العرق يمد لسابع جد – سعود نموذجا للعمالة

بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009






إن ذكرنا لعلاقة سعود بالنظام الإيراني ليس جديداً كما إن علاقة سعود بهذا النظام ليست جديدة بل أنها علاقة قديمة ووثيقة و لا يظن الذي يطلع على ما نكتبه إن هذه العلاقة هي علاقة متكافئة متوازنة، فحقيقة الأمر إن سعود مجرد عميل وتابع للنظام الإيراني ينفذ ما يُطلب منه و لا أبالغ في القول حين اذكر إن اهتمام سعود بعلاقته بإيران أقوى من اهتمامه بعلاقته بالحكومة الاتحادية وهو أكثر استجابة للأوامر الإيرانية ويهمل الكثير من قرارات الدولة وهذا ليس من موقف قوة وإنما يعود السبب لتخاذل الدولة والحكومة الاتحادية عن اتخاذ أي قرار يحدُّ من نشاطات سعود الإجرامية بحق شعب إمارة رأس الخيمة وبحق دولة الإمارات العربية المتحدة .
في أي دولة نحن لا تستطيع أن توجه استفساراً لسفير معتمدٍ لديها عن ما يقوم به من أعمال أو نشاطات لها آثار فادحة على مستوى الأمن الوطني بينما تقوم الجهات الأمنية من خلال شركة الاتصالات بزرع برنامج تجسسي في هواتف المواطنين المحمولة لتطلع على أسرارهم الشخصية وتنتهك الخصوصية التي يجب أن يتمتع بها المواطن, بينما ليس بعيداً عن أنظار الدولة وأجهزتها الأمنية يقوم السفير الإيراني من زيارات دائمة إلى إمارة رأس الخيمة ويلتقي بسعود بشكل شبه يومي حيث تستمر جلساتهم لعدة ساعات ولا نعرق إن كان سعود يتمتع بمنصب بديل عن وزير الخارجية أو إن هناك مرسوما خاصا يوضح طبيعة استقبال سعود لسفراء معتمدين لدى الدولة بينما لم نسمع أن وزير الخارجية قد التقى بالسفير الإيراني كما يلتقي به سعود ولم يصل الأمر بالسفير الإيراني بزيارة وزارة الخارجية بمثل عدد زياراته إلى رأس الخيمة ولماذا رأس الخيمة بالذات وما هي طبيعة هذه العلاقة التي تكمن وراء هذه الزيارات المتواصلة؟، فهل الدولة تنفي علمها حول أي دور يلعبه سعود وأي مخططات تسعى إيران لتنفيذها عبر هذا المأجور الخائن لبلده، ولماذا يقوم هذا السفير بقطع مئات الكيلومترات كي يلتقي بسعود ويتباحث معه، وعن أي شي يتداولون ؟ هذا السؤال الذي يجب عن الدولة ان تبحث عن إجابة حقيقية له.
كل ما تقدم ذكره هو توطئة وتذكير خاطف عن تعامل سعود مع دولة تحتل جزءً عزيزاً من دولتنا ولدينا معها خلاف قديم ونحمل منها جرحاً ينز دماً حتى هذه اللحظة وكل هذا وسعود يشده الحنين لأخواله لذا نرى إن ما حدث قبل مدة قصيرة شي يدعو إلى أن نقول لوزير خارجيتنا هل تعلمون بزيارات السفير الإيراني إلى رأس الخيمة ولقاءه الدائم مع سعود؟ هل وجهتم هذا السؤال إلى سعود؟ وهل استدعيتم السفير الذي يصول ويجول دون أن يستأذن وزارتكم الموقرة ويطلعكم على طبيعة تحركاته المشبوهة.
إننا في أزمة كبيرة إزاء كيان الدولة والقائمين بالحكم فيها، حيث إن هناك تشتت لمفهوم الدولة واستلاب لمعناها فإن حدوث أعمال كالتي يرتكبها سعود لا تجد من يقول له ماذا فعلت ولماذا، لا نجد تحركاً يُشعرك بأن هناك مؤسسات حكومية وإطار يسمى دولة وهذا هو التشتت والصمت الذي تقبع خلفه الدولة والحكومة لا يمكن تفسيره إلاّ بالرضا عن أعمال سعود المشبوهة وإن سعود قد استطاع إسكات الدولة عن أعماله ولا نستبعد دفعه للأموال ليضمن سكوت بعض الجهات المتنفذة فيها لتغض الطرف عن تلك الأعمال المشبوهة.
بعد كل ما تقدم لا أرى أن لدى وزارة الخارجية الجرأة على استدعاء السفير الإيراني والطلب منه رسمياً في الحد من تحركاته المخالفة للتقاليد الدبلوماسية دون علم الوزارة وليس لدى الحكومة الاتحادية أي توجه في استجواب سعود عن انتهاكاته بينما الدولة تغط في رقاد طويل لا تكاد تصحو منه حتى تعود إلى رقدة أطول من سابقتها وتبقى الحكومة الاتحادية عبارة عن متحف للشمع تصطف به تماثيل متجاورة ولكنها عاجزة عن النطق.


These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة