الإمارات و مهزلة المفاعل النووي ..!

بتاريخ الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009








نقتبس هذه العبارة من المقال المنشور في صحيفة غلف إن ذي ميديا ( Gulf in the media  ( بتاريخ 5 أكتوبر 2009 نقلا عن الخليج تايمز ،
"  و قال وود ماكينزي للاستشارات بأنه من المرجح أن يوفر المفاعل المزمع بنائه حوالي 3 % من إمدادات الطاقة إلى السوق المحلي بحلول عام 2020 ــ حيث سيتوفر مع بدء تشغيل حوالي 1 جيجاوات من الطاقة النووية ، وترتفع إلى نحو 15 % بحلول عام 2025 . "
وود ماكينزي المتحدث بإسم شركة أوراسيا الاستشارية يذكر أن هذا المفاعل سيوفر فقط ( 3% ) من الاستهلاك المحلي للطاقة بحلول عام 2020 ! ـ هل يعقل أن تقدم الإمارات على مشروع يكلف ( 160 مليار درهم ) و هو ما يقابل ( 40 مليار دولار) لتوفير 3% فقط من احتياجات الطاقة المحلية !!
هل تستحق نسبة الـ 3% من الطاقة كل تلك المبالغ المهدرة التي ما لو أنفق بعض منها في إصلاح البنية التحتية للإمارات جميعها لأوصلت الإمارات إلى مصاف الدول المتحضرة . ولو رصد مليار واحد فقط لمساعدة الشباب على بناء مستقبلهم أو توفير مساكن لهم لكن المردود 100% في مجال الإصلاح و حقوق المواطن في العيش الكريم !
الإمارات تعتبرثالث أكبر منتج للنفط في العالم ، وهذا ما يجعلها في غنى عن ذلك المفاعل الذي سوف يرهق ميزانيتها لعقود من الزمن في حين أن مردوده على تحسين حياة المواطن ضئيل للغاية و ربما لن يتمكن ذلك المواطن من دفع رسوم الطاقة التي ينتجها ذلك المفاعل فيعود به الزمن إلى العصور البدائية في اعتماده على المصادر الأولية في إنتاج النار و الوقود .
أي إدارة سياسية تلك التي تدار بها هذه الدولة و أية عقول تلك التي لا تستطيع التمييز بين الربح و الخسارة ، أو بين النافع و الضار . إن من يرى استماتة الإمارات في حصولها على الموافقة الأمريكية لبناء المفاعل النووي على أرضها ، يعتقد أن مستقبل هذه الدولة متوقف على هذا المنجز الذي سوف ينقلها من الحضيض إلى أعلى القمم و يضعها في أعلى المراتب بين دول العالم .
هل وصل الأمر باستغفال العقول العربية إلى هذا الحد المتدني الذي يجعلها أضحوكة بين العالم ، فهل تستحق نسبة الـ 3% من الطاقة المحلية كل ذلك الهدر الغير مرشَد من أموال هذا الوطن ؟ و هل يحق لفئة لا تعي ما تفعل ، التصرف بموارد الدولة على هذا النحو المثير للسخرية  ؟ وهل أصبح معنى الوطن و ثرواته مختزل في فئة من الأفراد ترى نفسها صاحبة المال و الوطن و القرار وما الشعب سوى رعاع كالخراف تسوقها عصا الغطرسة و تخرسها أنياب السجون و المعتقلات و التصفيات!
متى تعي تلك الفئة أن ذلك الاستبداد لم يعد يجدي في عصر أصبح من الصعب التعامل فيه مع الشعب كقطيع أغنام و أن تزايد السخط و الغضب و الإزدراء لن يبقي من أركان الدولة ركنا حتى يقوضه على من يستند إليه . ألا يوجد بين هؤلاء عاقل حكيم يسدي النصح الخالص ، أم أن مثل ذلك الناصح غير مرحب به في دواوين السلاطين التي لا ترضى إلا بسماع صوتها و التهليل له سواء كان مصيبا أم مصيبة ، و ما أكثرها تلك المصائب في عصر الغطرسة الجاهلة .




These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة