دولة الإمارات و سنمّار القرن الواحد و العشرين

بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009



منقول من أحد المنتديات الحرة قبل أن تغلقه الدولة لتكميم أفواه الناطقين بالحقيقة
و فضح المؤامرات الخفية

سِنِمَّارْ القرن الواحد والعشرين

إخواني وأخواتي :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

على ما أعتقد بأن معظمنا إن لم يكن كلنا يعرف جيدا قصة ( سِنِمَّارْ) . ولمن لا يعرفه إليكم نبذه مختصرة من قصته :يقال بأنه كان هناك ملكا جبارا أراد أن يبني قصرا جديدا له يكون معجزة في بناءه وتصميمه ، فطلب من وزيره وحاشيته البحث عن أفضل بنائي ذلك العصر فأحضروا له شخصا يسى (سِنِمَّارْ). فقام هذا البنَّاء بتشييد قصراً لم ترى الناس أفضل منه شكلا وحجما . اُعجِبَ الملك بالقصر أيما إعجاب وطلب إحضار (سِنِمَّارْ) ليكافئه : وعند حضور (سِنِمَّارْ) لمجلس الملك أخبر الملك بأنه يريد أن يُطلِعه على سر . فأمر الملك الجميع الخروج من المجلس ثم قام (سِنِمَّارْ) يشرح له عن مزايا القصر وأسراره وأخبره بأن في البناء سراً عظيما وهو أن جميع هذا القصر قد بني على أساس حجر واحد وقد أخبره عن مكانه وقال له إن أراد أي شخص بأخذه منك فقم بإزالة هذا الحجر وسينهار القصر بأكمله على مغتصبيه. عندها أمر الملك حراسه بأخذ (سِنِمَّارْ) لأعلى مكان في القصر وقذفه من علو شاهق . فمات (سِنِمَّارْ) ومات السر (مكان الحجر) معه. المهم ما أردت أن أقوله بأن قصة (سِنِمَّارْ) قد تكررت في القرن الواحد والعشرين وللأسف هذه المرة تكررت بدون سر وإنما كان كل شئ واضحا للعيان وعلى الرغم من ذلك لقي سِنِمَّارْ هذا العصر جزاءه على ذنب لم يقترفه وبدون سر يهدد الآخرين
سِنِمَّارْ القرن الواحد والعشرين :
كان يا ما كان في حديث العصر والأوان شخص يشهد له الكبير قبل الصغير والقاصي قبل الداني بمكارم الأخلاق والعفة والطهارة ونقاء النفس . كان لا يقبل الظلم لأحد . كان قريبا من عشيرته وكان شهما على أرض يعشقها حتى الموت.رفض بأن يأخذ أرضه مغتصباً منذ أكثر من ثلاثين عاما بعد أن ظل يطالب بإستردادها بكافة الطرق والسبل الممكنة والمتاحة . كان مناصرا لقضايا العرب والمسلمين ، مبدأه واضح في الحياة ( الموت أفضل من حياة خانعة ذليلة) .كان حنونا على أبناء جِلدته وعشيرته ، مناصرا لهم في قضاياهم ومشاكلهم بقدر الإمكان. يُعين والده في تدبير أمور القبيلة ولا أبالغ إن قلت بأنه كان الساعدين وليس الساعد الأيمن فقط لوالده . فقد كان مندوبه في كل الأمور والقضايا: فعندما كانت هناك مباحثات ومشاورات بين القبائل وكان عددها تسعة كان هو الموفد والممثل الرسمي لوالده ولقبيلته في هذه الإجتماعات ، حتى عندما تقلص عددها لسبعة قبائل كان هو أيضا من يقوم بهذه المهمة فقد كان وحدويا حتى النخاع . حاملا أثقال وهموم قبيلته منذ نعومة أظافره .وفي وقتٍ كان الآخرين ينعمون بالراحة واللهو كان حفظه الله يبذل الغالي والنفيس لخدمة والده وقبيلته. مرت الأيام والقبيلة تكبُر ، وبدأ الآخرون الذين كان ينعمون بالراحة التضييق على أبناء القبيلة بأخذ ممتلكاتهم عنوة والتنغيص عليهم فوقف لهم بالمرصاد وأبت نفسه إلا أن ينصر المظلوم ما إستطاع إلى ذلك سبيلا .ولكن هيهات هيهات أن يرضى الظالم بمن يقف في وجهه في زمن تغيرت فيه كل المفاهيم الأخلاقية والأدبية وأصبح الناس يعيشون في غابة.في زمن أصبح فيه الحق باطلاً الباطل حقا.في زمن أصبح فيه القتل والتنكيل تحريرا والدفاع عن الأرض والعرض إرهابا .وجاء يوم الجزاء لسِنِمَّارْ العصر : فقاموا بإزاحته من منصبه : عندها قام أبناء قبيلته بمناصرته ما إستطاعوا ورفضوا هذا الظلم وهذا الجزاء المشابه لجزاء سِنِمَّارْ .بالطبع الأمر لم يكن طبيعيا ، فهذه القبيلة التي كانت تظن يقيناً بأنها تعيش في أمن وأمان جُيِّشّتْ لها الجيوش وحاصروها من كل حدب وصوب .كما قاموا بحصار بيت سِنِمَّارْ وأخرجوه في منتصف الليل :
كان أطفاله يصرخون في ظلمة الليل من هول المنظر :أبي إن هناك دبابة في مواجهة منزلنا من جهة البحر موجهة مدفعها لغرفتنا : هل دخل بيتنا إرهابيا ؟ هل يوجد في بيتنا سلاحا كيماويا أو بيولوجيا ؟ قالت الأخرى : كيف سنقدم إمتحاناتنا النهائية يوم غدٍ ولم يُبقُوا لنا ثقب إبرة نخرج منه ، أبي إنهما يومان وتنتهي الإمتحانات. قالت الصغرى : ربما كان في بيتنا مدفنا كما يقال عنه نفايات نووية لذلك جاؤوا إلينا.
وهكذا الأطفال يتسائلون عما هم فاعلون في غدٍ ولم يدر بخلدهم بأن هذه الليلة هي آخر ليلة لهم في مسكنهم الآمن حيث قررت طغمة العساكر إخراجهم منه في دياجي الليل وإلا .........
وذهبت دراسة هؤلاء الأطفال الأبرياء وأحلامهم أدراج الرياح ولم يُكمِلوا أمتحاناتهم ، وذهب العام الدراسي هباءا. وخرج سِنِّمار وأهله وأطفاله وتم تكميم أفواه أبناء القبيلة بالسجن و التنكيل و التهديد والوعيد .....
قاموا بقطع مئات الأميال في منتصف الليل تجاه قبيلة أخرى وجدوا بأنها الملاذ الآمن لهم.
سأل الناس ما ذنبه ؟ فلم يجِدوا شيئا ققالوا بأنه يأبى الظلم ويقف في وجهه دائما : سبحان الله أهذا ذنب ؟ وما ذنبه أيضا ؟ فقالوا كان محبا لوطنه ولأبناء قبيلته فقد كان يأمر بوقف أي إجراء تعسفي بأخذ أرض أو ملك أحد من قبيلته بدون وجه حق ، فتعجبوا وتساءلوا مرة أخرى : سبحان الله أذلك ذنب؟؟ في بعض البلاد العربية يُقال بأن الحاقدون عندما لم يجدوا في الطفل عيبا قالوا له ( ياموَرِدْ الخدَّين). وكأن وردة الخدين عيب للطفل !!! ألم أقل لكم إخواني بأن المفاهيم قد إنقلبت رأسا على عقِبْ وأن الظالم ضحية والضحية أصبح ظالماً. إنه زمن اللامنطق واللاوعي . آسف للإطالة عليكم ولقائي معكم فيا الجزء الثاني وستكون بإذن الله عن الموت القادم من الشمال ( تشبيها بالموت القادم من الشرق وأعتقد بأن معظمكم قد شاهد هذا المسلسل الرائع) .

قديما قالوا : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند

وحديثا قالوا : شيئان لا يقوى العزيز عليهما *** ظلم القريب وغربة الأوطانِ

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة