دعاية مجانية لمشاريع وهمية

بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009





حين تسمع بتلك المفرقعات اللي يطلقها مسعد و سعود كمطار فضائي ، أكبر جبل صناعي للتزلج في العالم ، استدوياهات تضاهي وورنر بروس ، أكبر مجمع للفنادق و تعليم الضيافة ، أكبر مجمع عالمي للجامعات ، و غيرها الكثير ... مشاريع بالمليارات من الدولارات _ لا يمكن أن يساورك الشك بأن هذه الإمارة لا تقل شأنا عن لاس فيجاس أو نيويورك أو .. أو .. و لكن تصدمك الحقيقة بما تشاهده في هذا الفيديو ، فالإمارة لا تعدو كونها كقرية نائية من قرى الهند أو أفريقيا لم تصلها الحضارة بعد ، ولا تمتلك بنية تحتية و لا تيار كهربائي مستمر و لا شبكة مياه أو شبكة للصرف الصحي ، و لا مستشفيات يمكن للمرء أن يجد فيها علاجا جيدا ، أو مدارس محترمة ... لا توجد بها أيا من مقومات الحياة العادية جدا ، و لا شوارع مهيأة لسير المركبات دون أن تسقط في الحفر العميقة . فالسائقون يعانون في الأمرّين من الحالة الرديئة التي آلت إليها الشوارع في معظم مناطق الإمارة وتزداد سوءًا بعد سوء بمرور الأيام نتيجة لانتهاء عمرها الافتراضي وتآكل بنيتها التحتية. وأصبحت «ألغام» الحفر علامة فارقة تميز شوارع رأس الخيمة عن غيرها، وهي تشكل خطراً على مرتاديها الذين اشتكوا مراراً وتكراراً من سوء حالة الشوارع واتهموها بتسببها في إتلاف سياراتهم ومركباتهم، علاوة على ضلوعها في بعض الحوادث المرورية.
وساهمت حالة الشوارع هذه في انتشار رسائل نصية هاتفية متبادلة بين شرائح المجتمع لتوعية السائقين وتحذيرهم من الوقوع في مصائد الحفر والتي تزداد بمجرد سقوط زخات من الأمطار عليها.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طالت المواطنين أعضاء المجلس الوطني المنتخبين حديثاً بمناقشة قضية شوارع رأس الخيمة في المجلس من أجل القضاء على هذه المشكلة بإيجاد الحلول اللازمة لها، وكرروا مطالبتهم للجهات المعنية في الإمارة بضرورة الإحلال الكامل للشوارع وإعادة تأهيلها مرة أخرى بدلاً من الاكتفاء بإجراء عمليات ترقيعية تجميلية لها أو ردم الحفر .
والتشققات فيها بالرمال لإخفاء عيوبها التي سرعان ما تكشف عن وجهها الحقيقي مرة أخرى لتزيد الطين بلة والأمر سوءًا. ويتفق الجميع على أن مشكلة شوارع رأس الخيمة ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل هي نتيجة تراكمات من الإهمال عبر سنوات طويلة لتصبح مناظر الحفر والتشققات فيها مشاهد مألوفة وكأنها حفريات من العصر الحجري القديم.
فكيف تروج عصابة السعادين لمشاريع بتلك الضخامة لا تستطيع القيام بها حتى الدول المتطورة ، ثم نفاجأ بوكالة أنباء الإمارات تضفي مصداقية على تلك المشاريع الوهمية من خلال نشرها على موقعها الذي يفترض أن يتمتع بمصداقية و احترام يعكس و جه الدولة ، فيستغل سعود و مسعد و من لف لفهما تلك التغطية الإعلامية ليسوقوا تلك المشاريع الوهمية و يخدعوا بها المستثمرين لاقتناء ذلك الوهم ، فتجري الأموال من حسابات المستثمرين إلى خزائن المخادعين ، و لاقانون لا يحمي المغفلين ! غير أن المعيب في الموضوع أنهم ما كانوا ليسوقوا كل ذلك الوهم لو لم يلبس عباءة رسمية قدمتها لهم وكالة الأنباء الرسمية للدولة .

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة