عين عذاري تسقي البعيد و تحرم القريب

بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009






في أحد منتديات دولتتنا الموقرة قرأت هذا الخبر الصادم :
http://www.uaegoal.com/vb/showthread.php?t=193072
خير الشيخ زايد في كل مكان ربي يرحمه (( امريكا))

االسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الله يسلمكم وانا يالس اتمشي فــ امريكاا وبالتحديد في بلتميور

وشفت مستشفي الشيخ زايد لــ أمراض القلب والأوعية الدموية للاطفال

وقلت خلني اصوره وانزله لكم في المنتدي

وهالمسشتفي جون هوبكنز من احسن المستشفيات في العالم

http://www.hopkinsmedicine.org/wilmer
ولي يبا يشوف موقعهم

وطبعا خير الشيخ زايد في كل مكان ربي يرحمه

بنا لهم اكبر مستشفي لطب الاطفال في نفس المكان عند جون هوبكنز

والمستشفي ااشوفهم يبنونه اكثر من 5 سنوات
لاني كل سنه في الصيف اكون في هالمنطقه

واخليكم مع الصور لي مصورنهن امس العصر
******************************************
جميل جدا أن تمتد أيادي الخير للمعدمين أيا كانوا و حيثما كانوا ، إلا أن الأجمل أن يكون الأقربون أولى بالمعروف ، ثم أن تكون الصدقة في محلها و لمن يستحقها .. الطفل في أمريكا يولد و إلى جانبة بطاقة التأمين الصحي التي تجعله في مأمن من غدر الزمن و المرض ، لكن الطفل في بلادنا العربية و الآسيوية و الأفريقية يولد و هو لا يعلم ما سيئول إليه مصيره من بلاء ، لذا فإن الصدقة على هذا النوع من المجتمعات تستحق أن يقال عنها صدقة و خير ، و لكن أن تكون في مجتمع حضاي و بلد حضاري هو الأول في العالم في كل شيء فهي حتما ليست صدقة يجزى عليها لأنها لم تكن سوى للإعلام و ( الفشار) و تثبيت الإسم في بلد الغير.

في دولة الإمارات تعتبر الصحة تابعة للحكومة الاتحادية تشريعا و تنفيذا ، و لكن بنظرة إلى إمارة رأس الخيمة نجد فيها 4 مستشفيات قديمة جدا ، المستشفى الكويتي و قد أقيم على نفقة دولة الكويت ، و مستشفى عبيد الله و هو صدقة من أحد المواطنين الأثرياء الذين غادروا رأس الخيمة و استقروا في دبي و مستشفى صقر الذي بنته الحكومة المحلية منذ بداية الاتحاد بقروض باهظة ثم بعد عدة سنوات تم إلحاقه بوزارة الصحة لينتهي وصفه كمستشفى و أصبح يطلق عليه في رأس الخيمة لقب ( مقصلة) فلا أطباء جيدين و لا أدوية صالحة أو متوافرة و لا أجهزة تفي بغرض العلاج فالداخل إليه مفقود و الخارج مولود ...و يبقى مستشفى سيف بن غباش الذي تكرمت به الحكومة الاتحادية و هو لا يصلح أن يطلق عليه وصف عيادة في دولة أفريقية ، و يقوم أصحاب الخير بصيانته و إمداداه بالأدوية و الأجهزة و الأطباء .

هل هذه الإمارة التي هي جزء من الدولة لا تستحق أن يكون بها مستشفى للأطفال مماثلا لذلك الموجود في بالتيمور على نفقة الدولة أو صدقة عن روح زايد الخير!!؟ هل أطفال هذه الإمارة الذين يعانون من أمراض الدم و الربو و السرطان بسبب كسارات سعود و عصابته لا يستحقون ( مكرمة أو صدقة) من دولتهم؟ حتى أولئك الوافدين الذين تركوا بلادهم طلبا للرزق و مرتب شهري لا يتجاوز دراهم معدودة ، و كثيرا ما يتعرضون لظلم الشركات التي تحجب عنهم المرتبات لشهور عدة ، ألا يستحقون مثل هذه الصدقة ؟ ألا تستحق الدولة أن تكون بها مستشفيات بأحدث المستويات التقنية كتلك التي تنشأها للعالم الآخر؟ فالمغرب على سبيل المثال تحظى برعاية و اهتمام من الدولة لم تحظى به العاصمة نفسها و قد أنشأت بها مدن متكاملة بمنازلها و حدائقها و مستشفياتها و مدارسها و ذلك جميعه يدخل ضمن إطار ( صدقة)

إنني أتذكر جيدا و قبل 3 سنوات بالتحديد ، حين كنت خارجا من قسم الطوارئ بمستشفى صقر حاملا أبني الذي يعاني كأخوية من أزمات صدرية بسبب غبار المصانع و الكسارات ، فإذا بي أرى عاملا باكستانيا شابا في العشرينات من عمره و هو يبكي بكاء حارا و ينتحب على زميل يرقد بجانبة و بعض الأوراق المالية المتناثرة من فئة الخمس و العشرة دراهم ، و حين سألت عن سبب بكائه الحار ذلك علمت أنه أحضر صديقه الذي يعمل معه في أحدى الشركات و يعاني من مرض القلب إلى قسم الطوارئ بالمستشفى ، و يحتاج إلى حقنة منشطة للقلب و لأنه لايملك ثم تلك الحقنة فقد قامت إدارة المستشفى برميه كالكلب الأجرب ليلاقي حتفه على باب الطوارئ .

فيالتلك المأساة التي لا تستحق نظرة الشفقة التي ينعم بها أطفال أمريكا المنعمين أصلا ! و لا ننسى أيضا حادثة المرأة السورية التي انتشرت قصتها على صفحات المجلات و الجرائد المحلية و صفحات النت أيضا ، حين أخذها زوجها للمستشفى في حالة وضع و كانت حالتها خطيرة جدا ، فطلبت الإدارة من الزوج مبلغا كبيرا من المال لتأمين عملية الولادة ، وحيث أن الزوج لم يستطع تأمين المبلغ حينها فقد تم طرده ليأخذ زوجته إلى منزله فتفارقها الروح على عتبات ذلك المنزل ! هذان النموذجان ليسا سوى حالتين تتكرران بشكل يومي في هذا المستشفيات المتهالكة و التي تتعامل بقسوة مع المرض و المرضى .

إن قانون الطوارئ في جميع دول العالم يجرم الجهة الطبية التي ترفض علاج مريض يحتاح للإسعاف في حينه دون طلب أي تأمين صحي أو ضمان ، بل و الأكثر من ذلك يتم إسعاف المريض مجانا و لا يُسأل من أين أتى و إن كان ينتمي لتلك البلد أم لا ، و هل هو مقيم قانوني أم مهاجر هجرة غير مشروعة ـ الأمر في تلك اللحظة يتعلق بمسئولية إنسانية بحتة تحتم إنقاذ روح بشرية أو إسعافها . لكن مثل هذا القانون العالمي لا تعترف به دولتنا الحبيبة و لا يمثل الضمير الإنساني أهمية في مثل هذه المواضيع فجميع ذلك يتكسر و يذهب هباءا أمام بريق المادة فلا قانون و لا ضمير و لا بطيخ !

وحتى تزداد المأساة سوءً قام أخوال سعود ببناء مستشفى خاصا ملاصق لمستشفى صقر ـ و لأن وزير الصحة القطامي هو أحد أعضاء مجلس إدارة جلفار لتصنيع المخدرات و الصديق الصدوق لسعود فقد عمل على إفقار مستشفى صقر من كل شيء لإرغام المرضى على العلاج في المستشفى الخاص التابع للغرير و بالطبع للوزير حصة في ذلك ، و حين نعلم أن المسئول عن صيدلية المستشفى من عائلة ( عواد) الفلسطينية الإقطاعية التي تشارك سعود كل جرائمه فلا نستغرب حين نرى أن تلك الصيدلية لا تمتلك من أمر الدواء إلا بعض المسكنات البسيطة و كذلك المختبر التابع للمستشفى لا يستطيع تحليل عينة من الدم فيرسلها لمختبرات عواد الخاصة و الطبيب يكتب روشتة الأدوية التي تصرف من صيدليات عواد الخاصة ، وعواد هذا ليس سوى إسم تختفي خلفه عصابة سكينة و أبنائها ، و هو المسئول عن تقديم أدوية الهلوسة و السموم البطيئة للحاكم فهو الشخص الوحيد الذي تثق فيه هذه العصابة .

و عودة لمستشفى بالتيمور الفخم ، نتساءل هل ياترى سترفع أم أحد من أولئك الأطفال يدها إلى الله لتدعو بالرحمة لزايد حيث أنه وفر لها هذا المستشفى الذي يعالج إبنها ، بالطبع لن تفعل ذلك ، و لو كان مثل هذا المستشفى في إمارة رأس الخيمة مثلا يعالج فيه الأهالي أبنائهم الذين يعانون من تلك الأمراض الخطيرة التي تسببت بها مشاريع سعود الإجرامية بموافقة من حكومة الدولة، لرفعت الأمهات أيديها بالدعاء لصاحب تلك الصدقة؟ و إن افترضنا أنه مستشفى خيريا يسمح بعلاج تلك الفئة الوافدة التي لا تملك ثمن العلاج ـ ألم يكن من الأفضل من كونه يخدم أطفالا ليسوا بحاجة له حيث يوفر لهم التأمين الصحي و الرعاية الاجتماعية الملزمة لحكومتهم ، كل أنواع العلاج و الرعاية التي يحتاجونها في حياتهم ؟ فتلك الفئة هي التي تستحق الصدقة و ليس ذلك الطفل المدلل في أرقى دول العالم !


These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة