هل نحن بحاجة لملعب للجولف براس الخيمة حاليا؟

بتاريخ الخميس، 17 سبتمبر 2009


إن من واجبات أي حكومة في العالم هو أن تهتم ببناء البنية التحتية لبلادها ومعالجة المشاكل التي تعترض حياة المواطنين وتوفر لهم ما يجعل عيشهم كريماً آمناً مستقراً وتبحث أسباب قلة فرص العمل وتبذل قصارى جهدها لتوفير لقمة العيش لأبناء بلدها، غير أن واجبات حكومة سعود تختلف تماماً عن ما ذكرناه فسعود يظن نفسه انه في إحدى الولايات الأمريكية وجميع الخدمات الضرورية متوفرة للمواطن وإذا صادف وانقطع التيار الكهربائي لثواني معدودة يتم استجواب مدير الكهرباء لذا سرح بغبائه الاستثماري فوجد أن الإمارة بحاجة إلى ملعب للجولف فهل نحن بحاجه لملعب للجو لف براس الخيمة ؟ من يمارس لعبة الجولف من المواطنين في رأس الخيمة؟ لا أظن انه يوجد أي شخص يجيد هذه اللعبة في هذه الإمارة ولنفترض جدلاً انه يوجد عشرة أشخاص يجيدون ويمارسون هذه اللعبة فهل هذا يستدعي إنشاء ملعباً للجولف بمواصفات وكلفة عالية حيث أن هذا المشروع الخرافي تبلغ كلفته من 400 إلى 500 مليون درهم تقريباً إذا لم يكن أكثر من هذه الأرقام التقديرية يعني لو حلمنا ، خلونا نحلم بأن هذا المبلغ دفع لبناء مساكن للمواطنين المحتاجين يعني يقارب ألفين مسكن كل منزل سوف يأوي أسره متكاملة..يعني الفين اسره مطمئنة القلب من الناحية السكنية.مب حلم حلو..(.وااايد حلو لكن المشكلة من الله خلقنا ونحن نحلم لانه ببلاش...!!!) المساكن الشعبية المتواجدة في المنطقة قديمة وجدرانها متشققة وآيلة للسقوط .
ومشروع الجولف التابع لفيصل و سعود تم تخصيص مساحة كبيرة من الأرض له تقدر مساحتها 10 كيلو ×10 كيلو متر تقريا بما يعادل مساحة مدينة خزام المدينة الأولى في الإمارة كل هذه المساحة الشاسعة وكأن المواطن ليس بحاجة للأرض والسكن ولا توجد ثلاث عوائل في منزل.وحين تذهب إلى دائرة الأراضي تجد الجواب بأنه لا توجد أراضي في رأس الخيمة. والكارثة الكبيرة أن الأرض التي تم تخصيصها لملعب الجولف تم استحداثها من دفن الخور ، و هو أجمل شيء في الإمارة منطقة تغطيها أشجار (القرم) الجميلة التي وهبنا الله إياها ... تلك التي تصرف عليها الإمارات الأخرى المليارات لتطوير غابات المانجروف الطبيعية و عصابة سعود و فيصل يقتلعون هذه الأشجار لاستبدالها بمشاريع تجارية خاصة و الأدهى و الأمر من ذلك الملعب تتم تغذيته بالمياه التي تفتقر إليها الإمارة فتأتي ساعة و تنقطع أياما – أما الحيلة التي احتال بها فيصل فهي أنه قام بربط المشروع بمنزل الحاكم كونه في الجهة المقابلة له ، فهو بذلك يطمئن لتأمين المياه العذبة لمنزل الحاكم و التي هي بالطبع دون رسوم . فيتم ري المشروع على حساب الشعب ، إنه سرقة علنية للمال العام في وضح النهار و اغتصاب حق من حقوقه يكفله له الدستور ، كل ذلك يتم تحت نظر و سمع الدولة التي تغلق آذانها عن صرخات الاستغاثة التي يرسلها هذا الشعب المكلوم مطالبا بأقل حقوقه فيرتد صوته عليه بينما تتوارد إشارات القبول و الرضا على عصابة سعود وفيصل و من والاهم في سرقاتهم ، و هو أمر محير للغاية و يثير الكثير من الاستغراب و الأسئلة عن تلك الأسباب التي تدفع بالحكومة الاتحادية أن تقف مع السارق ضد المسروق منه ، و مع الظلم ضد المظلوم ، و مع المغتصب لحقوق الآخر ضد صاحب الحق ومع الذي يتلاعب و يخرق الدستور ضد الدستور نفسه أو بمعنى آخر ضد الحكومة الاتحادية نفسها ، و مع المهرب للسلاح و المخدرات و الممنوعات و عصابات المافيا ضد أمن الدولة التي ننتمي إليها .
لقد أصبح موقف الدولة مريب للغاية ، بل و معيبا أيضا لتاريخها و سمعتها ، فهي تقف ضد قانونها ودستورها و تحمي منتهكي هذا القانون و الدستور ، و تبارك من يمرغ سمعتها في الوحل و لا تنتصر لشعبها الذي يستصرخها في كل حين و لحظة أن تنقذه من براثن هذه العصابة .

إن ما يثير العجب من إنشاء هذا المشروع هو كلفته العالية ومساحته الشاسعة و كمية المياه المهدرة التي يتشوق الناس إلى وصولها إلى منازلهم - دون أن نرى ما هو مردوده الاقتصادي وما الذي سيسهم به هذا المشروع من حل لمشاكل الإمارة التي أصبحت مستعصية عن الحل بسبب إهمال الحكومة لها وإهمال أي مشروع يصب في خدمة المواطنين وكذلك هدر الطاقات الوطنية والتفريط بأراضي الوطن لمشاريع ظاهرها استثمار واصلها استعمار.

These icons link to social bookmarking sites where readers can share and discover new web pages.
  • Digg
  • Sphinn
  • del.icio.us
  • Facebook
  • Mixx
  • Google
  • Furl
  • Reddit
  • Spurl
  • StumbleUpon
  • Technorati

التعليقات

تفضل بكتابة تعليق

المدونة في سطور

أرشيف المدونة