظبي يستقبل القنصل الإيراني الجديد في هذا الفندق! هذا القنصل الذي اختار أول زيارة تعارف له أن تكون لعميل إيران الرسمي في دولة الإمارات و في عقر دار إمارة أبو ظبي بالذات عاصمة الدولة و كأن الزيارة تأتي كرسالة إيرانية على التصريحات الإماراتية الأخيرة الصادرة من وزير الخارجية الظبياني، هذه الزيارة جاءت لتؤكد متانة الروابط التي تربط سعود بإيران .

حين كنا نتحدث عن العلاقة الآثمة بين سعود و النظام الإيراني ممثلا بحرس الثورة الإيرانية الذي يتخذ من رأس الخيمة مقرا له ، خرج لنا من يصف مقالاتنا بأنها إثارة للفتنة و التلفيق غير المبرر و ما إلى ذلك من النعوت التي لا تدل سوى على عقول خاوية و رؤوس تُدفن في رمال صحرائنا المتحركة كي لا ترى العين و لا تبصر بما يدور من مؤامرات تحاك في هذه الإمارة لبسط النفوذ الإيراني و تهيئة الدولة بكاملها للحظة تحقيق الحلم .

لماذا يا ترى تأتي زيارة القنصل الإيراني لأحد رسميي الدولة في هذا الوقت الحرج ؟ أو لنقل لماذا يأتي قنصلا جديدا الآن في حمى المزايدات اللفظية بين الدولتين ؟ و ما الذي يختبئ خلف النوايا الإيرانية لمستقبل العلاقة بينها و بين دولة الإمارات؟ هذه الزيارة لم تأتِ عبثا أو بدون قصد ـ فنحن برغم ما خلقه تاريخ العلاقة المتوترة مع إيران و موقفنا منها إلا أننا لا نستطيع أن نصفها إلا بما هي عليه ، فهذه الجمهورية التي استطاعت تحدي الظروف العالمية و حرب الثمان سنوات مع العراق في بداية تكوينها ، لم تظهر يوما بموقف الضعيف أو الخاضع للإرادة العالمية بل استطاعت أن ترفع الصوت عاليا في وجه كل من انتقدها أو قاطعها أو اتخذ منها موقفا سلبيا . بل أنها استطاعت التحدي بخلق ترسانة تسلح قوية و تجنيد الملايين من شعبها ليوم الوقيعة الذي تنتظره .

لقد كان طموحها في امتلاك مفاعلات نووية قويا و معلنا و استطاعت اختراق العقوبات الأممية عليها مستغلة عملائها في العديد من الدول و تأتي دولة الإمارات على قائمتها و رأس الخيمة على قائمة إمارات الدولة ممثلة بعميلها الرسمي سعود بن صقر . و تعلم إيران جيدا مدى قدراتها النووية و ما تمتلكه من أسلحة الدمار الشامل لذا نجدها لا تأبه لتلك التحديات الدولية بفرض العقوبات الاقتصادية و مناشدات أصدقائها بحل الأزمة سلميا تجنبا لحرب محتملة قد تشنها الولايات المتحدة و إسرائيل معا و ربما ستحظى بتأييد المجتمع الدولي حينها .

جمهورية إيران تعرف كيف تخطط مستقبلها تماما و قد أعدت العدة ليومها المنتظر و قامت بتعبئة شعبها ضد جميع المخاطر التي ستواجهها و في نفس الوقت لم تستسلم لحرب الثمان سنوات أو المقاطعة العالمية لها فبنت اقتصادا قادرا على تحدي الأزمات و وضعت خططها التوسعية بل وقامت بتنفيذها .

إن دولة الإمارات ليست خارج المعادلة الإيرانية الاستعمارية بل هي لب الموضوع و ها نحن نرى كيف أنها أغرقت الدولة بالسلاح و المخدرات و استغلت أجزاء منها كنقاط تهريب ساخنة و ملاذا لخلاياها النائمة .

إذاً زيارة القنصل لسعود في هذا الوقت جاءت لتبرهن على أن إيران ذاهبة في مخطط السيطرة إلى أبعد الحدود و أنها إذ تقوم بتلك الخطوة فإنما تريد أن توجه رسالة إلى أصحاب القرار في الدولة بأنها تمسك بخيوط اللعبة و أن لها من بين ظهرانيهم من تأتمن له و تثق به فكانت باكورة زيارات القنصل له باعتباره المخلص الوفي و الحارس الأمين لمصالحها التي تتمثل في خروقاتها لأمن و سيادة الدولة بأكملها . هذه الزيارة دليل ساطع حتى لأولئك الذين يفضلون البقاء في العتمة بان إيران تعرف أين تضع قدمها على درجات السلم و هي مطمئنة بأنها لا تخطئ الصعود .

يذكرنا التاريخ دائما بأن نهايات الأمم تأتي من خيانة القائمين على أمرها ، فهل يا ترى نشهد الآن نهاية دورة تاريخية و بداية أخرى بتكرار الموقف ؟ ليت قومي يعلمون !

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة