أحمد الغرير ، من القاع إلى القمة

بتاريخ الجمعة، 19 مارس 2010
| أكتب تعليقا

أحمد الغرير جد سعود ـ نشك أن يكون الإسم الحقيقي أحمد ربما هو إسم استحدثه لنفسه بعد الوصول إلى دبي كما حدث بالنسبة لأبنائه حين تغيرت أسمائهم من أسماء أعجمية إلى أسماء عربية كي يندمجوا في المجتمع الإماراتي.

نبدأ بالحلقة الأولى من سيرة عائلة الغرير الإيرانية ، بداياتهم و كيف تحولوا من تحت خط الفقر إلى قائمة أثرياء العالم .

جاء أحمد الغرير من إيران إلى دبي بحثا عن لقمة العيش ، فلعله يجد ما يسد به رمقه بسبب شظف العيش الذي كانت تئن منه إيران في ذلك الوقت . عمل شيّالا على ( فرضة) ـ أو ميناء دبي لتنزيل و تحميل البضائع الواردة و الصادرة إلى الميناء .

لقد كانت دبي في تلك الآونة تعيش مرحلة ازدهار ذهبية من الناحية التجارية و كانت مقصد البضائع العابرة منها إلى باقي دول الشرق ، فوجد أحمد ضالته في العمل على الميناء كحمّالي . كان يعمل ليل نهار و حين يستبد به التعب يأوي إلى ( دكة ) الميناء ينام عليها حتى الصباح . لكن لم يكن الأمر يخلو من طموحاته الشيطانية ، فقد استغل السفن المسافرة إلى الهند في تهريب الذهب الذي كان يجمعه من أهالي دبي بإقناعهم بأنه قد تعرف على تجار من الهند سوف يقومون باستثمار الذهب و توفير عائد مالي لأصحاب المال .

كان في الميناء مسئولا من عائلة كلداري يرى هذا العامل ينام على أرضية الميناء كل يوم و لا مأوى له فأشفق عليه . عرض عليه مخزنا يملكه و نسميه باللهجة المحلية ( بخّار) و هو لتخزين التمور و البضائع و ما شابه ذلك . وبرغم أن أحمد الغرير كان قد جمع مالا من عمليات تهريب الذهب إلا أن بخله الشديد منعه من استئجار غرفة ينام بها كبقية العالم ، فبقي في ذلك الركن من المخزن الذي منّ به عليه كلداري .

و في يوم من الأيام التقى كلداري بتاجر يملك دكانا لبيع البهارات و السمك المملح و المجفف ، وقد كان ذلك التاجر كبيرا في العمر ، فعرض عليه ذلك العامل الذي ينام في مخزنه على أن يساعده في العمل مقابل إيوائه ، و ربما لأن كلداري نفسه ضاق به ضرعا بعد علمه بممارسته التهريب و النصب و الاحتيال فوجد له طريقة يطهر بها مخزنه من هذا المشبوه . قبل الرجل المسن العرض و منذ ذلك اليوم أصبح أحمد الغرير ( صبي ) التاجر أو عامله الذي يعتمد عليه في متابعة عمل دكان البهارات و تجفيف الأسماك و صناعة ( المهياوة ) و هي عبارة عن سائل أسود مصنع من الأسماك الصغيرة المتحللة تستخدم في الأكل مع الخبز ، و هي وجبة إيرانية مقززة .

كان أحمد الغرير نشيطا جدا في العمل و لأن التاجر قد بلغ من العمر عتيّا ، فلم يكن يأبه بمسائلته عن أرباح البيع أو نشاط العمل و قد ترك له الحبل على الغارب يفعل بدكانه ما يشاء فكانت تلك الفرصة التي مهدت له القفز على حواجز الفقر ، فاستغل إسم التاجر أيّما استغلال في عمليات التهريب و النصب و الاحتيال و السرقة. و ازداد طمع الغرير أكثر و أكثر فطلب الزواج من إبنة التاجر حتى يستفرد بالجمل و ما حمل ، فما كان من العجوز سوى الموافقة على ذلك و أصبحت مريم إبنة التاجر زوجة أحمد الغرير ، و ما هي إلا فترة زمنية قصيرة حتى توفى التاجر فاستولى أحمد الغرير على ماله و بيته و ابنته و كل شيء .

و تنامت تجارة التهريب بكل أنواعها و ازدادت حالات النصب و الاحتيال ، و كون عائلة من الأبناء و البنات عمل على تربيتهم كي يصبحو نسخة منه ، وكان له ما أراد ، و قد سار الأبناء على درب الأب و أنتجوا جيلا من الأحفاد حفظ مهنة الجد و الآباء و طبقوها بحذافيرها من حيث المبدأ لكن عمليات التهريب تطورت بتطور وسائل التهريب و تنوع المواد المهربة و أساليب النصب و الاحتيال و الخداع.

مات أحمد الغرير بعد أن أكمل رسالته الشيطانية كما أراد و ورث أبنائه الطريق ، و لكن المفارقة أنه لم يحصل على كفن من ماله عند موته فقد تنكر له أبناؤه حتى في لحظتة الأخيرة في مفارقة الحياة فتبرع له أحد التجار بقطعة القماش التي لف بها جسده و حين حاولوا دفنه ، تهاوى قبره عشرة مرات قبل أن يتمكن الحفار من دس جثته في التراب.

الناس هنا في دبي يعرفون قصته جيدا و قصة دفنه التي يعتبرونها رسالة الإله إلى أبنائه كي لا يتبعوا سبيل ضلالته ، لكن الأبناء لم يعيروا اهتماما لرسالة الرب و تمادوا أكثر من أبيهم في دروب الضلالة.

في الحلقة القادمة سنتناول موضوع الأبناء بعد موت الأب و نلقي الضوء على حكاية البنات التي أهداهن الأب لأحد أفراد الأسر المعروفة بدبي ليعملن في خدمة رب الأسرة أو ربما يحتفظ بهن كجواري ، فتابعونا ............

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة