في الإمارات: استقواء واسترضاء

بتاريخ الأحد، 22 أبريل 2012

أعواما و نحن نكتب و نصرخ بأن الوطن مهدد من قبل إيران .. أعواما و نحن نستصرخ الضمير الوطني بأن يصحو من سباته.. أعواما و نحن نقول أن الأمن الإماراتي يتواطئ ضد إمارتنا و شعبها ... عودوا إلى مقالاتنا لتقرأوا حجم التحذير من ما يدور في هذه الإمارة و الخوف على مستقبلها بعد أن حولها سعود إلى مقاطعة إيرانية و ملجأ للخلايا الإيرانية المخربة و عناصر الحرس الشوري الإيراني إضافة إلى المافيات العالمية . كان الأمن الإماراتي يعلم بكل ما يدور عليها و لكن نكاية بشعبها كان يوفر لسعود و عصابته و مشاريعه الوهمية الحماية الرسمية و الغطاء الإعلامي . هاهي الأيام تثبت كم كانت مستهدفة هذه الإمارة و شعبها و تاريخها ، فاليوم أصبح أبناء رأس الخيمة  مطاردون بتهمة الخيانة لمجرد أنهم أعربوا عن رغبتهم في إصلاح الخلل ، وزج بهم في السجون و يتعرضون لأشرس حملات تشويه السمعة و رميهم بالخيانة بينما يعلو صوت إيران في التهديد و الوعيد لدولة الإمارات و يدنس رئيسها أرض أبو موسى الطاهرة لأنه يعلم جيدا كيف امتلك زمام الدولة و القائمين عليها و لأنه يعرف جيدا ما فعله من خلال عميله سعود من تلغيم الوطن بخلاياه النائمة و ما تم تخزينه من سلاح عبر موانئ و مطار رأس الخيمة . إيران اليوم أقوى من أي وقت مضى و أقدر على محو الدولة و ليس الإمارة وحدها من خلال نفوذها القوي في هذه الإمارة و افتعالها لأزمات لإلهاء دول الخليج العربي عن التفكير بأمر سوريا بإثارة مواضيع على أرضها و ينافسها الأمن الإماراتي بإلهاء الشعب عن التهديد الإيراني باختلاق مشكلات مع شعب الإمارات و خيرة أبنائها و التصريح بعبارات التودد و المهادنة لإيران ... أي انكسار و أي ذل أكبر من هذا ! إن من زرع الشوك سيجني الحصرم ، ولن تنفع حينها دموع البواكي . نترك لكم قراءة هذا المقال بقلم د. محمد المنصوري

-------------------------------------------------------------------------------

في الإمارات: استقواء واسترضاء

المصدر:د.محمد على المنصورى - يماسك

منذ انتهاك الرئيس الإيراني لسيادة دولة الإمارات واقتحامه جزيرة أبو موسى، والنظام الإيراني يقود حملة دبلوماسية وسياسية وإعلامية رسمية وشعبية ضد دولة الإمارات، وصلت حد التهديد باستخدام القوة العسكرية في مواجهة تصريحات إماراتية وخليجية تؤكد على حق الإمارات في الجزر المحتلة. وإزاء هذه الحملة الإيرانية العدوانية التصعيدية المنظمة، كنا نتوقع أن يكون لدولة الإمارات موقفا مناسبا لمستويات تصعيد الأزمة الأخيرة، على قاعدة المعاملة بالمثل وقانون رد الفعل..

كنا نتوقع، أن تبادر دولة الإمارات إلى طرد السفير الإيراني، ووقف التعاملات الاقتصادية والتجارية مع إيران في الرد على دعوة إيرانية مماثلة. كنا نتوقع أن يأخذ رد الفعل الإماراتي الرسمي منحى تصاعديا وتصعيديا مناسبا للفعل الإيراني من مستويات الحكومة الإيرانية ومؤسساتها الرسمية. كنا نتوقع أن تعلن الإمارات عن إطلاق مناورات عسكرية برية وبحرية وجوية ضخمة في مواجهة التهديدات العسكرية الإيرانية.كنا نتوقع أن تعلن هيئات السياحة والتسويق التجاري الإماراتية بالإعلان عن تنظيم مهرجان تسويقي في الجزر الإماراتية المحتلة ردا على مشروع سياحي إيراني مماثل في الجزر، كنا نتوقع أن تدعو الإمارات لقمة عربية طارئة تعقد في جزيرة أبو موسى، ردا على مؤتمر ثقافي دوليتعتزم إيران تنظيمه!

الأكثر من ذلك، كنا نتوقع أن تحرك الإماراتمئات عناصر المؤسسات الأمنية الأجنبية التي تعاقدت معها مؤخرا، كشركة بلاك ووتر، للقيام بعمليات عسكرية خاصة نوعية وخاطفة، تحرر الجزر الإماراتية، وترفع العلم الإماراتي في ربوعها! أو السماح للقوات المسلحة الإماراتية بأن تأخذ دورها في هذه الأزمة!

ولكن، خابت توقعاتنا، وأخفقت رهاناتنا،عندما اختارت جهات أمنية رسمية إماراتية التصعيد في الداخل الإماراتي، ودفن الرأس في الرمال لعجزها عن الوفاء لاستحقاقات السيادة الإماراتية، و تعويض الإحساس بالعجز عن مواجهة التهديدات الإيرانية؛ فلجأت للاستقواء علىالشعب الإماراتي، وتجاهلت العدو الإيراني وتحدياته!

أم أن تلك الأجهزة الأمنية وسياستها الأمنية،تعتقد أن تحرير الجزر يبدأ بمعارك داخلية، وتفكيك عرى الوحدة الوطنية، وتعميق وهن الشعور الوطني والقومي للأمة الإماراتية، جراء سلوكيات هذه الأجهزة التي تظن مخطئة أن زيادة الضغط على الإماراتيين سيؤدي إلى التراجع و التسليم بسياساتها الأمنية المقيتة وكأنها قدر الإماراتيين. كلا! إذا كانت جهات أمنية تعتقد أن سلوكياتها المشينة قدر، فإننا نعتبر مواجهة هذه السلوكياتبالوسائل السلمية والحضارية والمدنية هو قدرنا أيضا!

هل من الحكمة لصانع القرار الأمني أو السياسي، أن يتم اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي في ظل ظروف دقيقة وحساسة كالسائدة بين الإمارات وإيران؟ ألا يعتقد هؤلاء أن هذه السياسة العابثة تؤدي إلى تجرؤ إيران وغيرها، بل وحتى بين الجنسيات الأجنبية من غير العربية علىانتهاز فرص الانتكاس الوطني هذه، للقيام بمزيد من الاستفزازات والقرارات التصعيدية، ضد الإمارات، والتي قد تصل حد العدوان العسكري على الإمارات.

هل جبهة منقسمة، بصورة غير مسبوقة،وبصورة مقصودة أيضا، قادرة على ردع نوايا السوء والشر المحيق بالإمارات؟ هل دولة تختطف علماءها، وتخفي قسريا قضاتها، وتضطهدمثقفيها، و تسحب جنسيات أبناءها، مؤهلة وقادرة على مواجهة التحديات

الداخلية والخارجية؟

هل من الحكمة لصانع القرار السياسي والأمني، أن يضيع البوصلة؛ فتقوده إلى انحرافات واتجاهات شتى، وتختلط عليه الأهداف والغايات الوطنية؛ فما يعد قادرا على التمييز بين المصلحة الوطنية والمصلحة الشخصية؟

هل من الحكمة أن يستعدي صانع القرار السياسي والأمني أبناء شعبه، وأمته، ويستبدل عداء إيران بعداء الإماراتيين؟ هل من الحكمة أن يأتي رد الفعل الإماراتي مرتجفا مترددا خافتا في مواجهة الأطماع الإيرانية، وقويا صاعقا في مواجهة أبناء شعبه؟ هل من الحكمة أن يغضب صانع القرار الإماراتي أبناء شعبه، ويسترضي النظام الإيراني، ويسعى للحوار معه، والتوافق معه على عدم التصعيد، بينما يصعد ضد شعبه، ويتحاور معهم بلغة انتهاك حقوقهم وحرياتهم؟!

المشهد الإماراتي، اليوم، جد بائس! غير مسبوق في حجم ونوعية الانتهاكات الواقعة عليه في كل مكان وزمان! المشهد الإماراتي لن يرضى عليه أو يسكت عنه سوى متواطئ وموافق عليه وشريك في ظهوره بهذه الصورة القبيحة من صور سياسات جهاز الأمن ضد الإماراتيين.

اليوم، أيضا هو يوم إنكار واستنكار المنكر بالقول، وهذا أضعف الإيمان! ولم يعد مفيدا الإنكار بالقلب! السكوت في معرض الحاجة بيان! وكل ساكت من مواطن أو مسؤول، هو مسؤول أمام الله تعالى، وأمام التاريخ، وأمام الشعب الإماراتي عن موقفه! وحتى اليوم، لن نوجه مناشدتنا سوى لحكام الإمارات وعقلائها للتدخل،لرفع عصا الأمن الغليظة على الشعب الإماراتي!فنحن أرحم ببعضنا، وأولى ببعضنا، ولا زالت الفرصة سانحة لنصفح ونعفو عمن ظلمنا، في حالعالج آثار ظلمه ضد الإماراتيين المتواصل منذ عشرين عاما! وأعاد توصيف مفاهيمه وحدد العدو من الصديق. إيران هي العدو، والشعب الإماراتي والأمة العربية هي الصديق!

د.محمد على المنصورى - يماسك

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة