170 مرقصا في رأس الخيمة

بتاريخ السبت، 4 سبتمبر 2010

عرفت رأس الخيمة بين إمارات الدولة بالتزامها الأخلاقي و الديني و عرف عن شعبها التقوى و الصلاح و مواظبتهم في التردد على المساجد ، بل وصل الأمر إلى إغلاق المحلات التجارية في أوقات الصلاة . لذا نجد أن أغلب النخبة المثقفة و المنتجة في الدولة هي من أبناء هذه الإمارة ، إضافة إلى إرثها التاريخي في مقاومة المستعمر و رفض الانسياق خلف موجة التغريب و العولمة التي تتنافى مع الموروث الاجتماعي و الديني و الأخلاقي .

و اعتاد الناس في هذه الإمارة على التواصل الاجتماعي و الحفاظ على الروابط الأسرية و اتصال الحاكم بالمحكوم ، بل أنهم كانوا يرفعون شكواهم لولاة الأمر إذا ما طرأ أمر على حياتهم قد يؤدي إلى آثار سلبية تخرجهم من إطار التوافق الإجتماعي و الديني أو تعرض أبنائهم لسبل الانحراف بأي شكل من أشكاله. و على الرغم من عدم مجاراتها للتطور العمراني و النهضة الاقتصادية التي تتمتع بها إمارات أخرى في الدولة ، إلا أن أبنائها كانوا يستشعرون بالأمن و الاستقرار و لا يساورهم قلق على أبنائهم الذين يقضون بعض أوقاتهم خارج المنزل مع أقرانهم حيث لا يوجد على أرضها ما يدفع لاستثارة القلق على سلوك هؤلاء الأبناء.

لقد تحول الوضع في هذه الإمارة منذ أن تولى سعود زمام الأمر بها ، فكان أول ما قام به هو تشجيع انتشار الرذيلة في أنحاء الإمارة . فأصبحنا نشاهد انتشار سرطاني لشقق المساج وهو مسمى يخفي خلفه أمور غير أخلاقية حيث يتم استقدام الفتيات من أوروبا و شرق أسيا لممارسة هذه المهنة ظاهريا بينما الحقيقة ماهي سوى شقق لتجارة الرقيق الأبيض و نشر الرذيلة بين شباب هذه الإمارة . كما انتشرت محلات بيع الخمور بشكل علني بعد أن كان ممنوعا بشكل عام، إلى جانب انتشار صالات القمار و هو الأمر الذي لم يحدث في أي من إمارات الدولة و لكنه حدث في هذه الإمارة الملتزمة ! ناهيك عن تجارة المخدرات لدرجة تحويل مؤسسات الإمارة إلى مقرات تصنيع و تهريب و بيع المخدرات.

أما المراقص فقد انتشرت بشكل وبائي خطير ، فهذه الإمارة الهادئة أصبحت تحتوي على 170 مرقصا على أقل تقدير و استقطبت فئة الشباب الذين كان يعول عليهم التفاني في خدمة الوطن و الحصول على الدرجات العلمية العالية كما فعل أبائهم بما ينعكس إيجابا في القيام بدورهم المأمول في النهوض بهذا الوطن . لقد ساعد الإحباط و القهر و الظلم الذي يعيشه أبناء الإمارة في هروبهم من واقعهم المرير نحو تلك البؤر الخطيرة التي أصابتهم في مقتل ، فأصبحوا بين أنياب ذلك الوحش المفترس المتمثل في أحد جوانبه بالضياع و في الجانب الآخر بالأمراض القاتلة.

لقد تنامت نسبة المصابين بمرض الأيدز بين هذه الفئة و التي تناقلت بشكل مريع بين أفرادها و التي تم نقلها إليهم من المومسات اللاواتي تم استقدامهن من أوروبا الشرقية و المغرب و شرق آسيا . يحدث ذلك وفق خطة تدميرية اتبعها سعود في مسخ الإمارة و الشعب حتى يتسنى له ممارسة أنشطته المريبة في التهريب و خيانة الوطن مقابل المردود المادي الذي يملأ به خزائنه.

لقد تحولت هذه الإمارة إلى ماخور للرذيلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، وكانت فئة الشباب هي المستهدفة لتحويل هؤلاء الشباب إلى مجرد أشباه البشر بينما تم تدمير الجانب الروحي المنتج فيهم .

و ما يجدر بنا ذكره هنا ، أنه بعد أن تنبه حاكم أم القيوين لتلك الآفة التي عملت على تآكل مجتمع إمارته جراء انتشار الرذيلة ، قام بإغلاق جميع المراقص و البارات و شقق المساج ، فما كان من أصحاب تلك المحلات إلا أن قاموا بالزحف على رأس الخيمة حيث توفر لهم جو الترحيب و الاستيعاب و التشجيع مقابل ما يدفع لسعود من رسوم و اقتسام في الأرباح لتتفاقم أزمة الجيل بصورة مأساوية و الخشية أن يأخذ الله الإمارة بما فعل المترفين الفاسقين فيها .

( اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة