دعوة إيرانية لإنشاء إقليم "الخليج الفارسي" عاصمته جزيرة أبو موسى

بتاريخ السبت، 26 يونيو 2010
| أكتب تعليقا

لا شك أن إيران اليوم في أشد حالات الاستفزاز و الاستنفار و هي ترى الاتفاقيات الدولية التي تعقد بخصوص مقاطعتها اقتصاديا في خطوة لإنهاكها قبل الانقضاض عليها ، لذا فقد جندت الرأي العام ليقف مع حكومتها في تحدي الأخطار المحتملة ، و نقرأ شيء من هذا القبيل في الرد الإيراني على تصريحات خارجية الإمارات الأخيرة حين صرح أحد المسئولين البارزين بأن الشعب الإيراني لا يقبل بمثل تلك التصريحات الغير مسئولة و سيكون له موقف منها ، إن إيران بمثل تلك التصريحات فإنها تقوم بتعبئة شعبها ليس ضد دول الغرب فقط بل ضد دول المنطقة بأكملها و تأتي دولة الإمارات على رأس قائمة المقصودين بمثل تلك التعبئة المضادة .

فقد تقدّم موقع إلكتروني إيراني واسع الانتشار ومقرب من التيار المحافظ باقتراح يفيد بإنشاء محافظة جديدة في إيران تحمل اسم "الخليج الفارسي" على أن تكون جزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع الإمارات عاصمة الإقليم الجديد. وأضاف الموقع أن الإقليم الجديد سيضم جزيرتي طنب الكبرى والصغرى الإماراتيتين إلى جانب الجزر الإيرانية في الخليج كافة على أن تتحول هذه المحافظة إلى منطقة تجارية حرة.
ويأتي هذا الاقتراح رداً على مطالبة الإمارات بالجزر الثلاث أبو موسى و طنب الكبرى و طنب الصغرى، وهذا ما أكده جعفر محمدي بهذا الخصوص قائلاً: "يبدو أنه قد حان الوقت لتتخذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية المزيد من الإجراءات العملية لترسخ سيطرتها بشكل أكمل على أبو موسى و طنب الكبرى و طنب الصغرى .

وقال محمدي آنذاك "هذا البلد كان يوماً ما جزءاً من الجسد الإيراني، ويجب أن يعود إلى الوطن الأم"، مشيراً إلى "أن تصريحات علي أكبر ناطق نوري مستشار قائد الثورة لم تكن إلا إشارة إلى حقيقة تاريخية"، على حد تعبيره، كما يروّج لتسميات مختلقة لبلدان عربية مستقلة مدعياً أنها كانت أراضي إيرانية انفصلت عن "الوطن الأم".

وبما أن المحافظة المقترحة سوف تضم أغلبية عربية نظراً للتركيبة السكانية للجزر والساحل الإيرانيين، دعا موقع "عصر إيران" إلى نمو سكاني فارسي في هذه المناطق من خلال وضع خطة سريعة لتغيير التركيبة الديموغرافية في هذه الجزر لاسيما جزيرة أبو موسى عبر تشجيع غير العرب للهجرة إلى هذه المناطق بعد تحويلها لمناطق سياحية ومناطق تجارية حرة.

http://www.alarabiya.net/articles/2010/05/11/108326.html

بمثل هذه التصريحات تكون إيران قد بدأت حربها الباردة مع دولة الإمارات بعد أن ثبتت مواقع خلاياها الإرهابية في الدولة و سيطرت على أجزاء منها بواسطة عملائها الرسميين و غير الرسميين ، و لم يكن الرد الإماراتي سوى الشرارة التي أشعلت حرب التصريحات التي تنم عن النوايا المبيتة في جعبة هذا العدو الرابض على الضفة الغربية من الخليج العربي . و إذا ما قررت إيران تحويل الحرب عليها إلى حرب خارجية ضد دول المنطقة فلن يعجزها احتلال دولة الإمارات التي تعتبر شبه محتلة الآن حيث يبلغ عدد الجالية الإيرانية فيها أكثر من 600 ألف عدا أولئك المنتمين إليها قلبا و قالبا و يعتبرون من العائلات الإماراتية ، أو ما يسمون بطبقة التجار ويشكلون شريحة واسعة من المجتمع الإماراتي و يتحكمون في اقتصاده و سياسته .

إن ناقوس الخطر يعلو صوته اليوم أكثر من أي يوم مضى و لكن يبدو أنه لا يخترق أسماع المسئولين في الدولة التي تجعل من مرافئها و مطاراتها و اقتصادها لقمة سائغة في يد ( الأسد) الإيراني و تكتفي بدور ( الضبع) في التعامل مع القضية و كأنما الأمر لا يعنيها . و يغيب عن ذهن أصحاب القرار قراءة التاريخ و الأحداث في المنطقة لأخذ العبر و الحيطة ، معتمدين على أن اتكاءهم على حليف خارجي سوف يرد عنهم مكائد العدو و يدخله حربا نيابة عنهم ، فعهد الشاه ليس ببعيد و ما حدث له و هو الحليف الأول للغرب الذي عينه شرطي الخليج يعطينا درسا بأن الغرب ينظر إلى مصالحه و لن يركب الموجة ضدها ، وهاهي إسرائيل الحليف الأول لأمريكا لم تستطع إقناعها بخوض الحرب ضد إيران لصالحها فهل يعتقد الآخرون بأنها ستفعلها لصالحهم ؟

فإذا ما دارت رحى الحرب في المنطقة فإن قوات الدفاع الإماراتية لن تستطيع الصمود ليوم واحد أمام الهجوم الإيراني و لن تجد من يقف معها يومها ، و لو وعى أصحاب القرار لما قد يحدث لاتخذوا أساليب الدفاع قبل الاستعداد للهجوم و لأغلقوا منافذ الاختراق الأمني و أعدوا عدتهم لمواجهة الخطر المحدق بهذه الدولة بدلا من تصريحات غير مدروسة لن تعيد أرضا مسلوبة و لن تحفظ أمنا مخترقا و لكنما تزيد من حالة استنفار العدو المستفز حاليا من قبل العالم أجمع .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

المدونة في سطور

أرشيف المدونة