كفاكِ خداعا يا وام ، فالعالم ليس مغفلا ..

بتاريخ الجمعة، 20 نوفمبر 2009


somali pirates416 


نشرت وكالة رويترز العالمية يوم الإثنين 9/ 11 / 2009 خبرا باختطاف قراصنة الصومال سفينة محملة بالأسلحة و ترفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة و ذلك حسب التحليل الذي قام به خبراء بحرية معتمدين دوليا .
تجدون الخبر هنا على هذا الرابط
و قد تناقلت صحف العالم هذا الخبر ، فهذه الوكالة صاحبة الخبرة العريقة في تقصي الأخبار لا يمكن أن تنشر خبرا غير صحيح لتتناقله بعدها وكالات الأنباء الأخرى و الصحف العالمية .
لكننا نتفاجأ بعد يومين من نشر هذا الخبر و تناقله عبر وسائل الإعلام المختلفة بأن دولة الإمارات تنفي صلتها بالسفينة و تنسبها لتاجر صومالي مقيم بالدولة و أنها كانت محملة بالمواد الغذائية و ترفع علم بنما !
دعونا نقرأ هذا البيان الكوميدي ، ذكرت وزارة الخارجية في بيان لها أنه الخاطفين أصدروا بيانا بعد يومين من القرصنة ينفون به بيانهم السابق و أن السفينة لا تحمل أسلحة! يا لذلك الاستغفال ! كيف يمكن للمرء أن يصدق مثل هذه المقولة . إن هدف القرصنة الصومالية هي الحصول على الفدية مقابل إخلاء سبيل السفينة و البحارة ، و إلا تعرضت حياتهم للخطر ـ و الذي يمكن أن نفهمه من تراجع القراصنة عن بيانهم الأول هو حصولهم على فدية مضاعفة لتكذيب ما قد صدر .
و إن افترضنا جدلا بأن القراصنة اعتقدوا خطأ أن السفينة محملة بالسلاح بينما هي محملة بالمواد الغذائية ، ترى ما هو وجه الشبه الذي أحدث الالتباس بين شكل كيس الدقيق و صاروخ الآر بي جي ؟ و هل تشبه البندقية علبة السمن أو الزيت ؟ هل يمكننا أن نعتبر حبيبات الأرز قنابل عنقودية ؟ و هل شكل السكر يوحي بأنه رصاص بنادق؟ ما هذا الاستهبال يا وزارة الخارجية ؟
وتضيف وزارة الخارجية بأن السفينة ملك لتاجر صومالي و ترفع العلم البنمي ! عجيب هذا الأمر .. تنطلق من دولة الإمارات و ملك لتاجر صومالي و ترفع علم بنما ؟ نتذكر هنا المسلسل السوري الكوميدي حين كان حسني البرزان يحاول حفظ معلومات عن البرازيل قبل زيارتها فيقرأ في الكتاب عبارة : ( إذا أردت أن تعرف ماذا في البرازيل فيجب أن تعرف ماذا في سوريا ) ـ هذه العبارة بالطبع يوردها حسني البرزان كي ينتزع ابتسامة من شفاهنا لأنه من غير الطبيعي أن نتعرف على البرازيل من خلال سوريا . أما دولة الإمارات فقد أخذت بالحكمة البرزانية و طبقتها على الواقع ، فمن أراد أن يعرف ماذا في بنما فعليه أن يعرف ماذا في الصومال!
إلى اي مدى ترى اعتقدت وزارة الخارجية أن ذلك النفي ممكن أن يهز ثقة الناس بوكالة أنباء رويتر العالمية الشهيرة ذات المصداقية العالية و إلى أي مدى يمكن أن يتسع هذا الاعتقاد؟ ترى هل اعتقدت بأنه من الممكن أن تنطلي تلك الرواية على عقول العالم ؟ و هل اعتقدت يا ترى بأن العالم الخارجي سيصدقها و يكذب وكالة أنباء عالمية محترمة ؟ الجميع يعرف وكالة وام الرسمية التابعة لدولة الإمارات التي يقتصر دورها على التهليل و التطبيل و التدليس و التضليل ، و تلك أمور أشرنا إليها في مواضيع سابقة .
أما كان الأجدر بدولة الإمارات أن تراقب موانئها و منافذها و تحكم قبضتها الأمنية عليها حتى لا تحدث مثل هذه الأمور الغير قانونية التي تسيء إلى سمعتها فتضطرها حينا للنفي و التكذيب و أحيانا للمراوغة و التبرير ، و هاهي سمعتها الدولية تتآكل كما يتآكل الخشب الرطب بفعل الرّمة .



و هذا الخبر تنشره إيلاف اليوم تبين فيه تأكيد الخبير البحري بأن السفينة كانت تحمل أسلحة ممنوعة دوليا بينما ينفي ذلك رئيس رابطة التجارريين الصوماليين ـ بالطبع سينفي ذلك ربما هو أيضا أخذ حصته من الفدية التي قدمتها الإمارات سترا لهذا الانتهاك الذي يمارس من موانئها
http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/11/504853.htm

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة