ميداليات الماراثون الصحي عنصرية ( تشوش) مشاعر ضاحي خلفان
بتاريخ الجمعة، 13 نوفمبر 2009
| أكتب تعليقا
في مقال نشرته جريدة الخليج بتاريخ 8 / 11 / 2009 جاء فيه : " تحدث الفريق ضاحي خلفان تميم عن مشروع تتم دراسته حالياً مع الجهات المختصة بالدولة خاص بضبط المطلوبين محلياً، مشيراً الى أن الموضوع لا يزال في طور النقاش والدراسة بهدف الوصول لآلية موحدة على مستوى الدولة لضبط هؤلاء المطلوبين . "
لا داعي للاستعجال ! لتأخذوا وقتكم الكامل في الدراسة حتى و إن استمرت لعشرات السنين ـ فهؤلاء المطلوبين هم منكم و إليكم و لا يصح اتخاذ قرار مستعجل بخصوصهم حتى لا يمسكم التطبيق ، و بما إنكم من يصنع القرار و يقوم بالدراسة فينطبق هنا البيت القائل :
( زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ...... فأبشر بطول سلامة يا مربعُ) !
و يورد ضاحي خلفان في حديثه هذه العبارة التي يستنكر فيها ألوان البطاقة الصحية جاء فيها :
" وتساءل قائد عام شرطة دبي كيف يكون هناك ثلاث مستويات لبطاقات الصحة الممنوحة للمواطنين منها الذهبي والبرونزي والفضي مؤكداً أنه عندما يشعر المواطن بالفرق في تلك الخدمات المقدمة له يشعر بالأسى وتخلق نوعاً من التشويش في مشاعره . "
لا لا يا بو فارس ، سلامة مشاعرك من التشويش ، نحن أبناء الإمارات الشمالية ، مشاعرنا ـ كرامتنا ـ حقوقنا ، تنذبح ، تنسلخ ، تنقصف ، تنحرق مب مهم .. لكن مشاعر سعادتكم تتشوش ! لا هذا شيء ما ينسكت عليه أبدا . نحن شعب الإمارت الشمالية نطالب بـ " بتصفية " مشاعركم اللي صابها " التشويش "
يا ترى ، ألست القائد العام لشرطة دبي و من المقربين جدا لحاكم دبي الذي هو رئيس مجلس الوزراء ؟ أليست هذه الألوان التي " شوشت " مشاعرك صادرة بقرار وزاري ؟ أما كان بإمكانك النصح قبل إصدار مثل هذا القرار العنصري ؟
لكن هذا ليس وليد اللحظة بل هو سياسة هذه الدولة في التعامل مع فئات الشعب التي تم تقسيمها حسب الشعور العنصري ، فمنهم من فاز بميدالية السباق الذهبية و هم بالطبع المميزون دائما في الحقوق من سكان إمارتي أبوظبي و دبي ، و منهم من تحصّل على الميدالية الفضية و هم من درجة أقل في المستوى الجغرافي عن تلك الإماراتين ، أما بقية الشعب المظلوم فرميت عليه الميدالية البرونزية كي يشعر بدونيته أكثر و أكثر ، و لتتضح صورة العنصرية القبيحة في هذه الدولة للعالم .
و نقرأ هذه العبارة في حديثه للجريدة : " ونفى أن يكون هذا التفاوت في تقديم الخدمات من امارة لأخرى يخلق نوع من القلق الأمني، مؤكداً أن شعب الامارات يؤمن بقياداته ويلبون طاعتهم "
أنت إذا تجزم بأن هذا التفاوت من إمارة لأخرى لن يخلق نوعا من القلق الأمني ، فعلام يا ترى استند يقينك هذا ؟ و لماذا مس الهاجس الأمني ؟ هل لأن المنطق و التاريخ يعلمنا ذلك ؟ إن كنت تعلم ذلك ، و نظنك تعلم ، كان الأحرى بك أن تؤكد يقينك بالقلق لا تنفيه ، هذا إن كنت تحرص على أمن دولتك و حقوق مواطنيها ! و تؤكد أن شعب الإمارات يؤمن بقياداته و يلبون طاعتهم ـ فهل هذا جزاء من آمن و صدّق و اتبع ؟ هل هذه النتيجة العنصرية هي التي يتوقعها الشعب من قيادته التي أخلص ولائه لها ؟
ثم نقرأ هذه العبارة : " وأعرب قائد عام شرطة دبي عن يقينه التام وانه لا يساوره أدنى شك في ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة و صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد والحكام لا يقبلون بهذا التفاوت . "
إن كنت متأكدا مما تقول ، فماذا يعني أن تُتخذ قرارات ضارة بسمعة الدولة و أمنها و مصلحة مواطنيها و حقوقهم و كرامتهم في غياب معرفة رئيس الدولة و نائبه بتلك القرارات؟ هل يعني هذا أن هذه الدولة أصبحت تحت إدارة فئات تعمل على تفكيكها وزرع العنصرية البغيضة بين أبنائها ؟ هل أصبحت قيادات الدولة مجرد رموز لا مسئولة ؟ و هل أصبح اتخاذ القرار بتلك السهولة التي نراه عليها بصرف النظر عن أهميته و مدى فاعليته أو تأثيره ؟ إذا كان الأمر كذلك فنحن إذا لسنا دولة الإمارات العربية المتحدة ، بل نحن ولاية تتبع دولة أجنبية عدوة ترسم سياستها و تفرض قراراتها و تنفذ مخططاتها .
و تورد الصحيفة على لسان ضاحي خلفان هذه الفقرة : " وأشار الى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي علمنا ان الاتحاد هو المصير وانه فوق كل الاعتبارات، لافتاً الى ان ما يحز في نفسه كمسؤول أن يكون هناك تفاوت في مستويات خدمة التعليم والصحة المقدمة للمواطنين ليست على مستوى واحد في كل الامارات ."
إذا كان الاتحاد هو المصير كما يقول معلمك الأول ، ترى هل لنا أن نعرف معنى هذا الاتحاد المقصود في هذه العبارة؟ هو بالطبع ليس المعنى المتعارف عليه عالميا ، فالاتحاد يعني المساواة في الحقوق و الواجبات ، و أن الجميع سواسية أمام القانون و هذا الشيء بالذات الذي يفتقده اتحادنا بشكل جلي و بغيض ، و أما لو كنت تقصد كلمة ( المصير) كما هي في اللهجة المحلية فإنها تعني ( المصران ) و اتحادنا هو ( المصران الأعور ) الذي لا يرى و لا يعلم الحقيقة و ربما تآكل بفعل نمو الديدان فيه ووجب استئصاله !
